ارتفاع أسعار العقاقير، خاصة تلك التي يحتاجها مرضى السكري أو القلب وحتى السرطان يجعل المريض في الكثير من الأحيان عاجزا عن شرائها، ما يؤدي في النهاية إلى تدهور وضعه الصحي، لذا استغل التجار أدوية غير شرعية، أوما يسمى بالصيدليات «أون لاين»، خاصة في بلدان آسيوية وأوروبية شرقية، هذه الثغرة لبيع أي نوع من العقاقير ويحققون الملايين من الأرباح بالترويج لأدوية يضع الأطباء علامة استفهام حولها، وينصحون المرضى بالتروي قبل الإقدام على شرائها. يشير هانس يواخيم أدلر، أحد المسؤولين في مكتب حماية المستهلك إلى أن الأسعار المغرية للأدوية التي تعرض من الخارج عبر الإنترنت، خاصة الباهظة الثمن، تجذب المرضى، فيقدمون على شرائها، من دون التفكير فيما إذا كانت الجهة العارضة شريفة أو جدية.
والأمر لا يتعلق فقط بالمرضى، فكل من يملك جهاز كمبيوتر وخط إنترنت.. يصله على الأقل رسالة إلكترونية يومية كدعاية لعقار، وخاصة المقويات الجنسية، مثل الفياغرا. والجديد اليوم هو «السوبر فياغرا» بأسعار تجعل الرجال لا يهتمون إذا كان العقار مزورا أو أنه يحقق الهدف المنشود، إذ لا توجد أي جهة رسمية، سواء من وزارة الصحة أو حماية المستهلك يمكنها إجراء تحليل للعقاقير المعروضة وتحديد نوعيتها. كما لا يعرف مستوى العارضين الطبي، وهل هم متخصصون أم نصابون.
وتجذب العقاقير الرخيصة الثمن، التي تباع «أون لاين»، المرضى الذين يجب عليهم تناول عقاقير لفترات طويلة أو طوال حياتهم وبشكل منتظم، ويهدد عدم تناولها حياتهم بالخطر. ويلجأ إلى هذه الوسيلة أيضا من لا يستطيع الحصول على عقاقير، مثل المهدئات، إلا بوصفة من الطبيب الذي يرفض في معظم الأحيان تلبية رغبتهم، بينما تجار «الأون لاين» لا يهمهم الأمر بتاتا، والمهم بالنسبة إليهم فقط هو تحقيق الأرباح.