عبدالعزيز جاسم
حملت الجولة السادسة من بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم الكثير من المفاجآت والتغيرات، وكان اول هذه المفاجآت خسارة العربي امام الشباب 1 – 2 في صدمة لم يستفق منها الجمهور العرباوي حتى الآن، واتت على مسامعهم كالصاعقة، كما شهدت الجولة احداثا سارة للقادسية وكاظمة بعد ان انفردا بالصدارة بفوز الاول على منافسه النصر 1 – 0 والثاني على التضامن بالنتيجة نفسها، وكان اكبر الخاسرين هما الكويت والسالمية بتعادلهما الايجابي 1 – 1 ليتراجع «السماوي» الى المركز الثالث بعدما كان في الصدارة ويبقى الكويت بمركزه الخامس نفسه.
كاظمة فوز بلا أداء
رغم تصدر كاظمة ترتيب الدوري بعد الجولة السادسة، الا ان اداءه حتى الآن لا يرضي جماهيره ولا الجهاز الفني ولا اللاعبين انفسهم، واوتضح من اداء المدرب البرازيلي روبرتينيو في آخر مواجهة امام التضامن انه يسعى فقط الى حصد النقاط وهو حق مشروع لأي مدرب في ظل الظروف التي يمر بها، لكن ما لا يقنع هو عدم اعتماده على اللاعبين المهاريين امثال فهد العنزي وطارق الشمري ومشاري العازمي والمصري عمرو سماكة وتمسكه بالبرازيلي سيلڤا الذي يثبت انه صفقة فاشلة يوما بعد يوم، كما ان اطراف كاظمة دائما تكون ميولها دفاعية ولا تساهم في تسجيل الاهداف، ووضحت حاجة «البرتقالي» جفي لقاء التضامن الى لاعب مهاري يستطيع فك شفرة الدفاع في حال تكتلها امام المرمى، وربما حان الوقت للتفكير في جلوس فهد الفهد او سيلڤا على مقاعد البدلاء، لكن ما يحسب لـ «البرتقالي» انهم لا يغامرون كثيرا في الهجوم على حساب الدفاع، ما تخشاه ادارة كاظمة هو اصابة اللاعبين او تراجع المستوى في الامتار الاخيرة من عمر المسابقة، وهو ما يكلفهم دائما الخروج خالي الوفاض من الدوري، لذلك على الجهاز الفني تجربة اكبر عدد من اللاعبين والوقوف على مستواهم حتى يتمكنوا من انقاذ الفريق في حال اصابة اللاعب الاساسي او مغادرة محترف للمشاركة مع منتخب بلاده كما يحدث مع العمانيين سعيد الشون وفوزي بشير.
القادسية «مو هذا طبعه»
لا يخفى على قاص او دان ان القادسية ورغم احتلاله المركز الثاني بفارق الاهداف عن المتصدر كاظمة «مو هذا طبعه»، فالفريق بعدما كان يسير ككتلة واحدة في الملعب ويربك اقوى الفرق في الخليج وآسيا اصبح بلا هوية في الدوري الممتاز، وحتى الآن لم يقدم مستوى يرضي طموح جماهيره، ولعل مباراة النصر كشفت الكثير من الاخطاء منها غياب اللعب الجماعي والاعتماد على الفردية اكثر، ولولا خطأ مدافع النصر لما شاهدنا هدف صالح الشيخ الرائع على مدار الشوطين، وربما تكون فترة التوقف التي تسبق الجولة السابعة مفيدة لـ «الاصفر» لاعادة رونقه المفقود وطبيعته المعهودة، ورغم ذلك حملت الجولة اخبارا سارة للجمهور حيث اطمأنوا لمستوى بدر المطوع العائد من الاصابة والذي تفنن في مراوغة مدافعي النصر.
السالمية خسر بالتعادل
خسر السالمية كثيرا بتعادله امام الكويت حيث فقد نقطتين ثمينتين وهبط من المركز الأول الى الثالث ولكن ما يميز السماوي وجود رتم ثابت وأداء مقنع تحت قيادة المدرب الروماني ميهاي الذي لا يترك صغيرة ولا كبيرة الا وجد لها الحلول ويكفي انه لم يتأثر بضغط الكويت المبكر وإضاعته للفرص ليفاجئ فهد الرشيدي الجميع بتسجيله الهدف في نهاية الشوط الأول وبعد ان عادل الكويت النتيجة في بداية الشوط الثاني كانت تغييرات ميهاي مثمرة وناجحة بدخول حمد حربي والبلغاري برونوزوف بدلا من بشار عبدالله وعبدالله البريكي ليضغط السالمية على مرمى الأبيض وتسنح له اكثر من فرصة ضاعت بين اقدام لاعبيه وبراعة حارس الكويت خالد الفضلي ولكن الغريب هو المستوي المتواضع الذي ظهر به بشار عبدالله ولم يكن في يومه وتبقى مشكلة ميهاي في خط الدفاع الذي يخطئ ويكلفه الاهداف.
