من ذكريات المونديال التي لا تنسى لمنتخبنا الوطني مباراته أمام فرنسا في مونديال اسبانيا 1982 وتحديدا في 21 مايو وهي المباراة التي انتهت بخسارة قاسية للازرق 1-4 ضمن المجموعة الرابعة على ستاد «خوسيه زوريا» في بلد الوليد، فتوقف رصيده عند نقطة واحدة من مباراتين بعد ان كان تعادل في مباراته الاولى مع تشيكوسلوفاكيا 1 - 1.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان من سجل اهداف فرنسا برنار جينجيني (31 من ركلة جزاء) وميشال بلاتيني (43) وديدييه سيكس (48) وآلان جيريس (87)، اما هدف الازرق الوحيد فسجله عبدالله البلوشي في الدقيقة 75 من تسديدة صاروخية بعد ان تلقى الكرة من عبدالعزيز العنبري.
لعب منتخبنا بخطة دفاعية بحتة لاغلاق منطقته امام منافسه القوي ولم يبادر الى الهجوم الا فيما ندر، ما افسح المجال امام المنتخب الفرنسي بالضغط على منطقته وتشكيل خطورة على مرماه، وفقد اللاعبون سيطرتهم على الكرة امام الفرنسيين الذين فعلوا ما يريدون في المباراة.
وفشل في الحد من خطورة المنتخب الفرنسي وصانع العابه بلاتيني الذي صال وجال دون حسيب او رقيب وكان عاملا مهما في الفوز الكبير الذي حققه.
واستفاد الفرنسيون من بطء الاداء في نقل الكرة، فبانت مهاراتهم الفنية في الوصول الى مرمى احمد الطرابلسي الى ان سجلوا اهدافهم الاربعة.
وكان مركز الظهير الايسر في حالة يرثى لها ما سهل مهمة الفرنسيين في تهديد مرماه، كما عابه ايضا تنفيذ خطة التسلل بنجاح، وهذا ما ساعد بلاتيني وزملاءه على اختراق خط الدفاع وخلق فرص عدة ترجمت اربع منها الى اهداف.
ولم يكن خط الوسط افضل حالا ايضا وفشل لاعبوه في مد المهاجمين بالكرات المتقنة فانعدمت الخطورة على المرمى الفرنسي باستثاء فرصتين خطرتين صنعهما البديل فتحي كميل الذي شارك مكان محمد كرم في الشوط الثاني.
وربما لو دفع مدرب الكويت البرازيلي كارلوس البرتو باريرا بكميل منذ بداية المباراة لكان يمكنه تهديد المرمى اكثر.
عموما، لم يظهر المنتخب بالمستوى ذاته الذي قدمه في مباراته الاولى امام تشيكوسلوفاكيا ويعود ذلك الى الرهبة من مواجهة المنتخب الفرنسي وبدا على لاعبيه الاستسلام منذ انطلاق المباراة.
وبعد المباراة صرح باريرا «كانت المباراة حاسمة للمنتخب الفرنسي الذي يضم تشكيلة من تسعة مهاجمين على الاقل، لقد كانت خطتنا ان نحاول احتواءهم في الشوط الاول لكن بلاتيني هو الذي احبط خطتنا».
وشهدت المباراة حادثة هي الابرز في تاريخ نهائيات كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930 في الاوروغواي وحتى الآن حيث تمكن الشهيد فهد الاحمد آنذاك من الغاء اول هدف في النهائيات بعد ان نزل الى ارض الملعب، وكان لتدخله التاريخي في قرار الحكم ميروسلاف ستوبا من الاتحاد السوفييتي (سابقا) بالغاء الهدف الذي سجله آلان جيريس بعد ان تشاور مع الحكم المساعد الذي اكد عدم صحته وشرح اسباب توقف لاعبي الكويت عن اللعب.
وخلال سير المباراة، انطلقت صافرة من المدرجات ادت الى ارتباك مدافعي المنتخب وتوقفهم عن اللعب، فيما واصل المنتخب الفرنسي ذلك وسجل هدفا فاحتج عليه لاعبو الازرق وتوقفت المباراة ما ادى الى نزول الشيخ فهد الاحمد الى ارض الملعب، فتحدث مع الحكم وتراجع الاخير عن قراره والغى الهدف مسجلا سابقة فريدة في تاريخ كاس العالم.
واستؤنفت المباراة بعد توقفها لمدة سبع دقائق ودخل مدرب منتخب فرنسا ميشال هيدالغو في نقاش مع رجال الشرطة.
ونفى الشيخ فهد الاحمد في تصريح له ان يكون طلب من اللاعبين الانسحاب من الملعب وقال «طلبت من اللاعبين البقاء في ارض الملعب وكنت اشير بيدي لهم بهذا المعنى».
من ناحيته، قال مدرب الارزق باريرا «لم يكن اللاعبون يريدون ترك الملعب، كانوا يريدون فقط التحدث مع حامل الراية بعد ان سمعوا صافرة وتوقفوا بسببها عن اللعب قبل ان يسجل الفرنسي جيريس الهدف، فالامر كان مجرد سوء تفاهم».
وفرض الاتحاد الدولي غرامة مالية على الكويت قدرها 11.800 دولار وثبت فوز فرنسا على الكويت 4 - 1 وقرر ايقاف الحكم وعدم اسناد اي مباراة له حتى نهاية مونديال اسبانيا ووجه انذارا الى الشيخ فهد الاحمد.
ورفض الاتحاد الدولي قبول احتجاج لاعبي المنتخب لمجرد انهم خلطوا بين صوت صافرة الجمهور وصافرة الحكم في الوقت الذي سجل فيه آلان جيريس هدف فرنسا الرابع، وقال مسؤول في الاتحاد الدولي «هناك دائما صافرات بين صفوف المتفرجين وهذا لا يعني ان نلغي الاهداف المسجلة».
بطاقة المباراة
- ـ الكويت ـ فرنسا 1-4
- ـ الملعب: خوسيه زوريا في بلد الوليد
- ـ 21 يونيو عام 1982
- ـ الجمهور: 30043 متفرجا
- ـ الحكم: السوفييتي ميروسلاف ستوبار
الإنذارات
- الكويت: عبدالعزيز العنبري (1) وفتحي كميل (85)
- فرنسا: مانويل اموروس (68)
التشكيلتان
الكويت: احمد الطرابلسي ـ نعيم سعد وعبدالله معيوف ومحبوب جمعة ووليد الجاسم (حمود فليطح الشمري) وعبدالله البلوشي وسعد الحوطي وفتحي كميل وعبدالعزيز العنبري وفيصل الدخيل وجاسم يعقوب.
فرنسا: جان لوك ايتوري ـ مانويل اموروس وجيرار جانفيون (كريستيان لوبيز) وماريوس تريزور ومكسيم بوسيس والان جيريس وميشال بلاتيني (رينيه جيرار) وبرنار جنجيني وجيرار سولير وبرنار لاكومب وديدييه سيس.
واقرأ ايضاً:
المطير يحتفي بأبطال الدوري الممتاز بحضور الفهد والحساوي
سعيد وأبل احتفيا بشهاب وجابر لعودتهما من رحلة العلاج
المطوع ينافس على لقب هداف الاتحاد الآسيوي
إعلان تشكيلة «الأولمبي» واعتذارات للدراسة والعمل
الفارس: حفل كبير لتوزيع مكرمة ولي العهد والتأهل للممتاز
طاهر يشيد بتكريم الفهد للأزرق