- خيطان لن يفوز بأي بطولة في اليد.. والبعض حاول تحريضي على انسحاب الفريق
- دوري دمج اليد مخصص لحماية القادسية والعربي من الهبوط للدرجة الثانية
عبدالله العنزي
تراجع المواهب في الرياضة الكويتية لم يكن الا نتيجة الاهمال في اكتشافها، ولعل احد اهم اسباب الاهمال يرجع الى اندثار الكشافين عن المواهب في المدارس او الملاعب الترابية او مراكز الشباب، هذا بالاضافة الى عدم تثقيف بعض المدربين للاعبين فنيا وتدريبهم فقط على بعض الجمل التكتيكية وهو الامر الذي يجعل مهارة وموهبة اللاعب تراوح مكانها من دون اي تطور وتقدم.
ولعل ظاهرة الكشافين ليست ظاهرة كويتية بحتة بل هي احدى الظواهر الصحية الرياضية في العالم اجمع، لذلك تجد كبار الاندية الاوروبية تعتمد الى الان على الكشافين في تعاقداتها مع اللاعبين الصغار وفي جميع الالعاب. جاسم أشكناني مدير لعبة الجمباز بنادي خيطان والمدرب السابق لكرة اليد وأحد ابرز الكشافين الرياضيين، يروي لــ «الأنباء» مشواره الرياضي المميز وكيفية صناعته للمواهب في لعبة اليد او الجمباز، كما يضع لنا الحلول لتفادي اندثار الكشافين في الملاعب الكويتية.
بدأت لاعبا لكرة القدم في القادسية واعتزلت كلاعب يد في خطيان كيف حدث ذلك؟
٭ رئيس نادي خيطان السابق المرحوم جاسم العيسى له فضل كبير علي لما وصلت اليه الان، فبعد بداياتي في نادي القادسية كلاعب كرة قدم شاهدني العيسى فجاء الى منزلي بخيطان مباشرة وطلب مني ان اكون لاعبا في صفوف خيطان فاشترطت عليه ان انتقل لكرة اليد فوافق وقد استمررت لفترة طويلة كلاعب كرة يد حتى سنة 1975 التي وصلنا فيها لاول مرة الى الدرجة الاولى وحينها اخطرت الادارة برغبتي في الابتعاد عن مزاولة اللعبة وفتح المجال امام اللاعبين الشباب.
وعندها طلب مني امين السر عيسى الرشود في عام 1976 العمل في المراحل السنية بالنادي كمساعد مدرب وكنت وقتها أتقاضى 30 دينارا فقط راتبا شهريا.
ماذا عن بداياتك التدريبية؟
٭ اتذكر ان وزارة التربية بالتعاون مع وزارة الشؤون افتتحت مراكز شباب لجميع الالعاب وكان الهدف منها خدمة الاندية واكتشاف النجوم، ووقتها كنت أدير مركز ابرق خيطان واستطعت ان اضم العديد الى النادي تحت اشرافي كلاعبين كرة يد، وكنت في بداياتي مع الصغار اركز على تعليمهم أسس الدفاع خصوصا ان جميع اللاعبين يميلون الى الهجوم وليس الدفاع، وكنت وقتها اقوم ببعض الالعاب الصغيرة والترفيهية لكي اجذبهم الى الدفاع، ونجحت في هذه الفترة في صنع جيل ذهبي منهم سعود المذن وفهد المذن وعلي المذن وحسن المذن وعبدالله حسين وخالد حسين وعلي حسين ومحمد حسين والحارس عبدالله السعودي وثلاثة منهم استمروا فترة طويلة في المنتخب الوطني، والى الان الاجيال التي دربتهم تجدهم مثقفين في لعبة كرة اليد.
