عبدالله العنزي
تتفاوت الطموحات من ناد الى آخر وذلك حسب الامكانات المتاحة ولعل اهم الطموحات المحققة على مستوى الاندية تلك الثلاثية الشهيرة التي حققها نادي مانشستر الانجليزي عام 1999 عندما احرز بطولتي الدوري والكأس المحليتين واتبعهما بدوري ابطال اوروبا معتمدا على مجموعة رائعة من اللاعبين المميزين ويعود الفضل الاكبر الى المدهش الويلزي راين غيغز اما محليا فلا تنسى الجماهير الكويتية موسم 2004 عندما قاد الفنان البرازيلي غلاوسيو فريقه القادسية الى ثلاثية نادرة: كأس الأمير وكأس ولي العهد والدوري، وكان التفريط القدساوي في المحافظة على غلاوسيو بمنزلة فقدان الدجاجة التي تبيض ذهبا.
المعدل التهديفي الرائع للاعب نادي الكويت التونسي زياد الجزيري 10 اهداف من 13 مباراة محلية خاضها مع فريقه يثير الرعب لدى أقوى دفاعات الخصوم لما يملكه الجزيري من قوة جسمانية هائلة ومهارة عالية جدا وحاسة تهديفية فذة بامكانها زعزعة اي فريق كان، كونه اعتاد التسجيل في المناسبات الكبيرة بدليل هدفه في الوقت بدل الضائع بمرمى القادسية في القسم الأول من الدوري الممتاز وكان قبلها قد اهدر ركلة جزاء للابيض باستهتار هذا بالاضافة الى هدفه امام القادسية بنهائي كأس الاتحاد السجل الشخصي مليء جدا لهذا النجم الكبير كونه لعب في البداية مع فريقه المحلي النجم الساحلي التونسي قبل ان ينتقل الى غازينتا سبور التركي ومن ثم الى تروا الفرنسي، فضلا عن مشاركاته الدولية اهمها في كأس العالم وتسجيله هدفا في مرمى المنتخب السعودي واختياره كاحد افضل المهاجمين في الدور الاول للمونديال وايضا مشاركاته في البطولة الافريقية وتسجيله لهدف الفوز للمنتخب التونسي بالمباراة النهائية امام المنتخب المغربي 2004.
عندما وقع الجزيري في شهر يوليو الماضي عقده مع الكويت اكد ان لشخصية مرزوق الغانم الدور الاكبر في قبوله للعرض الكويتاوي على حساب عدد من العروض الاوروبية الكبيرة من الدوري الانجليزي والالماني والتركي، مبينا ان حمل شارة الكابتن في الابيض ثقل كبير ويسعى الى ان يكون عند حسن ظن الجهازين الاداري والفني به.
الجزيري في الفترة الاخيرة لم يكن على ما يرام فهو دخل في دوامة الاصابات المتتالية التي لحقت به حتى ابعدته عن المشاركة مع الابيض في اغلب الفترات السابقة، مما اثار جدلا واسعا في الشارع الرياضي فالبعض اشار الى وجود مشاكل عائلية للجزيري، والبعض الاخر ذهب الى وجود خلافات بينه وبين ادارة الابيض، ودحضا لكل تلك الاقاويل ادى الجزيري برفقة مرزوق الغانم مناسك العمرة قبل فترة قريبة.
الابيض يعيش هذه الايام عصره الذهبي الغائب منذ فتره طويلة بفضل الادارة الممتازة بقيادة رئيس النادي مرزوق الغانم ونائبه عبدالعزيز المرزوق والتي تولي جل اهتماماتها فريق الكرة فوفرت له جميع سبل النجاح لاظهار جيل ابيض مرصع بالذهب.
فالادارة هي اول من طبق الاحتراف الجزئي على لاعبي الفريق الاول للكرة في الكويت هذا بالاضافة الى الانجازات الخارجية لعل من اهمها وصيف بطل البطولة العربية للأندية الابطال 2003 خلف الزمالك المصري مستضيف الحدث.
الكويت مقبل على المشاركة في دوري أبطال آسيا الحدث الأهم على مستوى القارة ويريد ان يحقق بها الشيء الكثير ويتأهل الى الادوار النهائية في سعيه نحو تحقيق اول لقب كويتي آسيوي على مستوى الاندية.
فبعد ان حقق لاعبوه بطولة كأس ولى العهد (اولى البطولات الكبرى هذا الموسم) على حساب القادسية، واصبح على بعد قوسين او أدنى من لقب الدوري بعد ان تغلب على القادسية في مرحلة سابقة من المسابقة، ليس امامه سوى كأس الأمير الذي سيكون آخر المحطات نحو تحقيق الثلاثية التاريخية.
جماهير الابيض تعلم تماما ان تحقيق الثلاثية يحتاج الى جهود لاعب كبير مثل الجزيري ولكنها ايضا تعلم مدى المشاكل التي يتعرض لها اللاعب داخل الملعب من ازعاج المدافعين واللعب القوي او حتى اعين بعض الحاسدين لادائه الراقي ولكن قد يطمئنها اداء الجزيري للعمرة برفقة مرزوق الغانم بان تجعله محروسا من اعين البشر.