دعت عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي نتالي جوليه امس مواطني دول الخليج إلى سحب أموالهم وودائعهم واستثماراتهم من بنوك سويسرا، احتجاجا على حظر بناء مآذن للمساجد هناك، بعد التصويت لصالح هذا الحظر في الاستفتاء الذي جرى في البلاد ونددت جولي، وهي نائبة رئيس مجموعة الصداقة بين فرنسا ودول الخليج، في بيان لها بهذا التصويت الذي يتسم بمعاداة الأجانب والذي يعد بمثابة فضيحة في قلب أوروبا.
وقالت جولي ان هذا التصويت يبعث على القلق بالنسبة لهؤلاء الذين يدعون إلى العمل من اجل نشر التسامح والاحترام المتبادل.
ومن جهته أعرب مفتي مصر د.علي جمعة عن شجبه واستنكاره لتمرير مبادرة حظر المآذن التي تقدم بها حزب العمل السويسري.
وقال مفتي مصر د.علي جمعة في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية: «لقد سمعنا بأسى بالغ عن هذه المبادرة التي لا تعتبر هجوما على حرية الاعتقاد فحسب، بل أيضا محاولة لإهانة مشاعر المجتمع الإسلامي داخل سويسرا وخارجها».
كما أعرب عن قلقه البالغ بشأن هذه السابقة الخطيرة التي يمكن أن تعمق من مشاعر الكراهية والتمييز ضد المسلمين لأنه لن يشمل إلا أماكن عبادتهم، في حين أن المباني التابعة لجميع الديانات الأخرى لم تتعرض لأي تقييد.
وأشار المفتي إلى أن هذا الإجراء مناقض لحرية الاعتقاد والضمير المضمونة من طرف الدستور الفيدرالي السويسري، حيث تنص المادة 15 من الدستور السويسري على أن «حرية الاعتقاد والفلسفة مكفولة، فكل واحد له الحرية في اعتناق الأديان والعقائد وأن يمارسها سواء كان وحيدا أو داخل جماعة، وللجميع الحق في الانضمام لأي جماعة دينية وأن يتبع التعاليم الدينية، ولا يجوز إكراه أحد على الانضمام لجماعة دينية أو ممارسة شعيرة دينية أو اتباع تعاليم دينية بعينها»، وهذا الحق الدستوري لم يتغير وعلى الجميع أن يتذكر ذلك.
كما أدان المرجع الديني الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله نتيجة الاستفتاء على منع بناء المآذن في سويسرا، وأدرجها في إطار حملة «تشويه» للإسلام تؤدي الى حالة من «العنصرية» ضدهم.
واعتبر فضل الله المعروف باعتداله في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي «ان حملة دعائية استهدفت إثارة الرأي العام السويسري بهدف تقديم صورة مشوهة ومخيفة عن الإسلام».
وأضاف «ان التحريض المتواصل الهادف الى إيجاد حالة من العنصرية في الغرب ضد المسلمين من شأنه ان يعود بالضرر على غير المسلمين».
وحذر المرجع الديني المسلمين من «ان يندفعوا باتجاه العنف تحت وطأة ذلك»، داعيا إياهم الى «ان يكونوا إيجابيين مع مواطنيهم السويسريين، حتى مع الذين صوتوا لصالح قرار منع المآذن في سويسرا».
من جهة أخرى، أعلن الڤاتيكان الاثنين انه «على الخط نفسه مع الأساقفة السويسريين» الذين أعلنوا الأحد ان تصويت السويسريين في استفتاء لصالح حظر بناء المآذن في بلادهم يشكل «ضربة قاسية لحرية المعتقد».