القاهرة ـ سامي عبد الفتاح ـ صبحي عبد السلام
أثبت لاعبو الأهلي ومدربهم مانويل جوزيه أنهم فريق سوبر ولا يخشى التحديات، وذلك بعد السيناريو المثير لنهائي كأس مصر، بعد ان حولوا تأخرهم ثلاث مرات إلى فوز كبير في البطولة رقم 101 في واحدة من أجمل وأروع مباريات القمة، وربما أحلاها في تاريخ لقاءات الناديين، ليفوز الأهلي 4-3، وهي نتيجة قد تخدع من يقرأها ويظن انتهت بضربات الترجيح، لكــن الحــقيقة أنها 7 أهداف اهتزت لها شباك محمد عبد المنصف 4 أهداف وأمير عبد الحميد 3 أهداف في غياب الحارسين العملاقين عبدالواحد السيد وعصام الحضري.
سيناريو رهيب، تقدم خلاله الزمالك ثلاث مرات ليثبت أنه فريق يعيش صحوة حقيقية بقيادة مدربه هنري ميشيل، وتنقصه بعض اللمسات ليعود إلى مسار البطولات فتقدم برأس عمرو زكي ولدغة شيكابالا وقذيفة جمال حمزة، ولكن الأهلي أكد بدوره أنه قوة عظمى في كرة القدم المصرية والأفريقية، وأيضا العربية إذا عاد إلى الساحة العربية التي حرمها على نفسه.
لاعبو الأهلي لم يهتزوا لتلك الصدمات التي جاءتهم تباعا، فكانوا يردون على الهدف الأبيض بإعصار أحمر يسفر عن تعادل فوري، وتكرر هذا السيناريو مرتين في الشوط الثاني، لأن الشوط الأول خلا من الأهداف تماما، وكادت المباراة أن تتوج الزمالك وهو متقدم 2-1 ولكن عقارب الساعة تتوقف عند الدقيقة 88 بقدم محمد أبو تريكة نجم المباراة الذي خطف التعادل قبل ان يطلق الحكم الاسباني الفونسو صافرة النهاية.
ويستمر السيناريو الرهيب في الشوط الإضافي الأول بالتقدم الأبيض، وهدف جمال حمزة الخاطف، لينزل الزلزال الأحمر في الشوط الرابع ببركة أسامة حسني التي تجلت فجأة وأحرز هدفين مثيرين بضربتي رأس وبشكل واحد تقريبا، وشهد عودة عماد متعب إلى طابور الهدافين بعد أن فقد التهديف لفترة طويلة جدا، منذ نهاية الدور الأول من مسابقة الدوري، سواء مع الأهلي أو منتخب مصر.
وإذا كان الأهلي قد توج بطلا للكأس فإن جماهير الزمالك لم تتخل عن فريقها وظلت في المدرجات تحيي لاعبيها بعد الخسارة المؤلمة والحسرة الشديدة، لأن اللاعبين كانوا يستحقون هذه التحية على أدائهم القوي، وان كان التوفيق الذي لازمهم في ثلاثة أشواط قد تخلى عنهم في اللحظات الحاسمة.
بدوره الأهلي حقق بفوزه على الزمالك إنجازا فريدا يضاف الى مدربه مانويل جوزيه، لأنه فاز في المباراة الثالثة على التوالي في عشرة أيام بتغلبه على الهلال السوداني في بطولة إفريقيا، ثم الانتقام لخسارة فريقه أمام الإسماعيلي والزمالك، وصدقت تحدياته بأنه يرد على كل الذين انتقدوه لمنح لاعبيه راحة في غير أوانها، وأثبت أنه على حق لأن هؤلاء النجوم هم الذين أمسكوا بزمام المباراة على مدى 120 دقيقة وحولوا دفتها أكثر من مرة أمام عواصف الأهداف المباغتة من الزمالك، وهم أبو تريكة ومتعب وشوقي وبركات، وهذه جولة جديدة يكسب فيها جوزيه مع الأهلي معركته مع النقد الرياضي الذي يلهب ظهره أحيانا، وأثبت أنه فريق غير عادي ويمتلك فوارق واسعة بينه وبين الآخرين، وإن بدت أحيانا أنها بسيطة.
سجل المباراة التاريخية التي استمرت 120 دقيقة أمام حضور جماهيري يقترب من 60 ألفا، هذا السجل فيه الكثير من التناقض في المباراة التي شهدت 7 أهداف، حيث ان التهديف تأخر 50 دقيقة قبل أن يهز زكي شباك عبد الحميد بالهدف الأول نتيجة خطأ مشترك، وجاء هذا الهدف عكس أحداث المباراة التي شهدت ضغطا اهلاويا في بداية الشوط الثاني، وأربك الهدف خطوط الاحمر وأصاب جماهيره بالصمت للحظات، ولكن الجميع عاد لصحوته بعد 7 دقائق فقط عندما هيأ فلاڤيو الكرة برأسه لمتعب المنطلق ليتقدم ويسدد قذيفة من داخل المنطقة تسكن شباك عبد المنصف مسجلا هدف التعادل، ليلعب شيكابالا في الدقيقة 62 بديلا عن حازم إمام، وبعد ثلاث دقائق فقط من إشراكه يسدد كرة أرضية تخدع الحارس وتسكن شباكه، وسط دهشة الجميع وهو الهدف الثاني الذي يشارك أمير في مسؤوليته، وبعد هذا الهدف يتحول الزمالك لتأمين النتيجة مما أعطى لاعبي الأهلي فرصة ذهبية للضغط على منطقة جزاء الزمالك، وتوالت الفرص الضائعة من أقدام لاعبيه، حتى جاءت صاعقة أبو تريكة في الدقيقة 88 والتي قلبت الموقف رأسا على عقب، وبدلا من أن يتوجه لاعبو الزمالك لتسلم الكأس، دخلوا رغم أنوفهم في معترك الوقت الإضافي.