بعد تأهله إلى نصف النهائي بجدارة رددت الجماهير في مسقط هذا الأزرق فنان الكرة.. هذا الكويتي الله ينصره، والتفت اللاعبون الى بعضهم بعد نهاية المباراة الاخيرة امام العراق والتي اكدت دخولهم مربع الذهب واتفقوا جميعا ان السالفة صارت صچ وان اللقب اصبح ليس ببعيد اذا تعاونوا يدا واحدة في الوصول الى مبتغاهم، والمتابع لأحوال الأزرق قبل ان يصل الى مسقط يشفق عليه كثيرا، للصعوبات التي واجهته لكنه كشر عن انيابه كالأسد الجريح بعد شفائه، واسقط كل الحسابات التي قللت من شأنه ووصفته بأنه الأضعف في المجموعة لكنه رد عليهم بأن الأزرق يتراجع مستواه نعم، لكنه لا يضعف، يمرض ولكن لا يموت.
خلصنا من الصعب، وتبقى الأصعب، عبرنا 3 حواجز بسلام وبقي لنا حاجز دور الأربعة ثم النهائي بإذن الله، وفيما لو استطاع الأزرق ان يصل الى نهائي البطولة فإن ذلك في حد ذاته انجاز حتى لو لم يفز بالكأس فأين كنا وكيف اصبحنا، وقلنا في مرات عديدة ان منتخبنا يضم عناصر مقتدرة طموحة، جريئة تبحث عن فرصة لخدمة منتخبها، لكنه كان يبحث عن الاستقرار، يبحث عن القيادة الحكيمة والجهاز الفني المقتــدر، وتحقق له ذلك في هذه البطولة بقيادة الشيخ احمد الفهد والمدرب الوطني محمد ابراهيم، فأخرج كل ما في داخله من «حرّة» وقدم اداء رجوليا مدعوما بالقدرة الهجومية، فتعادل مع عمان والعـــراق وفاز على البحرين.
يمكننا ان نتأهل الى النهائي، فلا شـــيء يمنعنـــا عن ذلك سواء التقينا السعودية أو الإمارات أو قطر، فهي مع احترامي الشديد لها ليست أفضل من منتخب البحرين الذي تغلبنا عليه بهدف، وباستطاعـــة منتخبنا ان يتعامل مع المباراة حسب معطياتها فإن كان الخصم يشكو من الدفاع نضاعف عليه الهجوم، وإن كان هجومه قويا فيجب ان يكون الرد بما يتوافق مع طريقة الخصم، ووضح ان منتخبنا الأزرق يملك قدرة كبيرة على تنظيم ألعابه الهجومية بوجود بدر المطوع وأحمد عجب وخالد خلف وصالح الشيخ، ولكن يتطلب منهم هدفا على الأقل في الشوط الأول اذ لا يفيدنا ان نكون في حالة هجومية جيدة ونتناقــل الكرة ونصل المرمى ولا نسجـــل، كما حدث في مبـــاراة العـــراق فـــي الشــوط الثاني.
تألق المطوع
وواصل النجم الكبير المطوع تألقه في المباريات ويتميز من بقيــة المهاجمين بأنـــه يفعـــل كل شيء، يصنع الفرص ويوسع المساحات لزملائه ويقتحم دفاعات الخصوم بكل جسارة والكرة في نظره مجرد لعبة أطفال يلهو بهــا كيفمــــا يشاء، وبذل لاعبو خـــط الوسط جهودا كبيرة وفــي مقدمتهم الشاب طلال نايف الذي يقوم بأدوار عديدة في مركز الوسط المتأخر وقد لا يشاهدها المتابع العادي ولكن المختصين في الامور الفنية يلمسون ذلك ومعه زميله اللاعب الخبرة جراغ العتيقي وكذلك صالح الشيخ وخالد خلف والاثنان يبذلان جهـــدا كبيرا، ووفق المدرب محمـــد ابراهيم في اشراك خلف في المباراتين السابقتين وسجل هدفا برأسه مهد لنا طريق التأهل، فيما أحسن قائد الفريق نهير الشمري في قيادة زملائه في الدفاع الى جانب تألق الحارس نواف الخالدي.
تلاشي الضغوط النفسية
وباعتقادنا ان الضغوط النفسية قد تلاشت تماما حتى لو لعب أزرقنا في النهائي فسيلعب بأعصاب هادئة بعد ان مروا بتجارب سابقة ومن ضمنها مباراة الافتتاح مع عمان التي شهدت حضورا كبيرا، ويجب علينا ان ندرس اخطاءنا استعدادا لمباراة المربع الذهبي بعد غد الاربعاء ومن أهمها سوء التغطية احيانا في خط الدفاع وشاهدنا ذلك في مباراة العراق، اضافة الى كثرة التمريرات الخاطئة، حيث يحسن بعض اللاعبين مثل العتيقي ونايف والشيخ قطع الكرات لكنها تذهب احيانا الى أقدام الخصم.
ونرى من وجهة نظرنا ان التشكيلة التي بدأ بها ابراهيم المباراة الماضية أمام العراق مناسبة جدا لتحقيق نتيجة طيبة في المباراة المقبلة مع عودة حسين فاضل الذي يشكل ثنائيا جيدا مع نهير والأهم ان يلعب الأزرق بروحه القتالية التي كان عليها، فكم أسعدنا ونحن نشاهدهم يلقون بأنفسهم للدفاع عن مرماهم، ويقاتلون من أجل استخلاص الكرة من الخصم.
والأكيد ان مباراة نصف النهائـــي لها حسابات خاصة وقد تطول الى الركلات الترجيحية، ولكن فترة الراحة التي حصل عليها الأزرق لمدة 3 أيام من شأنها ان تمنحه الاسترخاء الكافي من أجل العودة بقوة الى تحقيق الفوز بإذن الله.