القاهرة
سامي عبد الفتاح
يترقب عشاق كرة القدم في مصر والعالم العربي مباراة القمة (101) بين الأهلي والزمالك في الاسبوع العشرين مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم الليلة بستاد الكلية الحربية في الثامنة والنصف مساء اليوم بتوقيت الكويت، تحظى القمة المصرية هذه المرة باهتمام جماهيري بالغ، واهتمام اعلامي كبير، ومتابعة من النقاد والخبراء الذين يراقبون عن كثب ما ستسفر عنه هذه القمة، وتوابعها المرتقبة، كما لا يخفى ان القمة (101) تمثل أهمية خاصة للفريقين وادارة الناديين والجهازين الفنيين بقيادة مانويل جوزيه ورود كرول.
ورغم الفوارق الكبيرة جدا بين الفريقين حيث حسم الأهلي صداراة الدوري بفارق كبير عن اقرب منافسيه الا أننا أمام قمة غريبة، لا اهمية فيها للنقطة، ولا منافسة فيها على لقب، ذلك أن الأهلي يتقدم في سباق الدوري17 نقطة عن أقرب منافسيه، وعن الزمالك تحديد 18 نقطة، ولا أمل تقريبا لأي فريق في ان يدرك الأهلي وينازعه على اللقب الرابع على التوالي لبطولة الدوري، لذلك فالبطولة محسومة رغم أن المسابقة لا تزال في أسبوعها العشرين، وأمامها حتى النهاية عشرة أسابيع أخرى، حصادها لمن يفوز بها جميعا (30 نقطة).
وبرغم هذه الفوارق الكبيرة فان القمة تكتسب أهميات عديدة وكبيرة خلقتها ظروف الناديين والاعلام معا، ونوجزها في النقاط التالية.
أسباب الزمالك
الزمالك يريد ان يخرج من مسلسل الاحباطات المتوالية منذ عدة مواسم، ويحقق بطولة معنوية تعيد الفرحة لقلوب جمهوره، والرضا للاعبيه والاستقرار لادارته التي تحلم بأي بطولة، وليس هناك اجمل وأحلى من الفوز على الأهلي حتى وان كان فوزا بلا بطولة، الا أنه بطولة بذاتها وفي التوقيت المناسب تماما.
ادارة الزمالك بقيادة ممدوح عباس ادارة مهتزة لا رصيد لها بين جمهور القلعة البيضاء، وبما أنها ادارة معينة وليست منتخبة، فهي تسعى لأي نقاط مضيئة على مستوى كرة القدم، لذلك فقد رصد ممدوح عباس رئيس النادي مكافأة خاصة للاعبيه اذا فازوا بالمباراة اليوم.
الهولندي رود كرول، بلا رصيد أيضا عند الجمهور وحتى عند لاعبيه، وهو يدرك أن اليوم قد يكون الأخير له في مصر اذا خسر أمام الأهلي، لأن أحدا لن يتحمل مسئولية بقائه واستمراره اذا وقعت الخسارة، بعد أن تدهور مستوى الفريق على يديه هذا الموسم، وعباس شخصيا سيكون أول المضحين به، خاصة بعد ان رمم الجهاز الفني واحضر محمد حلمي الذي يستطيع أن يقود الفريق بمفرده بقية الموسم.
لاعبو الزمالك أيضا يبحثون عن رصيدهم بين جمهور القلعة البيضاء، وبخبرتهم يدركون ان تحقيق الفوز على الأهلي اليوم سيمحو كل سيئاتهم هذا الموسم ويسعد الجمهور، ويحشده وراء الفريق بقية الموسم خصوصا في مسابقة كأس مصر التي يسير الزمالك في اتجاه الفوز بها بقوة وفي طريق مفتوح بلا صعوبات تذكر.
حشد معنوي
لاعبو الأهلي والجهاز الفني يريدونه موسما نظيفا خاليا من أي خسارة، لأن هذا الفريق هو الوحيد الذي لم يخسر في الدوري مباراة واحدة حتى الآن، ويريدون تحديدا ألا تكون هذه الخسارة من فريق الزمالك بالذات حتى تنتقل الفرحة بالدوري من البيت الأحمر الى البيت الأبيض بسبب مباراة واحدة.
