فهد الدوسري
اختيار مدرب عالمي يقود سفينة «الازرق» وسط هذه الاعاصير والعواصف يجب ان يكون على اساس متين، لأن ما عدا ذلك سيكون مكشوفا امام الناس بعد سقوط الاقنعة، ومن المفترض ان تقوم عملية التعاقد مع مدرب كفء من قبل القائمين في اتحاد العديلية على قواعد من اهمها السيرة الذاتية له، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، فللاسف اذا كان «ظهرك قويا» فإن المدرب آت لا محالة مهما كان ضعيفا ولا يملك سيرة ذاتية تشفع له، فالانظار حاليا تتجه نحو قرب التعاقد مع المدرب الصربي ايليا بيتكوڤيتش وهو مدرب جيد، لكنه ابتعد عن عالم التدريب لمدة عامين، وهذا ما يثير حوله الكثير من علامات الاستفهام، ولعل ابرز محطة في حياة بيتكوڤيتش التدريبية هي قيادته السهلة لمنتخب صربيا لنهائيات كأس العالم 2006 في المانيا، وكان قد تسلم مهمة الاشراف على منتخب صربيا عام 2003، اي انه استمر 3 سنوات بمنتخب جميع لاعبيه محترفون، وفي ظل وجود عاملي الاستقرار والاحتراف وعلو الفكر الكروي فإن ذلك لا يعتبر انجازا بدليل انه تلقى ابشع الهزائم في المونديال، فكانت البداية بهدف يتيم امام هولندا واذلته الارجنتين بـ «نصف درزن» من الاهداف، واختتم مباريات مجموعته بالخسارة ايضا امام ساحل العاج 2 - 3.
ورغم ذلك كنت اظن ان شيئا منه هذا لا يمكن ان يحدث ابدا لكون القضية مرتبطة بسمعة وتاريخ الكويت، حتى تأكدت لي تلك المعلومة ان المدربين الخمسة البارزين في لجنة التدريب هم في الاساس قدموا اوراقهم وسيرهم الذاتية عن طريق متعهدين «واصلين»، وبالتالي تبقى الفرصة اكبر لصاحب النفوذ الاقوى من بينهم، وتعد عملية «تطنيش» السيرة الذاتية الجيدة للمدرب البرازيلي والديمير اوليڤيرا التي استعرضناها في «الأنباء» في عددها الصادر يوم الاربعاء الماضي والذي يتمتع بسيرة ذاتية مميزة للغاية مع فرق برازيلية وفرق ومنتخبات خليجية خير دليل على التخبط الذي تعانيه لجنة التدريب رغم احترامنا الكبير لاعضائها، وتبقى مشكلة اوليڤيرا انه قدم اوراقه عن طريق الباب ولم يكن هناك شخص يدعمه من المتعهدين.
وتطبيقا للمثل الشعبي القائل «ان حبتك عيني ما ضامك الدهر» تم ابعاد اوليڤيرا وتقريب اصحاب النفوذ، وهذا ابدا لن يعود بالنفع على «الازرق» المقبل على مشاركات كبيرة، وللاسف نحن على موعد مع حلقة جديدة من الاخفاق في مسيرة «الازرق» لأن «التنفيع» غلب على المصلحة الوطنية، لاسيما ان التوصيات الاخيرة من لجنة التدريب والشخصيات الرياضية قد اكدت ضرورة الاعتماد على المدرسة البرازيلية.