- بن عيدان: الفقيد كان يردد دائماً «أنا غير موجود إلا لخدمتكم»
سمير بوسعد ـ مبارك الخالدي
فجعت الأوساط الرياضية في البلاد مساء امس الاول بوفاة الشيخ باسل سالم الصباح الأب الروحي لسباقات الربع ميل للسيارات والدراجات الآلية.
والشيخ باسل الصباح هو حفيد أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم، طيب الله ثراه، وهو الابن الاكبر للمرحوم «بإذن الله» الشيخ سالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والدفاع الاسبق.
ويعتبر الفقيد أهم الداعمين لرياضة السيارات والدراجات الآلية بأنواعها، حيث كان يشغل منصب رئيس مجلس ادارة النادي الكويتي للربع ميل الذي تم إشهاره رسميا اوائل العام الحالي.
وساهم في تقديم العون لجميع متسابقي السيارات في مختلف مشاركاتهم المحلية والاقليمية حرصا منه على دعم الرياضيين الكويتيين وبلوغهم منصات التتويج لرفع اسم الكويت عاليا.
وأدى دعم الشيخ باسل رحمه الله الى تسهيل مهمة عدد كبير من المتسابقين في المشاركة في البطولات الخليجية التي ترعى السباقات بشكل احترافي كامل ما شكل عائقا أمامهم لتمثيل الكويت في هذه المحافل الرسمية، الا ان تدخله الشخصي لدى مسؤولي هذه الدول ساهم بشكل فاعل في افساح المجال امام رواد هذه الرياضة لمشاركة اخوانهم بمجلس التعاون الخليجي والاحتكاك بهم وليبقى اسم الكويت ضمن دائرة الاهتمام في هذه المحافل.
الأمان والسلامة
وبذل الفقيد جهودا كبيرة في الحصول على التراخيص اللازمة من جهات الدولة المختلفة لتأمين الحلبة الخاصة برياضة السيارات والدراجات الآلية من منطلق إدراكه الكامل أن هذه النوعية من الرياضات تحتاج الى شبكة من عوامل الأمن والسلامة لتأمين سلامة المتسابقين، حيث كان يحرص على ان تمارس السباقات في ظل تواجد اشتراطات الأمن والسلامة ليتجنب الهواة مخاطر هذه السباقات وما ينجم عنها من حوادث.
أصحاب الانجازات
ولم يكتف الفقيد بتسهيل مهمة المشاركين في السباقات، بل كان حريصا على تكريم هؤلاء الابطال بحسب فئة السباق المشارك فيه لإيمانه التام بأن المتسابق في المحافل الخارجية إنما يمثل الكويت وليس اسمه الشخصي، ولذلك عمد المرحوم الى اقامة مناسبات التكريم للفائزين تشجيعا لهم على ما بذلوه وتحفيزا لبقية زملائهم ليحذوا حذو من سبقوهم في تحقيق الانجازات بهدف ضمان استمرار الكويت كمنافس قوي لأصعب واخطر الرياضات.
نقلة نوعية
لم يسعف القدر الفقيد لتحقيق ما كان يخطط له من ترابط بين الرياضيين وتوحيد لجهود كل الاندية المتخصصة بنشاط السيارات والدراجات الآلية لإحداث نقلة نوعية في هذه الرياضات الخاصة والقائمة على الاحتراف الكامل ومجاراة التطور الرهيب في أنظمتها ولوائحها لتتبوأ الكويت مكانتها المرموقة بين باقي الدول، لاسيما انها من اوائل الدول التي نظمت سباقات الرالي بشهادة الاتحاد الدولي للعبة. وكان الفقيد حريصا على لم الشباب الكويتي في ناد واحد ليمارسوا الرياضة التي احبوها في قيادة السيارات السريعة التي تعرف باسم «دراغ ريس» فكان صاحب المبادرة الاولى ببناء نادي سالم الصباح للربع ميل واحتوى فيه الانشطة والسباقات ونظم العديد من البطولات التي حملت اسماء لرجالات الكويت بالاضافة الى الشركات الراعية بهدف الاهتمام بالشباب ولإبعادهم عن مخاطر الشوارع والسباقات التي ترافقها.
وكان الفقيد قدوة لمن عمل معه ومثالا يحتذى به في التعامل مع السائقين الذين احبوه ووقفوا بجانبه مثلما وقف معهم رغم رحلة العلاج الطويلة له وخضع للعديد من العمليات الجراحية لكنه لم ينس الشباب يوما وظل مخلصا لهم حتى يومه الاخير، واستطاع ان يشهر نادي الربع ميل قبل رحيله ليكون النادي الوحيد لسباقات الربع ميل في منطقة عريفجان.
