عبدالعزيز جاسم
فرض الكويت نفسه في الجولات الاخيرة من عمر الدوري الممتاز، حيث ابطل لعبة الكراسي الموسيقية التي حدثت في بدايات القسم الثاني من عمر الدوري، ففي الجولة الـ 15 (الاخيرة) لم يحدث اي تغيير على جميع المراكز التسعة، عدا ان «الابيض» يزيد يوما بعد يوم من قدرته على احتفاظه بالدوري للمرة الثالثة على التوالي بعد فوزه على الجهراء 3 - 0، ويبدو انه اكتسى باللون الذهبي وتوج قبل نهاية السباق بعد ان هزم اقرب منافسيه في الجولات السابقة (القادسية وكاظمة).
وعلى غير العادة، لم تكتسب قمة قطبي الكرة الكويتية العربي والقادسية اهمية كبرى، فكان كل ما يشغل جماهير «الاصفر» هو الفوز وخسارة «الابيض»، وهذا الحلم اجهض قبل ان يولد، لأن فريقهم حقق الفوز على العربي 1 - 0 لكن الكويت لم ينحن، اما اكبر المستفيدين فهو النصر الذي ربح نقطة من ارض كاظمة بعد تعادله 1 - 1 رغم انه كان متقدما في النتيجة.
اما السالمية، فيبدو انه يطبخ طريقه على نار هادئة، فهو يتمنى تعادل الكويت او خسارته من الساحل حتى يتمكن من تحقيق الفوز على «الابيض» في آخر الجولات، فيكون امام امرين، اما ان يلعب الفاصلة او يتوج بلقب الدوري شرط سقوط «الاصفر» في احد لقاءاته، والسؤال: هل يحسم الكويت لقب الدوري قبل الجولة الاخيرة؟ وهذا لم يحدث منذ سنوات في الدوري الكويتي.
«الأبيض» ملك الهدوء
يمكن ان نطلق على لاعبي الكويت بقيادة الكرواتي رادان ملوك الهدوء لأنهم يبدأون اللقاء وكأن المباراة لا تعنيهم، ويبدون هادئين ولا يغامرون في الهجوم حتى يطمئن الخصم وكأنهم يعطونه ابرة مخدر تشعل جميع خطوطه، ليتفننوا في التحكم في ايقاع المباراة ومزاولة طلعاتهم الهجومية من كل صوب من الاطراف والعمق وحتى في الكرات الطويلة القادمة من الخلف، ويتميز الكويت بأنه يظهر مترابطا في جميع صفوفه لثبات مستوى معظم لاعبيه ولتفاهمهم الواضح داخل الملعب، كل هذه العوامل جعلت من الجهراء صيدا سهلا لـ «الابيض»، ولم يجد اي صعوبة في الفوز عليه رغم ان الجهراء انسحب في الشوط الثاني لعدم الكفاية العددية بعد اصابة 3 لاعبين وطرد اثنين، لكن الكويت كان قد انهى المباراة بالشوط الاول عندما سجل علاء حبيل الهدف الاول، ثم طرد الحكم لاعبين من الجهراء، ولم يرحم «الجزار» زياد الجزيري الجهراء ودك مرماهم بالهدف الثاني، وتنتظر الكويت مباراتين الاولى سهلة نسبيا امام الساحل والاخيرة والثانية امام احد مطارديه وهو السالمية والذي تسبب في خسارته الوحيدة في الدوري عندما هزمه في القسم الاول.
«الأصفر» والوقت الضائع
اما القادسية فيدخل في اجواء المنافسة في الوقت بدل الضائع بعد ان «طارت الطيور بأرزاقها»، حيث حقق فوزا مهما على غريمه التقليدي العربي 1 - 0 وقدم اروع مبارياته في الدوري، لكن كل تلك المعطيات لن تقدم او تؤخر في شيء في حال حصول الكويت على نقطتين من مباراتين.
لكن ما اراح جماهير «الاصفر» عودة خلف السلامة وبقوة، وكان يصول ويجول في الملعب ولا احد يستطيع ايقاف خطورته التي تمثلت في صنع اكثر من فرصة خطرة لزملائه المهاجمين، ويكفي انه صنع الهدف الوحيد بعد عرضية متقنة على رأس بدر المطوع، وهذا الاخير وضح انه عاد له جزء من مستواه المفقود بالفترة الاخيرة، ويبدو ان المدرب البرتغالي جاريدو اكتشف «الخلطة القدساوية» متأخرا، وربما تنفعه في بطولة دوري ابطال آسيا وكأس سمو الامير لأن بطولة الدوري الممتاز قد حسمت قبل نهايتها.
«السماوي» حير جماهيره
بعد ان اقال السالمية مدرب السابق البرتغالي مانويل غوميز وجاء بدلا منه المدربان الوطنيان محمد ابراهيم وماهر الشمري، حقق الفوز على التضامن 1 - 0 لكن بشق الانفس، ولم يتحقق الا بعد ان استغل الفذ والعنيد بشار عبدالله مهارته في المراوغة ليحصل على ركلة جزاء ينفذها بنفسه ولا يلام محمد ابراهيم على المستوى الذي ظهر به السالمية لأنها اول مباراة تحت قيادته، وكذلك لان لاعبي «السماوي» حيروا جماهيرهم منذ بداية الموسم، ولو نظر اي شخص الى تشكيلة السالمية فإنه لن يجد فيها نقصا في جميع الخطوط، لكن لماذا لا يحصل على البطولة؟ ولماذا لا يقدم اجمل العروض؟ هذا السؤال سيجيب عنه محمد ابراهيم لعشاق «السماوي» فيما تبقى من منافسات الموسم، لأن الجميع يعرف ان ابراهيم يعشق اللعب الجماعي والهجومي المتواصل.
