عبدالعزيز جاسم
سارت كل أمور الجولة العاشرة من الدوري الممتاز بما تشتهي سفن القادسية، حيث اتجهت كل الرياح صوب مصلحة الأصفر، وكانت كل الطرق تؤدي الى انفراده بالقمة، فبعد الفوز على كاظمة برباعية نظيفة جاءت الاخبار السارة تباعا وكان اولها ان ملاحقيه خصوصا غريمه التقليدي «العربي» تعادل سلبا مع وصيفه «السالمية» حتى جاء خبر تعادل النصر ايضا مع الشباب 1 - 1.
ورغم فوز الكويت على التضامن فان النتيجة لا تهمه لأنهما بعيدان كثيرا عن الوصول إليه وبالتالي لم يكن فوز الكويت بهدفين دون رد يؤثر على أفراح القدساوية لذلك فهذه الجولة هي جولة الأصفر دون منازع.
الأصفر في ربيع
يبدو ان فصل الربيع جاء مبكرا في القادسية فالأصفر ابتعد عن اقرب منافسيه بـ 7 نقاط وهي نسبة جيدة لكي يمشي بخطى ثابتة نحو إحراز اللقب فبعد ان أزاح كاظمة من طريقه بأكبر نتيجة له في الدوري الممتاز بات الآن يمثل رعبا للفرق الأخرى بعد ان اظهر انه لا يتأثر بالغيابات بعد رحيل احمد عجب واحترافه بالدوري السعودي مع فريق الشباب ليأخذ مكانه حمد العنزي الذي كان «خير خلف».
ولم يكن للفوز هذه المرة باب واحد بل كان له ألف باب فتارة نجده بأقدام التونسي سليم بن عاشور الذي صنع 3 أهداف، وإذا غاب سليم فالدفة تتحول الى بدر المطوع الذي صال وجال في دفاع كاظمة وإذا خفت ضوء بدر يأتي البحريني محمود عبدالرحمن «رينغو» ومعه طلال عامر، اضافة الى تميز وتألق حمد العنزي الذي برع في صناعة الأهداف بسبب تحركاته، حتى البديل خلف السلامة أبى إلا ان تكون له بصمة في المباراة وسجل الهدف الرابع.
باختصار كان لاعبو القادسية جميعهم متألقين وان كان هذا مستواهم الحقيقي واستمر على المنوال نفسه فإن «اللقب بالجيب».
السماوي مهزوز ولكن..
لم يقدم السالمية أمام العربي ما يشفع له أن يكون في الوصافة وكان أداؤه مهزوزا طوال شوطي المباراة واكتفى بالدفاع طوال الـ 90 دقيقة ولكن يمكن ان نلتمس للاعبيه العذر بسبب الظروف العاصفة التي مر بها الفريق بعد فسخ عقد المدرب الروماني ميهاي وانهاء التعاقد مع البلغاريين كيرل نيكولوف وبرونوزوف ورحيل مايسترو الوسط صالح البريكي في مهمة عمل بالاضافة الى العديد من الاصابات وهبوط مستوى ابرز نجومه.
وكشفت مباراة العربي ان الخط الخلفي للسالمية وحارسه صالح مهدي سيكونون دائما نجوم الفريق في كل مباراة لان الهجوم لم يمثل اي خطورة على مرمى حارس العربي شهاب كنكوني ولم تفد خبرة بشار عبدالله وفهد الرشيدي في تمثيل خطورة على دفاع الأخضر ويحتاج الفريق الى مزيد من عناصر الشباب ليكونوا المفاجأة السارة في صفوف الفريق.
كاظمة: لا للأعذار
ربما سيكون شعار جمهور البرتقالي «لا للأعذار» بعد الخسارة المذلة والكبيرة امام القادسية وكأن اقدام لاعبيه كانت مكبلة بالحديد وغير قادرين على التحرك خصوصا خط الدفاع الذي كان يلعب كأنه لأول مرة ليدع لاعبي القادسية يفعلون ما شاءوا ولم تجد خبرة العماني سعيد الشون في تأمين خط الدفاع وظهر للجميع ان غياب خالد الشمري يسبب الازمات دائما في دفاع كاظمة ومن الصعب تعويضه ولكن الغريب هي الطريقة الغريبة التي لعب بها مدرب كاظمة البرازيلي روبيرتينيو 3-5-2 والتي من المستحيل ان تنجح امام القادسية الذي يملك في هجومه المطوع والعنزي والسلامة وعاشور ورينغو فكان لابد من ان يلعب بعقلانية اكثر ويؤمن دفاعه قبل ان يفكر في الهجوم.