تجميع المتسابقين
وخاض الفقيد مع أخوانه الشباب مشاركات عديدة محليا وخارجيا من منطلق الحرص على إنجاح أي مشاركة كويتية تتعلق بالسيارات وكانت التجارب ناجحة الى حد كبير، وكان يتمنى ان تقام هذه التجارب أو البطولات في الكويت، وبقي متفائلا الى أبعد الحدود حتى يتحقق الطموح بإنشاء النادي الجديد بمنطقة عريفجان.
وعمل مع الفقيد علي الفيلكاوي وكان معه منذ تأسيس الرياضة وساهم مع المسؤولين في سرعة اتخاذ القرارات الخاصة بإنشاء هذا النادي حتى يتفرغ المتسابقون لخوض التجارب والبطولات في أرضهم.
ولقيت هذه الجهود الاستحسان من السائقين حينها، حيث يأملون الكثير من خلال النادي والبطولات التي خاضوها في عهد الراحل والتي تزيد من عزيمتهم وطموحهم وكانوا دائمي السؤال والطلب من المرحوم للإسراع في إشهار النادي لكي لا يتحسروا وهم يشاهدون غيرهم يشيدون وينشئون الحلبات الكبيرة، بينما نحن نفقد ذلك بالكويت صاحبة الريادة رياضيا، إلا ان الأمل لديهم بقي موجودا بجهود المرحوم الشيخ باسل الصباح الذي نجح في إشهار النادي وجمع المتسابقين في بوتقة واحدة.
دور خليجي
ساهم الفقيد بزيادة عدد من منتسبي الربع ميل وكان له الدور الاكبر في اتاحة المجال للشباب في خوض سباقات حلبة البحرين معتبرا ان هذا التجمع يمثل تجربة العديد من السيارات التابعة للمتسابقين والربع ميل قبل انطلاق الموسم الخليجي.
وكان الفقيد يترأس اللجنة العليا لسباقات الربع ميل معتبرا ان هذه السباقات تحتاج الى سنوات لتكون راسخة مفيدة للسائقين قبل ان يشهر النادي الجديد الذي ستنطلق من خلاله الى المشاركات المحلية والخارجية، وحرص الراحل على تلبية الدعوات الخليجية بمشاركة الكويت، معتبرا ان المهتمين برياضة السيارات في الخليج خصوصا البحرين والامارات يضعون المشاركة الكويتية في المقدمة لما تمتاز به رياضة السيارات في الكويت من الخبرة والامكانات ونوعية السيارات، متمنيا ان تكون تجربة السيارات في حلبة البحرين هذا الشهر متميزة لاسيما ان هناك ادارة جديدة بالحلبة.
بن عيدان متأثر
واعرب عدد من المنتسبين الى عضوية نادي الربع ميل عن حزنهم العميق لوفاة المغفور له ورحيله المبكر، داعين الله عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وان يكون مثواه الجنة، واعتبر صلاح بن عيدان ان الخبر نزل عليه كالصاعقة هو وغيره من السائقين، لاسيما انهم كانوا يستعدون لبدايات جديدة مع الفقيد في تحقيق افضل النتائج والالقاب باسم الكويت في الموسم المقبل، وتذكر المحطات الكبيرة التي قضاها مع الراحل في بدايات تأسيس المضمار سعيا منه لتلبية رغبات الشباب في ان يكون لهم ناد واحد يجمعهم كما سهل لهم المشاركات الخارجية وكان يقف الى جانبهم، مؤكدا انه لولا وقوفه معهم لما استمروا في السباقات او تطلعوا الى أي مشاركات لأن ما كان ينقصهم كان كبيرا، وقال أن الفقيد كان يردد دائما «أنا غير موجود إلا لخدمتكم»، موضحا انه بفضله تم تذليل كل الصعوبات واستطاع ان يقود آمالهم واحلامهم الى النهايات السعيدة في ان يبقوا ضمن دائرة المنافسات محليا وخارجيا. وابدى اسفه لرحيل الشيخ باسل الصباح ومفارقته له، داعيا الله ان يطيب ثراه، معتبرا اياه الرجل صاحب الايادي البيضاء على كل من عمل معه وكان قريبا منه في كل البطولات ومنذ انطلاقة الرياضة في الكويت، متذكرا حماسه واهتمامه بهما وبمعرفته لكل تفاصيل الرياضة.