فهد الدوسري
ما هي الا ساعات قليلة وتنطلق بطولة غالية على قلوب اهل الكويت بل على قلوب شعوب المنطقة الخليجية برمتها وهي بطولة «خليجي 19» التي تستضيفها العاصمة العمانية مسقط.
وقبل 20 ديسمبر الماضي كانت مشاركة الازرق في هذا الاستحقاق مهددة نظرا لتعليق النشاط الرياضي خارجيا بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ولأن الموضوع كبير بحجمه وثقله وتداعياته جاء الحل من اهل الحل والربط عندما تدخل «العود» صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وأرسل كتابا لـ «فيفا» طالبا رفع الايقاف، ليكون القرار التاريخي الذي لن ينساه اي رياضي كان والذي يعكس اهتمام قيادتنا الحكيمة وحرصها على وجود الشباب الكويتي في هذا المحفل الخليجي المهم.
ومع وصول ازرقنا الى عمان، قد يتفق الجميع على ان كأس البطولة لا يعد الهدف الذي يسعى لتحقيقه، بل سنكون من الشاكرين لجنود الازرق اذا ما تمكنوا من تقديم مستوى مشرف للكرة الكويتية، ويأتي هذا الطموح المتواضع نسبيا، خصوصا اننا ابطال هذه البطولة 9 مرات سابقة قياسا بحجم الاستعداد لهذه البطولة، حيث لم تتضح الصورة بالمشاركة من عدمها الا قبل اسبوعين فقط، وتم تجميع اللاعبين وكأنها سفرة شبابية للوناسة.
ورغم قساوة الظروف الا ان الامل مازال يحدو جماهير الازرق على ان ترى امجادا جديدة يسطرها نجومنا في مسقط، فآمالنا كبيرة ان نرى فدائية جاسم يعقـــوب في احمد عجب واخلاص فيصل الدخيل في محمــــد جراغ وصلابــــة محبـــوب جمعة في حسين فاضل وتميز الجناح الطائر حمود فليطح في علي مقصيــد وعقل وتدبير سعد الحوطي في عادل حمود ومراوغة و«تغـــزل» حمد بوحمد في بدر المطوع وصمود احمد الطرابلسي في نواف الخالدي وتسديدات عبدالعزيز العنبري في فرج لهيب وثقل عبدالله معيــوف في يعقــوب الطاهــر.
ولا تختلف ظروف مشاركة الازرق في «خليجي 19» كثيرا عن تلك التي صاحبت مشاركته في «خليجي 8» والتي اقيمت في البحرين والتي توج الازرق بطلا لها، فالاعداد كان مشابها حيث لم يدم اكثر من اسبوعين بعد رفع الايقاف ايضا آنذاك، الا ان روح اللاعبين واصرارهم على العودة بالكأس كانت الدافع والمحرك الاساسي لهم للفوز بالبطولة، واليوم حق لنا ان نردد المقطع الجميل الذي تغنى به فنان العرب محمد عبده في اغنيته الشهيرة «ابعاد» والتي صاغ كلماتها الشاعر الاسير فائق عبــدالجليــل و لحنـها يوســف المهـنا:
يراودني امل في ليلة القاكم
واطرز بالفرح احزان فرقاكم
فالحياة بلا امل اشبه بالموت البطيء الذي نرفض ان نشاهده وهو يقبض انفاس ازرقنا الذي ندعوه الى ان يتسلح بالعزيمة والاصرار والامل وان يتعظ من تجارب السابقين وتكون له نبراسا يضيء دربه للمضي قدما نحو مستقبل افضل للازرق.