فهد الدوسري
عجزت الكويت حتى الآن عن حل مشكلتها مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» منذ اندلاعها في فبراير 2007 لتستمر الازمة كأشهر أزمة تعانيها رياضتنا المحلية منذ اشهار اتحاد الكرة في العام 1957، وبقرار الاتحاد الآسيوي الاخير بحرمان الكويت من التصويت في انتخابات المكتب التنفيذي في 8 مايو المقبل تكون رياضتنا المسكينة قد تلقت كدمة جديدة لمسلسل الضربات الموجعة التي تتلقاها على مدى سنتين.
وبغض النظر عن قانونية القرار الآسيوي وان كان يعكس بعض المشاكل الشخصية بين مسؤولي الطرفين، فإن اللجنة الانتقالية أهملت المهمة الاساسية التي انشئت من اجلها بتعديل المادة 32 من النظام الاساسي الخاصة بتشكيل مجلس الادارة من 14 عضوا بعد الاتفاق الاخير بين طرفي النزاع على الصعيد المحلي امام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والزيارة الشهيرة لرئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام، حيث تفرغت الانتقالية للامور التي تخص المسابقات المحلية، وقد أجرت تعديلين خلال اربعة ايام فقط على جدول الدوري الممتاز وكأن مشكلتنا مع «فيفا» ستحل اذا ما جعلنا المباريات الاربع تقام في توقيت واحد.
وحتى «الشايب» الجالس على ناصية «الشارع» يعلم بالخلاف الحاد بين اعضاء اللجنة الانتقالية وانقسامهم الى فريقين وأصبح من الصعوبة الحديث عن المشاكل الرياضية وتحديدا الادارية منها، لاسيما الاخلاقية التي دبت في ملاعبنا وانتشرت كالنار في الهشيم، وذلك لتقديم المصلحة الخاصة على مصلحة الكويت التي فقدت وزنها بالقرار الآسيوي الاخير.
وكان الاجدر بالانتقالية حل موضوع تعديل المادة ذات الصلة قبل هذه الضجة التي ستقلل من حجم وتأثير الكويت في القارة الصفراء بدلا من التفرغ للسفرات وتبادل التهم وتعديل جدول الدوري كل يومين! وتتحمل الاندية جزءا من المسؤولية لاستمرارها في وضع «الخصومة» بين اندية معايير واخرى تكتل والشعب الكويتي يردد «بين حانا ومانا ضاعت لحانا» فأي ذنب اقترفه لاعبو المراحل السنية في الاندية رجال المستقبل ليدخلوا عالم الاحباط من أوسع أبوابه، كما ان استمرار «التحرك السلحفائي» للانتقالية كردة فعل للقرار الاخير لا يبشر بالخير اطلاقا لعدة أمور، لعل من ابرزها ان النفوس لم تصف بعد رغم هطول امطار غزيرة على الديرة، فضلا عن قرب انتهاء المهلة القانونية لعمل «الانتقالية» والمحدد بنهاية مايو المقبل مما ينذر بتوقف نشاطنا لمدة عام ميلادي كامل لنعود ونلوم انفسنا وتطول التهم «فلان وعلان»، وسيترتب على ذلك غياب الكويت عن تصفيات كأس آسيا، لاسيما بعد تحقيق نسبة أكثر من رائعة بالفوز على منتخب استراليا على ارضه وبين جماهيره بهدف نظيف الى جانب الغاء نتائج فريقي الكويت والعربي في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، ومما يحز بالنفس ان الفريقين يقدمان مستوى مميزا ويتصدران مجموعتهما حتى الآن وحظوظهما في التأهل للمرحلة المقبلة جيدة.
باختصار النتائج يمكن تعويضها ولكن سمعة الكويت واستمرار مسلسل المشاكل والسعي لحلها هي الاهم لكونها تتعلق بصورة الكويت أمام العالم، وهذا يتطلب تقديم المصلحة العامة على الخاصة في جميع المحافل الرياضية وتعجيل انعقاد الجمعية العمومية غير العادية وتعديل المادة 32 وتشكيل مجلس ادارة جديد لاتحاد الكرة لتعود الصفة الشرعية لكرتنا التي دمرتها النزاعات والصراعات الشخصية.
وردا على دعوة الهيئة العامة للشباب والرياضة يوم 29 مارس الماضي للاجتماع مع اللجنة الانتقالية في 31 منه، لمناقشة تعديل النظام الاساسي للاتحاد بما يتفق مع نظم ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ارسلت اللجنة الانقالية كتابا الى الهيئة امس مذيلا بتوقيع رئيسها الشيخ احمد الفهد.
وجاء في كتاب الانتقالية الى الهيئة ان اللجنة المؤقتة للاتحاد ليست مخولة بمناقشة النظام الاساسي للاتحاد معكم وان المفوض لمناقشة النظام الاساسي سواء بالتعديل او الاضافة او التغيير او الالغاء لبعض مواد النظام الاساسي هي الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد، وبناء على ما جاء في كتاب الاتحاد الدولي في 2 مارس الماضي، فإن خارطة الطريق تستوجب قيام الحكومة بتعديل القوانين والبنود التي تتعارض مع نصوص النظام الاساسي للاتحاد والمعتمد في برامج الاتحاد وتكثيف الاهتمامات باعداد المنتخبات الوطنية لجميع المشاركات الخارجية على كل الاصعدة ومنها تصفيات كأس العالم وكأس آسيا، اضافة الى التركيز على المسابقات المحلية واعداد وتنفيذ برامج الدورات والدراسات.
وختم كتاب «الانتقالية» بالتأكيد على ارفاق تعهدات الحكومة الى اللجنة الاولمبية الدولية، بتعديل قانون الرياضة المحلي بحيث لا يتعارض مع قوانين اللجنة الاولمبية الدولية، والنظام الاساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم، وطلبت «الانتقالية» موافاتها بما تم اتخاذه في هذا الشأن.