كاظمة تغير حاله
منذ رحيل المصري احمد فتحي والمغربي سعيد الخرازي واصابة جراح الظفيري و«البرتقالي» تغير حاله، ويظهر في كل مباراة من سيئ الى اسوأ، وتعادله مع النصر لم يكن مفاجأة، لأن الفريق يمر بظروف أقل ما يقال عنها «غير صحية»، فكيف يريدون من مدرب ان يعطيهم وهم يضعون حبل المشنقة حول رقبته؟ ويبدو ان ادارة كاظمة تتحمل الجزء الاكبر من ضياع لقب الدوري للمرة الثانية على التوالي، لأنها لم تجد بديلا لفتحي والخرازي والظفيري.
وخلال لقاء النصر، قدم «البرتقالي» مستوى اقل من المتوسط، وكاد يخسر اللقاء لولا ان المشيفري سجل هدف التعادل في آخر 3 دقائق، لكن هناك املا يلوح في الافق لأن شباب كاظمة امثال ناصر الوهيب ومشاري العازمي وسلطان صلبوخ قادرون على قيادة دفة الفريق في السنوات المقبلة اذا ما توافرت له كل سبل النجاح.
«الأخضر» مرتاح ومريح
تفنن لاعبو وادارة العربي في تعذيب جماهيرهم، حيث ينامون على خسارة ويستيقظون على خسارة، ومن يصدق ان «الاخضر» اصبح «تحصيل حاصل» لكل الفرق في الدوري، فهو يعتبر حاليا من فرق الوسط التي تريد تأمين بقائها في الدوري الممتاز لا المنافسة على لقبه خوفا من السقوط كما حصل معه في الموسم السابق، وصدق عليه المثل القائل «مرتاح ومريح غيره»، وعندما خسر لقاءه امام القادسية 0 - 1 في الجولة السابقة لم يبدو التأثر عليه ولم يبد اي ردة فعل، وكأن المباراة لا تعنيه، بل قدم مستوى لا يليق باسم «القلعة الخضراء» رغم تألق بعض اللاعبين امثال محمد جراغ وفراس الخطيب والبحريني محمد حبيل.
من هنا يجب على المدرب البرتغالي راشاو تصحيح الاوضاع في خط الدفاع الذي يعتبر الحلقة الاضعف للعربي بالرغم من انه تلقى 11 هدفا، الا ان تراجع خط الوسط لمساندته باستمرار يفسد الدور الهجومي لهم، ويجب عليه الاعتماد كثيرا على عبدالله الشمالي وعبدالله الحداد لقتاليتهما في الملعب.
التضامن خسر ولكن؟
على الرغم من خسارته امام السالمية 0 - 1، الا ان الفريق قدم عرضا جيدا وقويا، خصوصا من النواحي الدفاعية، حيث تمكن من اغلاق جميع المنافذ امام الهجوم «السماوي»، ولولا خطأ العماني جمعة الوهيبي لاتجهت المباراة الى التعادل السلبي او لفوز التضامن، لأنه كان يعتمد على الهجمات المرتدة بتحركات العماني هاشم صالح، ويبدو ان التضامن يسعى وراء النقاط الثلاث فقط حتى يؤمن تماما بقاءه في دوري الاضواء، ويبتعد عن النصر والجهراء اللذين يلاحقانه، ويدرك التضامن ان النقطة فيما تبقى من الجولات سيكون لها تأثير كبير في تحديد هوية من سيذهب الى دوري المظاليم، لذلك سيكون حذرا فيما تبقى من مباريات.
النصر المتذبذب
بعد ان عادله كاظمة في الدقائق الاخيرة، يبدو ان النصر اكبر المستفيدين من الجولة السابقة، لأنه الوحيد من فرق المؤخرة الذي كسب نقطة على حساب كاظمة، ورغم تمرد بعض اللاعبين على المدرب البرتغالي سوزا الا ان اصرار الادارة على بقائه كان له الاثر في تحقيق التعادل، لأنه اعطاه الثقة وزاد من ارادته في تحقيق بصمة للفريق على الرغم من خسارته من القادسية بنتيجة كبيرة 6 - 0 حيث عاد ليحقق التعادل امام كاظمة 1 - 1، لكن ما يعيب سوزا انه في بعض المباريات يكون السبب الرئيسي في الخسارة للعبه بطريقة واسلوب وتشكيلة غريبة ومرة اخرى تجده ايضا من اسباب الفوز لتكتيكيه العالي، فهو مدرب لا تعرف ماذا يريد الا بعد نهاية كل مباراة.
الجهراء فارس الجولة
يعتبر الجهراء بطل او فارس الجولة، لأنه احدث المفاجأة ليس بخسارته من الكويت بل لانسحابه المفاجئ والاضطراري على حد قول ادارته، فبعد طرد محمد سعد ويوسف العنزي اصيب 3 لاعبين دفعة واحدة ليعلن الفريق انسحابه مضطرا، رغم ان الجهراء بدأ يستعيد جزءا من عافيته بعد ان تسلم المدرب البرازيلي كليبر قيادة الفريق، وقد قدم اروع 20 دقيقة له منذ بداية الموسم، الا ان قوة الكويت ومهارة مهاجميه و«طيش» واندفاع لاعبي الجهراء ساهمت في خسارته وانسحابه، ولا يتحمل المدرب تبعات اخطاء لاعبين لا يقدرون المسؤولية، واذا ما اراد البقاء في دوري الاضواء فعليه ان يحدث تغييرا شاملا في بعض اللاعبين الذين لا يستطيعون التحكم في اعصابهم لأن الجهراء يعتبر اكثر الفرق حصولا على الكروت الحمراء.