ناصر العنزي
كل شيء تغير في السالمية، شوارعها، زحمتها، وجوهها، سياراتها، شبابها، اسواقها، فخميسها الجميل المشع بانوار الفرح والسهر اصبح كيوم الاحد الطويل الممل، تغيرت السالمية كثيرا ولم تعد تلك الشابة الجميلة بعدما تكاثرت عليها عمليات الشد والضغط والنفخ فاصبحت كالعجوز المتصابية، من يتذكر السالمية في عز شبابها يتذكر معها شارع البلاجات الفسيح وبحرها الجميل الهادئ وزبائنها الدائمين يومي الخميس والجمعة ومطاعمها المتناثرة في مداخلها ومخارجها لم تعد السالمية التي نعرفها ونتسابق اليها في العطلات، كانت تستقبلنا بفرح وتدخلنا بيتها وتكرمنا ثم تطلب منا الانصراف بكل أدب كي تنام مبكرا للحفاظ على صحتها فيما نحن نسهر حتى الصباح، من منكم لا يعرف السالمية؟ من منكم لم يزرها شابا بسيارته الجديدة وصوت المسجل يدفع بروائع محمد عبده وعبدالكريم عبدالقادر؟ اذا كانت مدينة الكويت هي العاصمة الرسمية للكويت فإن السالمية كانت عاصمة المتزوجين والمحبين والمراهقين.
ان تقول لغيرك انك قدساوي فهذا اختيارك، وان يقول لك غيرك انه عرباوي فاحترمه، واذا قال لك آخر انه كويتاوي فقل له «والنعم»، اما اذا قال لك جارك انه «سلماوي» فقل له «خطاك السو»، فماذا حدث للسالمية في هذا الموسم بعدما بات صيدا سهلا للمنافسين؟
لم يعد السالمية كما كان سابقا، تغيرت وجوه لاعبيه واختلطت عليهم الاسماء فحارسه لا يعرف مدافعه ووسطه لا يعرف مهاجمه، يخسر بالثلاثة والاربعة وعندما تسأله لا يجيب، فيما يقول بعضهم اسأل الذين تركوا الفريق وهربوا، اسأل الذين يلعبون لغيرهم لا لناديهم، اسأل حتى مشجعينا الذين تركونا فجأة فماذا تريدون منا ان نفعل، اسألوا مدير فريقنا الذي اراد ان يقيم مدربا وهو في سن حفيده!
لم يعد السالمية «سماويا» مثله مثل منطقته فالطريق اليه اصبح مليئا بالمطبات والحفر وكرته التي كانت تنتهي الى بشار عبدالله اخذت تسأل عنه فقالوا لها: لقد ذهب الى الكويت فضحكت وقالت مستنكرة بصوت خافت «انهم يبيعون بخسارة»، سألت عن رفيقه صالح البريكي فقالوا لها المدرب لا يريده، سألت عن اولادها السابقين اين علي مروي، اين جاسم الهويدي؟ لماذا لا يساندون الفريق، سألت كثيرا والكل يشير باصبعه الى الآخر.
لم تعد السالمية كما كانت صاخبة متلألئة ولم يعد فريقها منافسا على المراكز المتقدمة، والكرات الاربع التي دخلت مرماه من العربي كانت اشبه باربع ابر في وريد المدرب البلجيكي وليام توماس فعندنا مثل يقول «اللي ما يطيع يضيع».