فهد الدوسري
الموروث الشعبي القديم يزخر بالعديد من الامثال الجميلة على الرغم من انها اطلقت في زمن غير زماننا، هذا الا ان معظمها لا نزال نردده اذا ما استدعى الامر ذلك، ومن اروع الامثال القديمة التي تنطبق تماما على حال منتخبنا الوطني ومنتخب الامارات «إما غنى الذيب والا فقره» ويطلق في المناسبة التي لا تحتمل القسمة على اثنين، فالازرق عندما يستضيف اليوم المنتخب الاماراتي الشقيق على ستاد نادي الكويت ضمن مباريات المجموعة الرابعة المؤهلة لمونديال 2010 لا مجال امامه سوى تحقيق الفوز والظفر بالنقاط الثلاث، اما اذا تعذر الحصول على ذلك لا سمح الله، فإن الخروج من التصفيات مصيرنا، ولعل فوز منتخبنا الاخير الذي حققه على نظيره السوري الشقيق 4 - 2 رفع معنويات اللاعبين والمتابعين والنقاد، حيث جاء في وقته والاجمل من الفوز عودة الروح العالية للاعبي الازرق، حيث قدموا مستوى مميزا ونتيجة رائعة توجوا بها عرضهم القوي، ويجب ان نحذر من ان الفوز على سورية يحتاج فوزا آخر يسنده فالفوز على الامارات سيكون بمنزلة الدفعة المعنوية الاقوى لعبور التصفيات وخطف احدى بطاقتي التأهل عن المجموعة.
يدخل ازرقنا مباراة الليلة وفي جعبته 4 نقاط بعد ان حرك المياه الراكدة في هذه المجموعة، حيث اصبح على مقربة من باقي منتخبات المجموعة، حيث يملك الضيوف الاماراتيون 5 نقاط بالمشاركة مع المنتخب السوري في نفس عدد النقاط، فيما يتصدر منتخب ايران المجموعة برصيد 6 نقاط ويبدو ان الامور لن تحسم بشكل نهائي الا مع نهاية المباراة الاخيرة لكل منتخب، اي الجولة المقبلة.
ويتسلح منتخبنا بعاملي الارض والجمهور لمواجهة الابيض الاماراتي والذي بدوره يحاول النهوض مجددا بعد ان اذاقه المنتخب الايراني طعم الخسارة على ارضه وبين جماهيره، ويسعى المدرب الفرنسي ميتسو لاعادة فريقه لاجواء التصفيات من جديد من خلال ايجاد التوليفة المناسبة معتمدا في ذلك على عودة المدافع المخضرم راشد عبدالرحمن من الايقاف في مباراة ايران الماضية بعد نيله انذارين، وستكون لهلال سعيد وسبيت خاطر المهمة الصعبة في ايقاف الهجمات الكويتاوية المرتقبة في وسط الميدان، فيما سيوكل ميتسو مهمة الهجمات المرتدة الى محمد الشحي من الجانب الايمن واسماعيل مطر في المقدمة الى جانب فيصل خليل.
والمهمة الأكثر صعوبة تقع على عاتق المدرب الوطني محمد إبراهيم ومساعده أحمد خلف في مواصلة مسيرة الأفراح وإضافة فوز ثان يقربنا من التأهل ولن يكون لنا ذلك الا اذا ما وفق ابراهيم في اختيار التشكيلة المثالية لبدء المباراة أملا في حسمها في الشوط الأول من خلال تسجيل هدف مبكر يريح الأعصاب ويجعل الضيوف يخرجون مواقع تحصناتهم الدفاعية الا اذا اراد ميتسو غير ذلك، وتعتبر اصابة حسين فاضل من اكثر الإصابات قلقا للجهاز الفني نظرا الى المستوى الجيد الذي قدمه في المباراة الماضية ولكنه اشترك في تدريب الأمس وربما يدفع به محمد ابراهيم، فيما قد تشهد المباراة عودة النجم مساعد ندا بعد انتهاء فترة ايقافه في المباراتين السابقتين وتمثل عودته قوة ضاربة لدفاع الأزرق وستكون للروح المعنوية للاعبين كلمة الفصل في المباراة فمتى ما اصبحت كتلك الروح التي كانت في مباراتنا مع سورية فإن الفوز سيكون حليفنا بإذن الله.
ومن الضروري ايضا عدم ترك مساحات خالية بين خطي الوسط والدفاع لإجادة الضيوف اللعب على مثل هذه المساحات بفضل انطلاقات فيصل خليل والمبدع اسماعيل مطر ويعول الازرق كثيرا على قيادة محمد جراغ لخط الوسط من قراءته المميزة لمجريات اللقاء وحرصه على تنويع اللعب متى استلزم الأمر ذلك.
وينتظر الجميع مفاجآت العجيب أحمد عجب بعد تسجيله هاتريك في مرمى سورية حيث كان موفقا في التمركز داخل منطقة الجزاء وعليه فإن اهدار الفرص قد يكون عاملا في تجميع الخصم لقواه ومحاولة تسلم المبادرة الهجومية وسيغيب عن الأزرق الحارس نواف الخالدي بعد طرده في مباراة سورية وسيكون البديل احمد الفضلي جاهزا للذود عن المرمى ببسالته المعروفة.
وعودة للبداية نقول: إما غنى الذيب أو فقره» فالفوز وحده يقربنا من التأهل على اعتبار ان المباراة الأخيرة للأزرق ستكون بضيافة المنتخب الإيراني في العاصمة طهران الأسبوع المقبل وستكون في غاية الصعوبة اذا ما تعقدت أمور المجموعة فالأرض ارضنا وعلاقتنا بها وطيدة فلنجعل منها عاملا مهما في التأهل مع الجمهور المتعطش للانتصارات والذي سيملأ مدرجات ستاد نادي الكويت انطلاقا من الواجب الوطني.