تميزت كمدرب يد في خيطان وكانت علاقتك مميزة مع اغلب نجوم اللعبة لماذا ابتعدت عن العمل في كرة اليد؟
٭ ابتعادي كان بسبب خلافات ادارية فقط لا غير، رغم انتاجي الجيد على صعيد اللعبة فأنا اعمل ضمن هدف معين وهو ايصال اكثر من 5 لاعبين الى المنتخب الوطني في كل جيل ادربه، وقد حققت ما اسعى اليه بفضل من الله.
ماذا عن وضع خيطان الحالي في اللعبة؟
٭ لن تحصل جميع فرق خيطان في كرة اليد على اي بطولة بسبب عدم الرؤية الاستراتيجية الواضحة للعبة والتخبطات التي بها، ويحزنني جدا ما اراه حاليا خصوصا ان ابناء خيطان المميزين بيعوا في ليلة ظلماء ففقد النادي بريقه في لعبة كرة اليد وهذا احد اهم اسباب تراجع اللعبة في النادي، وكل هذا الامر بسبب الخلافات الادارية، واتذكر في احد الايام ان احد الاداريين جاءني طالبا مني ابلاغ اللاعبين بعدم الحضور لمباراة مهمة حتى يسجل الفريق على انه منسحب ولكنني رفضت بشدة.
لعبة اليد في تراجع مخيف برأيك ما الاسباب؟
٭ تدهور اللعبة مؤخرا يرجع لعدة اسباب لعل اتحاد اليد مسؤول عن معظمها خصوصا فيما يتعلق بغياب دوره في الاشراف على التدريب بالاندية، وايضا من المفترض ان يسمح بالتعاقد مع المحترفين فحالنا من حال اقوى الدوريات الاوروبية كالمانيا واسبانيا وهذا الامر يؤدي الى احتكاك لاعبينا بالمحترفين وزيادة المنافسة على المراكز الاساسية بالفريق، هذا بالاضافة الى انعدام الاثارة والندية من خلال الخطأ الكبير في دوري الدمج وهو معمول لحماية العربي والقادسية من السقوط الى الدرجة الثانية، ومن المفترض ان يعمل بنظام الدرجتين ومباريات ذهاب واياب في صالات الاندية وعدم قصرها على صالة الاتحاد فقط.
هل صحيح ان منتخب كرة القدم يدين لك بشيء من الفضل في احرازه خليجي 20 مؤخرا؟
٭ «يجيب مبتسما» وليد علي هو من احرز هدف الفوز بالبطولة وانا من اجبرته على لعب كرة القدم، فأتذكر ان وليد علي أتى الي وتدرب كلاعب كرة يد وكانت لديه رغبة كبيرة في الاستمرار باللعبة ولكنني اجبرته على التوجه الى كرة القدم بعد ان لمست موهبته، والحمد لله ان نظرتي بوليد لم تخب وسجل هدف الفوز بالبطولة.
ما اسباب شح المواهب في رياضتنا؟
٭ وزارة التربية تتحمل احد اسباب اندثار المواهب في الرياضة الكويتية، فهي اوكلت مهمة التدريس في الالعاب البدنية الى المدرسات، وهن يخجلن من تدريب الاولاد سواء في كرة القدم او اليد او العاب القوى، ومن المفترض ان يوضع مدرسون للتربية البدينة في المراحل الابتدائية حتى يعملوا على تنمية مواهب اللاعبين، هذا بالاضافة الى ان اغلب مدربي الالعاب الجماعية هم رجال حتى لو كان الفريق للسيدات فكيف نسمح للمدرسات بتدريب ابنائنا في المدارس، ولذلك على وزارة التربية ان تتعاون مع الهيئة العامة للشباب والرياضة في اختيار المواهب في جميع الالعاب الفردية والجماعية خصوصا من خلال استغلال الصالات الرياضة المتواجدة في جميع المدارس، وهنا اقترح ان توزع المدارس على الاندية للاشراف على تدريب اللاعبين.
