حامد العمران
في منتصف الموسم وعندما كنت ضيفا على احد البرامج التلفزيونية، سألني المذيع المتألق عبدالعزيز العطية «هل تعتبر تصدر فريق الشباب لدوري الدمج لكرة اليد حتى منتصفه مفاجأة؟»، فأجبته: لا تستعجل يا بوسعود لأن الدوري لم ينته، وحتما سيتقهقر الفريق تدريجيا لأن امكانياته الفنية والبدنية لن تؤهله لمواصلة الصدارة، واذا احتل الفريق المركز الثالث في نهاية البطولة يعتبر انجازا، كانت تلك اجابتي فيما يخص الفريق الاول لكرة اليد في نادي الشباب الذي قلب كل التوقعات وحقق المفاجأة واحتل المركز الثاني في بطولة الدوري الممتاز الذي اسدل الستار عليه السبت الماضي، والحقيقة التي يجب ذكرها هي ان المركز الثاني للشباب يعتبر اعجازا لهذا الفريق الطموح والمجتهد بقيادة المدرب الوطني المتألق يوسف غلوم الذي يستحق وبكل جدارة لقب افضل مدرب كرة يد في الموسم الحالي.
طموح غلوم
نعم غلوم استطاع باجتهاده الفني والنفسي ان يضع المدرب الوطني تحت المجهر ويعيد الثقة فيه امام مجالس ادارات الاندية، لاسيما انه كل من يشاهد الشباب في الملعب يعي ان امكانيات اللاعبين البدنية لا تكاد تصل الى نصف امكانيات فرق الفحيحيل والكويت والنصر والعربي وحتى اليرموك الذي لم يتأهل الى الدوري الممتاز، لكن هذا لم يحد من طموح غلوم الذي قبل التحدي وتلمست شخصيا هذا التحدي عندما قابلته «الأنباء» في بداية الموسم، واكد انه سيلعب الموسم واضعا في اعتباره مزاحمة الكبار، وبالفعل الشباب لم يزاحم الكبار فحسب ولكنه بات منذ اليوم احد الكبار باحتلاله المركز الثاني في اول انجاز للفريق منذ تأسيس اللعبة بل وتعدى المستوى المحلي باعلانه التأهل للبطولة الآسيوية المقبلة.
وقد يتساءل البعض: اين مدرب الفحيحيل سعيد حجازي عن لقب افضل مدرب في الموسم وهو الذي حقق مع فريقه اللقب للمرة الثانية على التوالي وفي الموسم الحالي فرض الفحيحيل نفسه بطلا قبل انقضاء البطولة بثلاث جولات؟ الا اننا بنينا اختيارنا لغلوم على عدة عوامل اولها ان الجميع يعلم ان حجازي مدرب متميز وصاحب خبرة كبيرة وفوزه باللقب ليس جديدا عليه ولكن بروز الشباب الفني والطفرة الكبيرة في الاداء يجبرنا على البحث عن الأسباب، واذا عرفنا ان عناصر الفريق هم تقريبا نفس العناصر التي خاضت الدوري الموسمين الماضيين باستثناء عمار الرامزي ولم يحقق الفريق أي انجاز في السابق فهذا يجعلنا متيقنين ان المدرب هو السبب الرئيسي في هذه الطفرة التي حققها الشباب، ومن هذا المنطلق لابد من اعطاء كل ذي حق حقه.
انضباط تكتيكي
فنيا، فكل من تابع مباريات الشباب في الدوري لاحظ الانضباط التكتيكي وعدم الاستعجال في الجانب الهجومي وهذه الميزة اعطت الشباب الافضلية في اغلب المباريات والاهم الجانب البدني عند اللاعبين، ما يعني ان غلوم جهز اللاعبين بدنيا وفنيا وايضا نفسيا الى جانب اكساب اللاعبين الثقة بالنفس وهذا ما جعلهم يلعبون كل المباريات واضعين في اذهانهم انهم الافضل ليتخطوا الفرق الواحد تلو الآخر الى ان وصلوا الى مبتغاهم.
اللافت ان غلوم استفاد من اخطائه السابقة وكان يصحهها من مباراة لأخرى ما يعطينا انطباعا بان غلوم كان يجهز جيدا للمباريات بمشاهدة الفرق التي سيواجهها من خلال اشرطه الفيديو، والاهم ان الشباب لا يعتمد على لاعب بعينه وكنا نشاهد تغييرا في تشكيلة الشباب حسب الفريق المنافس. وتميز الخط الخلفي في الفريق بوجود ثلاثة لاعبين غاية في الدهاء والذكاء وهم علي البلوشي وعمار الرامزي ومشعل المطيري رغم قصر قاماتهم، الا انهم يعوضون ذلك بالجانب الفني الى جانب وجود لاعب ضارب وهو سعد الحيدري الذي التزم بالجانب التكتيكي وتخلى عن اللعب الفردي وهذا ما زاد من فاعليته وفاعلية زملائه، وكان اللاعب الخلوق سعد يالوس كالحقنة المنشطة الذي كان يشارك على فترات قليلة، ويملك الفريق لاعبين ماهرين على الطرفين وهما يوسف الشاهين ومبارك الزيد وهما يعرفان جيدا كيف يتعاملان مع حراس المرمى، الى جانب الارتفاع التدريجي في مستوى لاعب الدائرة حميد نعمة، ويعتمد الشباب وبشكل كبير في الدفاع على الثنائي المتألق عبدالعزيز يالوس ومحمد اسد وان كان يجب على غلوم اعطاء فرصة اكبر ليالوس في الهجوم والاستفادة من طوله وتصويباته، ويعتبر الحارس الواعد عبدالرحمن المشاري من اهم اوراق الشباب التي ساهمت في احتلال المركز الثاني. عموما، ما يجعلنا نسلط الضوء على الشباب هو اداؤه وما حققه اذ فرض احترام هذا الفريق، وقد يقول البعض ان المستوى الفني المتدني للفرق والدوري هو من ساهم في وصول الشباب لهذا الانجاز ونحن نقول للفرق الاخرى «لو فيكم خير جان سويتوا اللي سواه الشباب».