حسين الرمضان ـ ماضي الهاجري ـ سامح عبدالحفيظ ـ عادل العتيبي
فليح العازمي ـ هادي العجمي ـ رشيد الفعم
استخدمت الحكومة أمس تكتيكا محددا مكنها من تأجيل العديد من القضايا المدرجة على جدول أعمال جلسة مجلس الأمة التكميلية التي أقر فيها تعديل اللائحة الداخلية بتمكين من ينيبه الرئيس من حق توقيع صحف الدعاوى والطعون مع إعفاء المجلس من الرسوم القضائية وإلحاق أمانته العامة بمجلس الوزراء أثناء فترة الحل.
ولعبت الحكومة على وتر النصاب لإفشال استمرار الجلسة التي رفعت قبل موعدها الأصلي بنصف ساعة بسبب عدم توافر العدد اللازم للتصويت على المداولة الثانية لكادر المعلمين وزيادات العسكريين بالإضافة إلى قانوني المساعدات العامة والجمعيات التعاونية.
وخلال سير الجلسة وعندما شارف المجلس على الانتهاء من مناقشة تفشي مرض السرطان في البلاد وقرب الانتقال إلى البند التالي أوعزت الحكومة إلى بعض وزرائها للخروج من القاعة لتتمكن من تحقيق مبتغاها الأمر الذي حدا برئيس الجلسة إلى رفعها.
مصادر نيابية أبلغت «الأنباء» بأن الحكومة تصر على أن يكون صدور كادر المعلمين بقرار وليس بقانون، كما أن بعض القضايا المدرجة على جدول الأعمال تضيف أعباء مالية على ميزانية الدولة وهي بحاجة إلى تعديلات تعذر الاستعداد لها أو دراستها ولذلك أصبح أمر تأجيلها بهذه الطريقة واجبا، خصوصا أن المجلس لن يعير الحكومة آذانا صاغية فيما لو طلبت إرجاء البت فيها لحين دراستها جيدا. وخلال الجلسة حمّل العديد من النواب وزير الصحة د.هلال الساير مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الصحية، في البلاد من تدهور خصوصا فيما يتعلق بمرض السرطان وانتشاره بين المواطنين بطريقة أصبحت مقلقة للجميع.
وأشار النواب إلى أن الواقع العملي لتعاطي «الصحة» مع هذا المرض على عكس ما تصرح به، منتقدين بذلك لجنة العلاج بالخارج.
ودافع د.الساير عن موقف وزارته مؤكدا ان المرض في معدلاته الطبيعية في البلاد، موضحا ان السرطان يعتبر السبب الثاني للوفاة في الدول المتقدمة والرابع في إقليم شرق المتوسط. وفي موضوع آخر قال النائب د.وليد الطبطبائي ان استجواب رئيس الوزراء حول الإفراج عن المتهم في تفجير المقاهي يعرض الآن على بعض القانونيين لدراسته، مؤكدا أنه «في حال كان رأيهم بجواز تقديمه فلن نتردد في ذلك». وأضاف الطبطبائي في تصريح صحافي ان استجوابه وهايف والوعلان لرئيس الحكومة «سيناقش بعد أسبوعين ونحن مستعدون حتى ولو كان في جلسة سرية».
إحصائية
ألقى وزير الصحة د.هلال الساير خلال الجلسة بيانا حكوميا أوضح فيه أن مرض السرطان يتسبب في وفاة نحو 6 ملايين شخص بالعالم سنويا.
وأشار الساير الى انه من المتوقع ارتفاع أعداد الحالات الجديدة المكتشفة سنويا من 11 مليونا إلى 16 بحلول عام 2020 على مستوى العالم.
وقال إنه وحسب الإحصائيات المسجلة فإن عدد الحالات للمرضى الكويتيين من عام 2000 حتى 2009 تصل إلى 7444 مريضا ومتوسط عدد الحالات سنويا 740 مريضا بمعدل ثابت يمثل 0.08% من السكان.
توصيات نيابية للتعامل مع مرض السرطان
٭ زيادة اعداد البرامج الخاصة بالكشف المبكر عن امراض السرطان وزيادة ميزانيتها وتعميمها على جميع المحافظات بالتعاون مع وزارة التربية والجهات الاخرى.
٭ زيادة اعداد الاستشاريين الزائرين الى مركز الكويت لمكافحة السرطان.
٭ زيادة اعداد اجتماعات لجان العلاج بالخارج في مركز الكويت لمكافحة السرطان وسرعة انجاز معاملات المرضى مع زيادة الميزانية.
