بلال غملوش
من حق كل رياضي ان يطمح الى المشاركة في بطولة العالم لأي لعبة يمارسها، فما بالك لو كان هذا الرياضي نجما بارزا في «ام الالعاب» ونعني ألعاب القوى، بيد ان حلمه في التواجد في الحدث العالمي الذي تحتضنه مدينة اوساكا اليابانية من 25 الجاري وحتى 2 سبتمبر المقبل، سرعان ما تبخر بـ « سرعة الرياح ».
لقد شكلت سرعة الرياح حاجزا حديديا بين بطل الكويت ووصيف بطل آسيا في الوثب الطويل صالح الحداد وبين تحول هذا الحلم الذي يراوده الى واقع حقيقي، رغم انه حقق رقما قياسيا كويتيا بتسجيله 8.05 امتار في البطولة الآسيوية الاخيرة التي استضافها الاردن، وهو رقم يؤهله الى بطولة العالم، ولكن سرعة الرياح تعدت السرعة القانونية وبلغت 5 كلم/س، علما ان السرعة القانونية هي 2 كلم /س.
ولا شك في ان الحداد وصيف بطل آسياد الدوحة، يشعر بخيبة أمل وحسرة لا توصفان، بعد قرار الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى بعدم شرعية رقمه، وبالتالي لا يحق له الظهور في بطولة العالم، مما ترك في نفسه الما شديدا وجرحا غائرا وغصة كبيرة، لانه فقد فرصة ضحى كثيرا من اجلها وبذل جهدا مضنيا في التدريب لتطوير رقمه، ولكن عندما تحقق هذا الحلم وظن انه سيشارك في العرس العالمي للمرة الاولى، استيقظ منه فجأة وتبين له انه مازال حلما.
وللمرة الثانية على التوالي يتدخل القدر ويحرم الحداد - بطل دورة العاب غرب آسيا الثالثة في الدوحة - من المشاركة في بطولة عالمية.
واذا كان السبب هذه المرة خارجا عن الارادة حيث تدخلت الظروف الجوية وعرقلت تأهله الى اوساكا، ففي المرة الاولى كانت الاجراءات الروتينية لاقرار الميزانية في الهيئة العامة للشباب والرياضة هي السبب المباشر في تفويت فرصة خوض غمار بطولة العالم للصالات التي اقيمت في روسيا عام 2006، بيد ان هذه الصفعة العالمية التي تعرض لها الحداد - الفائز بفضية بطولة آسيا للصالات في تايلند - لم تحد من طموحه او تهز معنوياته او تؤثر على رباطة جأشه، فقد وضع ما حصل في خانة الحظ، متقبلا الامر برحابة صدر رغم الحسرة التي شعر بها عندما وصل رد الاتحاد الآسيوي المتضمن قرار الابعاد عن اوساكا.
لقد وثب الحداد فوق هذه الصدمة ورمى بها خلف ظهره وتوجه الى سلوڤاكيا بروح جديدة وعزيمة قوية وارادة صلبة، منخرطا في معسكر تدريبي استعدادا لاستحقاقات اخرى ينتظرها ابرزها بطولة آسيا للصالات في مكاو الشهر المقبل، ودورة الالعاب العربية في مصر وبطولة الخليج.
وابدى الحداد روحا طيبة تجاه زميليه العداء العالمي محمد العازمي بطل سباق 800 متر، وبطل آسيا في اطاحة المطرقة علي الزنكوي.
وتمنى لهما التألق في بطولة العالم وسط نخبة من الابطال العالميين، آملا ان يعــودا بانجاز تاريخي لألعاب القوى الكويتية، رغم ضراوة المنافسة على الميداليات من اي معدن كانت، تمهيدا لصراع اشــد وطاة في دورة الألعاب الأولمبــية في بكين عام 2008، علـى امل ان يتواجد معهما هناك.
الحداد وثب طويلا في عمان، لكن للأسف لم يصل الى اليابان.