وهل وزارة التربية هي المسؤولة فقط عن غياب المواهب؟
٭ بكل تأكيد التربية تتحمل جزءا والاندية تتحمل الجزء الاخر من خلال غياب الكشافين عنها، فمن المفترض ان كل ناد تكون له اكاديمية رياضية وذلك لمواجهة اندثار الكشافين مؤخرا وهو الامر الذي ادى الى شح المواهب.
رغم كل هذا المشوار الرياضي مازلت تبحث عن المواهب وتكتشفها؟
٭ بكل تأكيد انا مستمر في البحث عن المواهب فهي اللبنة الاولى لصنع الرياضي الناجح، وانا قمت بزيارة لاغلب مدارس الكويت برفقة مدرب فريق خيطان للجمباز الصيني لاختيار اللاعبين الصغار والانضمام للعبة، واستطعت ان احصل على 10 لاعبين يعتبرون صفوة من المواهب الصغيرة غير المرتبطين مع الاندية، وشارك 3 منهم لاول مرة في بطولة مؤخرا واستطاعوا تحقيق نتائج مميزة جدا والامل معقود عليهم للبروز بشكل كبير مستقبلا.
هل هناك اختلاف بين اكتشاف المواهب الان عنه في السابق خصوصا فيما يتعلق باقناع الاهل؟
٭ من المستغرب انه رغم تطور الرياضة ودخولنا عصر الاحتراف الا ان اقناع الاهل احد اهم العوائق التي تواجهك مع المواهب الصغيرة، فأحد اللاعبين لدي استمرت المفاوضات مع والده لمدة شهرين لكي اقنعه بالانضمام الى اللعبة ونجحت في ذلك، وقمت بتدريبه طوال الصيف الماضي وسيكون مفاجأة في لعبة الجمباز.
ما الفرق بين الحصول على موهبة في الجمباز عنه في باقي الالعاب؟
٭ لعبة الجمباز مختلفة تماما عن الالعاب الفردية الاخرى فاللاعب يجب ان يتمتع بعدة مواهب على عكس بقية الالعاب الفردية الاخرى، فألعاب القوى على سبيل المثال تتركز في الجري والقفز، اما الجمباز فهناك 6 العاب يجب ان يكون اللاعب مميزا فيها وهو الامر الذي يصعب من الحصول على اللاعبين الجيدين بها لذلك فلاعب الجمباز مثل «الدانة» وليس اي لاعب يصلح لها.
رأيك في مستوى لعبة الجمباز بالكويت؟
٭ اتحاد الجمباز قسم الاندية الى مجموعة الاولى العربي والقادسية وكاظمة والكويت اما المجموعة الثانية فهي السالمية وخيطان والتضامن والصليبخات والفحيحيل والجهراء، وانا الان اتمنى ان اوصل نجوم في لعبة الجمباز الى المنتخب ولدي الان الارضية الجيدة لايصال اللاعبين المناسبين الى المنتخب، بالاضافة الى ان اتحاد الجمباز مع الاسف «يبخل» علينا في اعارتنا بالاجهزة لتدريب اللاعبين، فمن المأساة ان ادرب اللاعبين قبل يومين فقط على البساط الحركي في صالة الاتحاد ورغم ذلك فقد حقق اللاعبون نتائج جيدة.
وماذا عن الصالة؟
٭ صالة بطولات الجمباز «سجن» فهي لا تصلح للعب نهائيا وانا اناشد الهيئة العامة للشباب والرياضة الالتفات اليها، فلا هي في موقع مميز ولا تتمتع بتجهيزات عالية المستوى، فكيف لنا النهوض باللعبة بهذا المستوى؟!
كلمة أخيرة؟
٭ فقدنا الريادة في جميع الالعاب الرياضية بسبب اختلافنا فيما بيننا، فالكويت سابقا كان يشار لها بالبنان رياضيا اما الان فلم نعد بنفس الحضور في المحافل الخارجية مثل ما كنا عليه وفي جميع اللعبات، ولذلك لابد من تصفية النفوس.