النصر وعقدة الأصفر
يبدو ان العنابي ايقن انه لن يتمكن من الفوز على القادسية حتى ان كان في أفضل حالاته لأنه يميل له عقدة ودائما ما يخسر امامه وبعدد وافر من الأهداف ولكن تراجعه في مباراة الأصفر لم يكن له مبرر على الرغم من ان المدرب علي الشمري لعب بتوازن ولم يغير خطته الا ان لاعبيه انكمشوا من دون داع ولم يقدموا ما قدموه في الجولات السابقة وتبقى مشكلتهم الدائمة في الظهير الايسر والذي حتى الآن لم يجد الشمري حلا له حيث كلفه وذلك اكثر من هدف وكان آخرها امام القادسية وعاب العنابي عدم توصيله الكرات الى البرازيلي تاريكا الذي اضطر إلى النزول إلى الوسط للهرب من الرقابة. ولكن ما يشفع للنصر انه يحتل المركز الرابع حتى الآن ولن ينزل عن المركز الخامس مهما حدث في الجولة الاخيرة من القسم الأول.
الكويت والحظ العاثر
يمكن ان نقول عن الكويت انه ليس في موقعه الصحيح فالمرور سريعا على مبارياته نجد ان الحظ لعب دورا كبيرا في بقائه في المركز الخامس واستمر في مسلسل اضاعة الفرص في مواجهة السالمية، خصوصا في الشوط الاول واضاع السوري جهاد الحسين وفرج لهيب 4 أهداف محققة بانفرادهما التام بالمرمى ولولا تدارك المدرب الصربي ايفان ودخول خالد عجب بدلا من الحسين لكلف الفريق خسارة ثانية وفور نزول عجب استطاع ان يهدي كرة جميلة لفرج الذي اودعها بالمرمى ولكن تراجع الابيض بعد الهدف لم يكن له مبرر لانه بحاجة الى الفوز اكثر من السالمية ويحتاج الفريق لاعبا آخر يعتمد عليه مثل وليد علي لأن المحترفين اسماعيل العجمي والحسين لا يؤديان الغرض.
العربي «صچ مشكلة»
كما يقول المثل «لو فات الفوت ما ينفع الصوت» فالاخضر «صچ مشكلة» لانه بات محفوظا لجميع الفرق حيث يعاني من مشكلة الارتكاز وخط الدفاع حتى ان المدرب احمد خلف اصبح في دائرة الشك بسبب اصراره على مشاركة ابنه خلف الذي لا يقدم مستوى جيدا بالرغم من تواجد عبدالله الحداد واحمد مطر، ولكن اذا كان يريد الفوز فعلا فعليه ابعاد من هبط مستواهم حتى ان كان من بينهم السوري فراس الخطيب لان الخسارة امام الشباب لن تسكت افواه جماهيره التي صبرت كثيرا، ولن يعود العربي الى ما كان عليه اذا كان هناك من يلعب ولا يستحق ان يلعب لذلك على المدرب خلف ان يعطي فرصة اكثر للاعبين الذين سبق ان مثلوا الاولمبي ولديهم الروح والاصرار مثل حسين الموسوي والحداد ومطر وجراح زهير.
التضامن «ما تغير شي»
من شاهد التضامن في زمن المدرب راشد بديح وشاهده الان تحت قيادة ماهر الشمري لا يلاحظ اي تغير، فقط الخسارة قلت من 4 أهداف الى هدف ولكن بديح حقق 4 نقاط وماهر لم يحقق اي نقطة حتى ان الفريق اصبح لا يجيد الطلعات الهجومية واصبح كل همه الدفاع والخروج متعادلا ورغم انه كان ندا قويا لكاظمة الا انه لم يمثل خطورة على مرماه عدا عرضيات ومهارات حمد امان ويحتاج الفريق الى فوز يعيده الى اجواء المنافسة مرة اخرى.
الشباب «تغلب على الظروف»
تغلب الشباب على الظروف قبل ان يتغلب على العربي لانه كان يريد طوق نجاة يعطيه الامل للوقوف على اقدامه مرة اخرى ولكن عندما جاءته الفرصة لم يأته طوق نجاة بل باخرة كبيرة جعلته يمشي في الطريق الصحيح، والمتابع لمباريات الشباب وخسائره يدرك ان مستواه كان جيدا وان المدرب الصربي غوران لم يكن مخطئا حتى ان اختيار المحترفين كان في محله خصوصا البرازيلي توبانغو الذي لا يكل ولا يمل في ارهاق مدافعي الفرق وكان آخر ضحاياه العربي.