٭ سرعة بناء وتجهيز وتشغيل مركز الكويت الجديد للسرطان وتذليل وتقليص الدورة المستندية.
٭ زيادة اعداد المبتعثين في تخصص أمراض السرطان.
٭ زيادة الميزانية الخاصة بأدوية السرطان.
٭ تكثيف التعاون مع الجهات الاخرى بالدولة مثل الهيئة العامة للبيئة وجامعة الكويت ومعهد الكويت للابحاث العلمية لمزيد من الدراسات الخاصة بالبيئة وسلامتها.
٭ التعاون مع جمعيات المجتمع المدني في مجالات التوعية الوقائية والعلاجية الخاصة بأمراض السرطان بالاضافة الى وسائل الاعلام الحكومية والخاصة.
٭ اعداد برامج اعادة تأهيل ومتابعة لمرضى السرطان المتعافين وكذلك المستمرون في العلاج تحسبا لتجدد المرض.
٭ التعاون مع وزارة التجارة وبلدية الكويت او اي جهات أخرى معنية للكشف عن الاغذية المسببة لمرض السرطان ومنعها من دخول البلاد وتداولها.
بيان الحكومة حول حالات الإصابة بمرض السرطان
ألقى وزير الصحة د.هلال الساير أثناء مناقشة موضوع تفشي مرض السرطان في البلاد بيانا جاء فيه:
بداية يطيب لنا أن نشكر السادة أعضاء مجلس الأمة المحترمين على طلب مناقشة هذا الموضوع الحيوي الذي يعد مثار اهتمام دول العالم أجمع، حيث ان مرض السرطان يتسبب في وفاة أكثر من ستة ملايين شخص بالعالم سنويا وهو السبب الثاني للوفاة في معظم الدول المتقدمة بعد أمراض القلب ويعتبر رابع سبب للوفاة في اقليم شرق المتوسط بعد أمراض القلب وحوادث الطرق والامراض المعدية والطفيلية، ومن المتوقع أن ترتفع أعداد الحالات الجديدة المكتشفة للسرطان سنويا من احد عشر مليونا (11.000.000) الى ستة عشر مليونا (16.000.000) بحلول عام 2020 على مستوى العالم.
وفي الكويت توضح الاحصائيات والمعلومات المسجلة عن طريق المركز المختص (وحدة وبائيات وسجل السرطان) ان عدد الحالات للمرضى الكويتيين من عام 2000 الى عام 2009 تصل الى 7444 مريضا ومتوسط عدد الحالات سنويا 740 مريضا، بمعدل ثابت يمثل 0.08% من السكان.
وهذا المؤشر واضح يدل على ان مستوى معدل انتشار هذا المرض طبقا للاحصائيات السكانية يعد طبيعيا بالمقارنة بعدد السكان وكذلك مقارنة بالمحيط الاقليمي والدولي.
ولما كان هذا المرض يأتي في المرتبة الثانية من مسببات الوفيات في الكويت فقد أولت وزارة الصحة اهتماما خاصا لمكافحته والقضاء عليه منذ عدة سنوات، وكذلك من خلال تبني الوزارة لخطة التنمية الحالية 2010/2014 وتنفيذها، على ضوء البرامج التالية:
أولا: تم التعاقد مع فريق university health network/toronto يونيفرسيتي هيلث نت ورك/تورنتو المتخصص في السرطان وهو يعد من المراكز العالمية المتميزة المراكز الطبية في مكافحة وعلاج السرطان في أميركا الشمالية، علما ان هذا المركز قام بتخريج العديد من الكفاءات والكوادر الوطنية في هذا المجال، ويقوم هذا الفريق بتقديم الخدمات الاكلينيكية والفنية والتدريبية والبحثية، كما تشمل الاتفاقية زيادة عدد المقاعد المخصصة للكويت في التخصصات الدقيقة في مجال أمراض السرطان.
ثانيا: تهيئة الكوادر البشرية الوطنية المؤهلة في التخصصات الطبية والطبية المساندة في مجال أمراض السرطان.
ثالثا: القيام بالبرامج التوعوية والكشف المبكر لأمراض السرطان من خلال تحديد مراكز متعددة في مختلف محافظات الكويت باستخدام التقنية الحديثة على الأخص في مجال سرطان الثدي والليمفوما في الاطفال، مما يساعد ذلك على الاكتشاف المبكر للمرض وزيادة معدل الشفاء، حيث بلغ معدل الشفاء حوالي 80% في المراحل الاولى من المرض.
