ناصر العنزي
تترقب الجماهير الكروية موسما بدأ قبل موعده الرسمي بعدما أشعل الصربي ميلادين الفتيلة مبكرا بين القادسية وكاظمة بانتظار ان تحدد الدورات الرسمية احقية احدهما بخدماته في خط الوسط، والتي كانت الافضل في الموسم الماضي من بين كل خدمات اللاعبين الاجانب، فيما صعد لاعب العربي محمد جراغ الى اعلى قمة جبل وألقى بأكبر حجر في ملعب ناديه قاطعا كل العلاقات بينه وبين «أخضره» وبفعلته هذه خسر نفسه قبل ان يخسر فريقه، وتشير المؤشرات الى ان موسمنا الكروي سيكون افضل حالا من سابقه بفضل الاستعدادات المكثفة للفرق «الممتازة» التي سافرت على عجل الى معسكرات بأوروبا بحثا عن الفائدة الفنية التي لا تخلو من التمتع بالجو البارد بعيدا عن حر يوليو واغسطس اللاهب، ولاشك في ان مثل هذه المعسكرات تتيح للاجهزة الفنية قدرا كافيا من الوقوف على مستويات فرقها للوصول الى افضل الحلول المناسبة التي تجعل كل مدرب قادرا على قراءة فريقه جيدا قبل الدخول في مسابقات الموسم والتي كانت قد أعدت بشكل منظم من قبل لجنة المسابقات الا ان قرعة تصفيات كأس العالم المفاجأة اربكت عمل الاندية التي قد تفقد لاعبيها في التصفيات، ولكن ما هوّن الامر عليهم ان مواجهة منتخبنا الاولى المقررة في اكتوبر ستكون امام منتخب بوتان المتواضع ذهابا وايابا في الكويت، وسبق للازرق ان فاز عليه في تصفيات كأس آسيا 2000 بنتيجة كبيرة هي الأعلى في النتائج الآسيوية (20 - 0) ولكن حال «ازرقنا» تغير كثيرا، واكثر ما نخشاه ان يخسر من بوتان ايضا!
وليت لاعبي الازرق يتعظون من تجاربهم السابقة ولا يستهينون بخصمهم عملا بقول الألماني بسمارك «الحمقى وحدهم يحتقرون تجارب غيرهم».
والمتابع لنشاطنا الكروي طيلة المواسم السابقة يعلم ان اهم مشكلتين تواجهان الفرق هما سوء ارضيات الملاعب والتحكيم، وليت المسؤولين في الاندية يتداركون ولو «ترقيعيا» المشكلة الاولى التي باتت تؤرق اللاعبين بشكل كبير، فيما اصبحت الثانية مشكلة دائمة ليس لكرتنا ولكن في كل دول المنطقة تقريبا، فالحكم معرض دائما للاخطاء لأنه يتعامل مع عقليات ونفسيات مختلفة لعدد 22 لاعبا داخل الملعب، ولكن الحكم الجيد هو الذي لا يكرر اخطاءه ويتعلم من غيره فهناك بعض الحكام في ملاعبنا يرتكبون اخطاء ساذجة تثير الجماهير واللاعبين معا ولم يسجل الموسم الماضي ظهور حكام جدد على مستوى جيد بل ان الدوليين مثل سعد كميل وناصر العنزي ومحمد باجية وعطا الله جطلي ووليد الشطي كانوا الافضل في مبارياتهم علما ان الاول سيبتعد عن التحكيم الدولي في العام المقبل 2008 لبلوغه السن التقاعدية، ومن المؤكد ان بعض الاندية ستطالب بحكام من الخارج لو تعرضت للظلم كما حدث في الموسم الماضي.
ويمكن تصنيف فرق الممتاز الى درجتين في الموسم الجديد فالقادسية والكويت وكاظمة والسالمية و«العربي» على اعتبار بقائه في الممتاز، تحتل الترشيحات للفوز بالألقاب والجهراء والنصر (وافدان جديدان من الدرجة الاولى) والساحل و«التضامن»، ان بقي في الممتاز، تأتي جميعها في مرتبة «المشاغبين» الذين يبحثون دائما عن الطرق التي تحرج الفرق المتنافسة على المقدمة.