ناصر العنزي
«في وسع المرء ان يعوّد نفسه على كل شيء، حتى على الجحيم» هكذا كان حال التضامن أمس أمام القادسية بعدما جاءه الى ملعبه محمد الحمد ضيفا في ختام الجولة الأولى للدوري الممتاز وعاد محملا بخمسة أهداف، تفنن في تسجيلها طلال يوسف وخلف السلامة ومساعد ندا واحمد عجب (هدفين) فقد كان الأصفر في هذه المباراة يرتدي أحذية من نار. وبذلك حصد أول ثلاث نقاط في الصدارة متساويا مع العربي بالنقاط والأهداف.
لو ان كل مدرب يملك من اللاعبين ما يملكه مدرب القادسية جاريدو لاستراح كثيرا في أي مباراة يلعبها، ولم يجد جاريدو صعوبة في ايجاد التشكيلة، فهذا سيرجيو كونسيساو يسرح ويمرح وبجانبه طلال يوسف وكيتا واحمد عجب وخلف السلامة ومن خلفهم لاعبون أصحاب خبرة قادرون على التعامل مع المصاعب بكل سهولة وراحت الكرة القدساوي في الشوط الأول «تتمخطر» في كل أرجاء الملعب وفق نظرية هجومية بحتة فكان لهم الصيد الأول السمين عن طريق البحريني طلال يوسف الذي لا تفرق بين يمينه وشماله، وسدد كرة صاروخية بيسراه من خارج المنطقة مسجلا الهدف الأول (14)، ونجح الاصفر في السيطرة على الشوط الأول وانطلقت أطرافه، وخصوصا علي الشمالي في الجهة اليمنى، تساند الهجمات حتى خيل لنا ان القادسية يهاجم بكل لاعبيه نظرا لسرعة وصوله الى مرمى خصمه وواجه كونسيساو المرمى تماما وسدد بيسراه ولكن خالد الرشيدي أنقذ الموقف بجسارة وتكفل أيضا بأخرى من طلال يوسف، ووضح ان الاصفر في حالة فنية وبدنية عاليتين وتمكن لاعبوه من زراعة ألغام في الوسط تحظر الدخول الى منطقته بفضل خبرتهم وحسن انتشارهم وتسارعت خطاهم نحو الهدف، الأمر الذي أرهق لاعبي التضامن ولهم في ذلك العذر حيث من الصعوبة ان توقف طلال يوسف وكونسيساو وزملاءهم كما ان مدرب الأصفر جاريدو رمى بكل أوراقه الهجومية مبكرا وكأنه يقول للاعبيه «وروني شطارتكم».
وعلى عكسه فان مدرب التضامن البرتغالي كارلوس باريرا كان يقود مجموعة شابة مجتهدة حاولت بكل ما تملك ان توقف المد الأصفر ونجحت في أحيان وفشلت في اخرى ووحده وقف المهاجم فهد الرشيدي ينتظر ان تأتيه المعونة من الخلف ولم يجد الا بعض الامدادات الخجولة، ولسان حاله يقول «ياليتني لحقت على زمن وبران» بعدما انقطعت السبل تماما بين الوسط والهجوم واجمل ظهور للتضامن في الشوط الأول عن طريق عبدالله مشيلح بعدما تقدم لكرة ثابتة واسقطها من فوق الحائط ولكن العارضة ردتها الى الملعب.
ولكن ماذا حدث في الشوط الثاني؟ حدث ان الأصفر لم يشبع من الأكل وان انتفخ بطنه واصاب مرمى خصمه بأربعة أهداف أخرى عن طريق خلف سلامة ومساعد ندا من ضربتي جزاء صحيحتين (55 و76) واحمد عجب (63 و86) وتألق طلال يوسف في المرور من المدافعين وزج المدرب بالنجم حمد العنزي الذي «غربل» المدافعين بحسن مهارته كما فعل في الهدف الخامس والأكيد ان الهجوم القدساوي سيكون ناريا هذا الموسم مع عودة بدر المطوع المصاب ويمكن تلخيص ما حدث في الشوط الثاني بان القادسية «افترى» كثيرا في هجومه وأكل الأخضر واليابس.
في حين ان التضامن خسر المباراة بسبب سوء الحالة الدفاعية لكنها بالطبع ليست نهاية المطاف، وعلى مدربه ان يتدارك الأخطاء خصوصا ان لديه عناصر شابة قادرة على العطاء مثل سطام الشمري وبدر وارد ومشيلح وعشوان، والضربة الأولى وإن كانت موجعة الا انه يمكن تلافيها في المواجهات المقبلة.
إدارة جيدة
أدار المباراة الحكم الدولي ناصر العنزي وأجاد في قراراته وكان قريبا من أماكن الخطأ ووجه إنذارات الى كل من كونسيساو وكيتا ونواف الخالدي (القادسية) وعبدالعزيز عشوان وبدر وارد (التضامن).