الحظ تخلى عن العربي
ربما لا يختلف اثنان على ان العربي اكثر الاندية المحلية حظا لكنه في هذه الجولة فارقه امام السالمية بعد ان اضاع العديد من الفرص السهلة بأقدام السوري فراس الخطيب وكذلك عدم استغلاله للكرات الثابتة التي زادت على الخمس امام حدود منطقة الجزاء وذهبت اما خارج المرمى او تصدى لها المتألق صالح مهدي ولكن ذلك لا يعني ان العربي ظهر بمستواه المعهود بل لم يصل الى نصفه وجاءت كثرة الفرص بسبب مستوى السالمية الضعيف.
وتألق بالعربي فقط علي مقصيد ومحمد جراغ، لكن تحركات الخطيب والبحريني اسماعيل عبداللطيف لم تكن بالمستوى المطلوب ليذهب تألق جراغ ومقصيد ادراج الرياح.
النصر ضاع
ضاع الفوز على لاعبي العنابي بعد التعادل المفاجئ مع الشباب الذي فاجأهم بهدف مباغت منذ الدقيقة 4 ليصبح بعدها اللعب من جانب واحد هجمات متتالية للنصر لم يتمكن من خلالها من تعديل النتيجة لكن في الشوط الثاني استغل البرازيلي كاريكا خطأ حارس الشباب سليمان ميرزا الذي سقطت الكرة من يده ليضعها بالمرمى.
ويحاول النصر الحصول على الـ3 نقاط بتكثيف الهجوم لكن تفنن لاعبوه في اضاعة الفرص خصوصا مسعود فريدون ليبقى النصر في مركزه الخامس.
الكويت خطوة للأمام
يبدو ان فترة التوقف كانت اكثر فائدة للاعبي الابيض بعد ان كان تائها في الجولات السابقة وها هو يعود ويحقق الفوز من جديد ويتقدم خطوة للأمام بعد ان عين المدرب الفرنسي لوران بانيد الذي ادخل عناصر شابة في تشكيلته مثل المهاجم عبدالهادي خميس ولاعب الوسط ناصر القحطاني، كما انه اجرى بعض التغييرات في المراكز ليثبت حسين حاكم ظهيرا ايمن ويعقوب الطاهر في وسط الدفاع واعتمد كثيرا من البداية على تحركات عبدالرحمن العوضي الذي سجل هدف التقدم لتنبئ هذه التغيرات بأن الكويت قادم على عهد جديد بقيادة بانيد الذي اجلس وليد علي على مقاعد البدلاء واعتمد كثيرا في الجبهة اليسرى على السوري الخطر جهاد الحسين الذي احرز هدفا وتسبب في ركلة جزاء اضاعها وليد علي بعد نزوله في آخر 10 دقائق من الشوط الثاني.
الشباب: خطوات لا تفيد
من الممكن ان نطلق على صحوة الشباب المتأخرة أنها خطوات لا تفيد لانه من الصعب عليه ان يؤمن مركزا يتفادى به الهبوط لانه في كل مباراة يكون سلاحه الوحيد هو الدفاع رغم تألق لاعبيه حمد البصيري وناصر شافي والعماني سلطان الطوقي الا ان المثل القائل يد واحدة لا تصفق ينطبق عليهم لان هناك بعض اللاعبين لا يؤهلهم مستواهم لقيادة الفريق لبر الامان رغم ان المدرب الصربي توفاريتش حاول كثيرا تصحيح الاوضاع لكن ما باليد حيلة لانه تقدم وحاول الحفاظ على الهدف لكن الاخطاء الفردية دائما تكلفه الخسارة او التعادل في النهاية.
التضامن والمدربون
قصة التضامن والمدربين لن تنتهي فعندما يحل التغيير تكون النتائج اكثر سلبية ويتراجع الفريق فبعد الاربع نقاط التي احرزها المدرب السابق راشد بديح في القسم الاول جاء ماهر الشمري مساعد المدرب حاليا ولم يضع اي بصمة على الفريق بل خسر جميع مبارياته وها هو المدرب الحالي الروماني مالدوفان يمشي على خطى سابقيه وربما العلة ليست في المدربين، بل في اللاعبين انفسهم بسبب امكاناتهم المتواضعة وبات واضحا انهم يجرون الفريق الى دوري المظاليم.