ناصر العنزي
اصاب الكويت عصفورين بحجر واحد في مواجهته المثيرة مع القادسية امس الاول في ختام الجولة الـ 13 للدوري الممتاز لكرة القدم، فأولهما انه جاء رداً لاعتباره في نهائي كأس الاتحاد ودحضا للاقاويل التي ترددت ان القادسية «كعبه عال» على «الابيض»، وثاني العصافير المفردة انه انفرد بالصدارة برصيد 26 نقطة في طريقه نحو الاحتفاظ بلقبه، وبات عليه ان يتعامل جيدا في مبارياته المقبلة على التوالي مع كاظمة والجهراء والتضامن والساحل والسالمية كي يعلن نفسه بطلا للمرة الثالثة على التوالي، وفيما لو نجح بذلك فإنه انجاز كبير بلا شك يسجل لجيل «الالفين».
ومنح لاعبيه مساحة فنية لا بأس بها من الهجوم، خصوصا في الشوط الثاني الذي كان بمنزلة التفوق الحاسم لـ «الابيض» بعدما سجل هدفين اشعلا الحريق في صفوف الخصم، وسعيا للانصاف فإن دفاع «الابيض» احسن في تماسكه والغى خطورة مهاجمي القادسية وتحديدا احمد عجب الذي لم نشعر بوجوده الا مع الهدف الذي سجله (78)، كما قام ماكينغا وحسين حاكم بدور محكم في ضبط امور خط الوسط، ومنها مرور الكرات من جانبهما، اما الانغولي موريتو فقد تألق وكأنه ينتظر «اصابة» الجزيري ليلعب محله، ونجح في احراز هدف وصناعة آخر لزميله علاء حبيل الذي سجل بعد طول غياب، وحتما ان فوز الكويت على القادسية وخسارة كاظمة من السالمية كانتا اجمل هدية في يوم واحد لجماهير «الابيض»، ونرى ان هذا الفوز سيعينه كثيرا على تحقيق اللقب.
وجاءت خسارة القادسية منطقية، فلم يكن في حالة تعينه على الفوز، اتضحت الخسارة مع التشكيلة التي لعب بها المدرب البرتغالي جاريدو والتي غاب عنها بدر المطوع للاصابة وحمد العنزي للايقاف، واشرك كيتا على حساب ميلادين والثاني افضل منه من حيث قيادة الفريق وبدء الهجمات، كما انه اشرك عبدالرحمن الموسى الغائب عن الفريق في اغلب المباريات السابقة بدلا من عبدالله الظفيري والذي اشركه في الشوط الثاني، كما اصر على بقاء طلال يوسف رغم اسرافه في اخطاء التمرير، ولم تكن المجموعة القدساوية متعاونة داخل الملعب، وسلكت طرقا وعرة للوصول الى مرمى الخصم، وندرت فرصه على مدار الشوطين بسبب تباعد الخطوط، وظهر وكأن كل لاعب يلعب وحده، وجاءت اهداف الكويت الثلاثة بسبب اخطاء في التغطية، ويتحمل الحارس نواف الخالدي مسؤولية الهدفين الاول والثاني، كما ان اطراف القادسية كانت ضعيفة للغاية، فلا هي ساندت في الهجمات ولا دافعت عن مرماها، وبتلك الخسارة تراجع «الاصفر» الى المركز الثالث برصيد 24 نقطة وتبقت له مباريات مع النصر والعربي وكاظمة والجهراء، ومازال في الامل «فسحة».
وعاد السالمية بقوة الى دائرة المنافسة عبر بوابة كاظمة، ونجح في التغلب عليه بهدف لقائده بشار عبدالله، واصبح متساويا مع القادسية برصيد 24 نقطة، وعليه ان يحسن في مبارياته المقبلة كي لا يفقد فرصة المنافسة على اللقب، وتضم التشكيلة «السلماوية» عناصر مقتدرة الا انها غير محافظة على مستواها، فأحيانا يكون السالمية في افضل حضوره ثم يغيب فجأة امام كاظمة، فقد فوت على نفسه فرصة ثمينة للبقاء في الصدارة، لكن مازال في موقع المنافسة برصيد 25 نقطة في المركز الثاني، وعليه ان يعود سريعا والا فسيجد نفسه متأخرا، و«البرتقالي» عادة ما يكون طرفا في المراكز المتقدمة ان لم يكن اولها.
ويبقى العربي وحيدا في المركز الخامس بـ 18 نقطة، وابتعد عن المنافسة على اللقب، وسيلعب مبارياته المقبلة مع القادسية وكاظمة والجهراء والتضامن من اجل تحسين مستواه، وبات مطالبا ان يرضي جماهيره في بطولة كأس سمو الامير في آخر لقب يمكن ان ينافس عليه.