جوزيه يحشد لاعبيه حشدا لهذه المباراة من الناحية المعنوية للفوز بها، رغم أنه ليس في حاجة ملحة لنقاطها الثلاث، ولكن حالة التحدي الشخصي هذه عند المدرب البرتغالي سببها عصام الحضري، فالمدرب البرتغالي جوزيه يريد أن يثبت للجمهور والاعلام أن بطولات الأهلي ليس سببها عصام الحضري وحده وأن الأهلي يستطيع أن يواصل انجازاته بدونه، ولتأكيد أن الأهلي لم يعد في حاجة اليه بعد أن غدر بفريقه وجمهوره.
نفس منهج جوزيه وتحديه، لدى عدد من لاعبي الأهلي، يأتي في مقدمتهم بالفعل الحارس أمير عبد الحميد (29) سنة والذي صبر طويلا جدا حتى يأخذ فرصته ويتفرد بحراسة عرين الأهلي بعد أن كان أقرب الى الاعتزال أو الرحيل من القلعة الحمراء، ويليه في حالة التحدي شادي محمد كابتن الفريق، خاصة أنه الوحيد من لاعبي الأهلي الذي انتقد تصرف الحضري علنا ودون خجل أو مواراة.
جمهور الأهلي أيضا لن يترك فريقه في هذا التحدث وسيقوم بدوره المؤثر والقوي لمساندة الفريق حتى الفوز، ووضع ذكرى الحضري في ذمة التاريخ.
قمة استثنائية
هذه هي الأجواء الاستثنائية التي تحيط بهذه القمة العادية جدا، حيث لا أهمية لنقاطها الثلاث، ولكن لكل من الفريقين حساباته الخاصة جدا في المواجهة، وقد رفع المعسكر أن شعار ممنوع الخسارة اليوم، لأن الخاسر سيحزن كثيرا، وربما تشتد عليه التوابع لتكون أشد قسوة من الخسارة نفسها، ودليل ذلك أن الأهلي لم يهمه أن يخسر مباراة القمة (99) في نهاية الدوري الموسم الماضي بعدما حسمت البطولة بالفعل قبل نهاية المسابقة بأسبوعين فسافر جوزيه وأعطى 13 لاعبا من نجوم الفريق اجازة تامة وترك حسام البدري مع اللاعبين البدلاء ليلعبوا مباراتي الزمالك والاسماعيلي فخسروا المباراتين، ولكن هذه المرة، الخسارة مرفوضة تماما.
وقد استعد المعسكران بقوة للمواجهة بعد أن فاز الأهلي على المقاولون (4-1) وفاز الزمالك على انبي (1- 0)، ورغم الغيابات العديدة في صفوف الفريقين فان كلا من جوزيه ومعه البدري، وأيضا رود كرول ومعه محمد حلمي قد أعدوا عدتهم للمواجهة واللعب على الفوز المعنوي الكبير.
ابرز الغائبين
فالغائبون في الأهلي هم عصام الحضري وأسامة حسني وربما أبو تريكة، فيما تدور الشكوك حول امكانية اشتراك شادي محمد وبركات بسبب اصابة لحقت به في المران الأخير، أما الغائبون من الزمالك فهم عبد الواحد السيد وعبد الحليم علي وأحمد غانم سلطان وعمرو الصفتي ووسام العابدي وتامر عبد الحميد، وهكذا يتضح أن كشف الغائبين يقسو بشدة على فريق الزمالك لأنه يضم بالفعل عناصر أساسية في صفوف الفريق، والبدائل لهم دون المستوى بكثير، على عكس الأهلي الذي يملك ذخيرة كبيرة ومؤثرة من اللاعبين البدلاء.
تشكيل الزمالك
وعلى ضوء هذه الاعتبارات فان تشكيل الزمالك سيتكون من: محمد عبد المنصف لحراسة المرمى - بشير التابعي ومحمود فتح الله وكريم ذكري (للدفاع) - محمد عبدالله وطارق السيد (للجانبين) - محمد ابراهيم ومحمد أبوالعلا وأحمد عبدالرؤوف للوسط - وفي الهجوم عمرو زكي وشيكابالا، وأهم البدلاء أسامة حسني، ومجدي عطوة وجمال حمزة وحازم امام ومصطفى جعفر.
التحكيم الايطالي بقيادة الحكم الدولي ستيفانو فارينا، ويساعده مواطناه ماسيو بياسو واليساندرو ليون.