القاهرة ــ سامي عبدالفتاح ــ صبحي عبدالسلام
انتهت مسابقة الدوري المصري الممتاز لكرة القدم بمباريات الاسبوع الـ 30 الاخير ولكن لن تنتهي الدروس المستفادة منها، لمن يريد ان يستفيد، واهمها أنه لا قيمة كبيرة للمكسب في الوقت الضائع، ومعها لن تكون هناك مضار جسيمة للخسارة بعد حسم الامور، وان من ستضيع منه الفرص الاولى، سيتحسر كثيرا على ضياعها، حتى وان لازمه التوفيق في الجولات الاخيرة، وان الطموحات الكبرى المبكرة تسعد أصحابها وتريحهم عندما يطول طابور المتسولين لنقطة واحدة.
هذه الدروس تصلح للكبير والصغير بعد قراءة جدول الترتيب العام لمسابقة الدوري الممتاز والتي وضعت أوزارها بعد موسم طويل، وقد اختارت الاهلي بطلا مبكرا لها، ومعه الزمالك وصيفا تقليديا، يليهما الاسماعيلي بترتيبه الشرفي المركز الثالث، فيما ظفر طلائع الجيش بالمركز الرابع بفارق الاهداف عن حرس الحدود بعد سباق ملتهب مع غزل المحلة الذي حل سادسا، وودعت المسابقة اندية طنطا والاولمبي وبترول اسيوط، وما بين البطل واصحاب المراكز الشرفية والهابطين تأتي بقية الفرق التي عاشت موسما مضطربا، وكان كل سعيها لأن تبتعد عن المنطقة الخطرة، يستثنى من ذلك فقط فريق بتروجيت، أحدث اندية الموسم المنصرم، والذي نجح في أن يثبت أقدامه بقوة، بقيادة مدربه مختار مختار، فكان قريبا جدا من الكبار، ويستحق لقب الحصان الاسود.
وتأكيدا لما ذكرناه في البداية ان انتصارات الوقت الضائع لا تفيد كثيرا، وان الانطلاقة القوية المبكرة تعطي فرس السبق فرصا أكبر لبلوغ خط النهاية بنجاح وسعادة، ان الاهلي بطل الدوري، قد نال هزيمته الثالثة هذا الموسم، والثانية على التوالي، في نهاية غير سعيدة لجماهيره، الا ان هذه النهاية الدرامية لم تسحب منه اللقب وتعطيه للفائزين، سواء الزمالك أو الاسماعيلي، والفوارق التي ضاقت في الاسابيع الاخيرة بين اندية القمة الثلاثة لم تحسم البطولة، ولكنها بالكاد حسمت سباق المركز الثاني لصالح الزمالك، فالاهلي فاز في 23 مباراة وخسر 3 والزمالك فاز في 21 وخسر 4 والاسماعيلي فاز في 20 وخسر 3 مباريات، وهي فوارق صغيرة ولكنها تعني أشياء كبيرة وفارقة في ألعاب القمم الثلاث.
وكان الاسبوع الـ 30 والاخير قد شهد فوز الاسماعيلي على الاهلي بصعوبة كبيرة 1 ـ 0 والزمالك على المصري 3 ـ 0، وطلائع الجيش على انبي 2 ـ 0 وحرس الحدود على المقاولون 1 ـ 0 وغزل المحلة على الاولمبي 3 ـ 1 والسويس على بترول اسيوط 1 ـ 0 وتعادل طنطا مع الاتحاد 2 ـ 2.
ولم تحدث هذه النتائج تحولات ملحوظة في الترتيب العام من بعد المركز السادس باستثناء اسمنت السويس الذي تقدم من المركز الثاني عشر الى الحادي عشر، ولكنها حسمت البطولة الخاصة على لقب الوصيف، والذي ظهر به الزمالك كما هو متوقع (68 نقطة) بفارق نقطة واحدة عن الاسماعيلي (67 نقطة)، وكذلك حسم السباق الملتهب على المركز الرابع بين فريقي المؤسسة العسكرية، وبالرغم من انهما فازا في الاسبوع الاخير، الا ان فارق الاهداف كان لفريق طلائع الجيش بعد أن حصل على 43 نقطة مثله مثل حرس الحدود وبفارق نقطة واحدة عن غزل المحلة الذي جاهد طويلا للتشبث بهذا المركز طوال الموسم، ولكن هذا الجهد أنهكه فترك الهدف يطير من ايدي لاعبيه، ولم ينفعهم فوزهم الاخير على الاولمبي.ولم يجد الزمالك صعوبة تذكر، كي يواصل انتصاراته ويختمها بالفوز على المصري «المستسلم» بثلاثية نظيفة للاعبين جمال حمزة ومحمد أبوالعلا وعمرو زكي ليرفع رصيده الى 68 نقطة، ويؤكد ان مستوى الفريق في تحسن ملحوظ، وانه قد نفض عن نفسه القدر الاكبر من الغبار الذي حجب الرؤية عن لاعبيه منذ البداية المتعثرة التي أفقدته الكثير، ومع لقب الوصيف يبقى الهدف هو الفوز بلقب كأس مصر، حتى يكون للموسم معنى، وهذا ما اكده رئيس النادي ممدوح عباس والمدرب الفرنسي هنري ميشيل اللذين اتفقا على ان الفوز على الاهلي أو الفوز بالمركز الثاني ليس فيهما أي بطولة، انما لابد أن يسعى الزمالك لبطولة حقيقية، وليس أمامهم الآن سوى الكأس.
واحتل الاسماعيلي المركز الثالث (67 نقطة) وحقق لنفسه بطولة خاصة، وهي بطولة فرعية وشرفية وليست حقيقية، وهي بطولة الفوز على الاهلي البطل مرتين في موسم واحد، وهي بطولة ترضي بشكل خاص رئيس الاسماعيلي يحيى الكومي الذي يضع الاهلي امام عينيه في كل مناسبة وأزمة ومشكلة برغم انه اهلاوي الهوى، الا ان قيادته للاسماعيلي تفرض عليه السعي للنجاح والنجومية، ولن يكون ذلك الا بالتعلق بنجومية الاهلي وفريقه وقيادته.