رابعا: تطوير وتوسعة المراكز المتخصصة لمرض السرطان، فهناك مشروع إنشاء مركز الكويت لمكافحة السرطان الجديد بسعة ستمائة سرير في مختلف التخصصات مع مركز أبحاث وكل التجهيزات الطبية الكاملة، وعند استكماله سيعتبر هذا المركز أكبر مركز متخصص في مكافحة وعلاج السرطان على المستوى الاقليمي، وقد تم فعلا طرح مستندات المناقصة بقيمة تصل الى مائتي مليون دينار ومن المتوقع تشغيله في نهاية عام 2014.
وحرصا منا على الوقوف على كل الامور والعوامل التي قد يكون لها صلة في انتشار هذا المرض، فإنه يجري التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في استقدام المتخصصين في المراكز الصحية المتخصصة لدراسة مكونات البيئة الكويتية سواء الجوية أو المياه أو غيرها للتحقيق في عدم تأثيرها في انتشار المرض. وأود أن أشير هنا بالنسبة للكويت فيما بعد فترة الحرب بالذات وهي الفترة التي اهتم بها الاخوة والاخوات أعضاء المجلس:
هناك بحث في المرحلة الاولى مباشرة بعد الحرب بواسطة الجيش الاميركي وعلماء متخصصين من الولايات المتحدة الاميركية لدراسة تأثير حرب الخليج على جنودهم وتأثرهم بمخلفات الحرب فلم يجدوا نتائج تبين تأثير هذه الحرب أو مخلفاتها على المدى البعيد.
كما قامت الهيئة العامة للتعويضات بتمويل من الأمم المتحدة بمقدار مائة مليون دولار لدراسة البيئة البحرية والبرية والآثار الصحية للحرب على مدى ثلاث سنوات، وتم البحث عن طريق كلية العلوم الصحية في جامعة هارفارد بالتعاون مع أساتذة من كلية الطب ومشاركة من أطباء من وزارة الصحة بالكويت أظهرت النتائج أنه لا توجد أدلة واضحة لتأثير مخلفات الحرب وعلى الأخص مخلفات اليورانيوم أو تبين تأثيرها المباشر. انما توصلت الدراسة الى ان الآثار النفسية على أفراد المجتمع (الأم، الأب، الاطفال) تفوق الآثار الصحية الاخرى.
أكملت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي دراسة تأثير الحرب على الجيل الثالث من المواطنين أي الاطفال في وقت الحرب الذين وصلوا الى مرحلة الزواج والانجاب، وهذه دراسة أيضا يقوم بها الاساتذة الباحثون من كلية الطب ووزارة الصحة مع جهات عالمية.
وأخيرا فإن الحكومة لا تألو جهدا في مكافحة هذا المرض والحد من انتشاره والقضاء عليه بكل الوسائل الفنية الاكلينيكية والعلمية على ضوء الاستراتيجية المعتمدة للصحة.
كما ان وزارة الصحة من خلال هذا البيان والاحصاءات والبيانات التي سيتم عرضها فإنها تتقبل أي مقترحات أو ملاحظات في هذا المجال.
وتشير النتائج الاولية الى انه لا يوجد الى الآن أي شيء يشير الى وجود الآثار الصحية مباشرة.
وفي هذا المجال أود أن أشير الى ظاهرة تخص الهواء بالكويت ليس بالضرورة مرتبطة بحرب الخليج، فهناك أتربة وغبار تأتي من خارج الكويت من العراق والاردن، كما ان هناك أتربة تأتي من تركيا وأوروبا والدول المحيطة وكلها محملة بملوثات من عوادم السيارات والمصانع ومحطات القوى وغيرها.
كما أن هناك موجات من الهواء تأتي من آسيا تعرف باسم asian brown cloud تصل من الصين الى شرق أميركا، تمر بين أوروبا ـ تركيا ـ العراق ـ الكويت تسبب أمراضا في الجهاز التنفسي مثل الحساسية والربو والالتهابات الصدرية ولا تقل أهميتها عن أمراض السرطان.
ويتضح مما سبق أن وزارة الصحة حريصة كل الحرص على أن تسير وفق خطة التنمية وجدولها الزمني.
وبجانب الإمكانيات المتوافرة في الكويت من طرق علاج لهذا المرض، فإن وزارة الصحة تقوم بإرسال العديد من المرضى الذين يعانون من حالات مرضية صعبة ومعقدة لأهم المراكز العالمية وعلى سبيل المثال md anderson في الولايات المتحدة وgostov russi في فرنسا.