عبدالعزيز جاسم
فرح ودموع وحسرة وسعادة وحزن، والأهم من ذلك التتويج والهبوط كل ذلك شهدته الجولة الـ20 من الدوري الممتاز لكرة القدم فاستحق القادسية ان يكون بطلا للدوري للمرة الـ12 بعد غياب 3 سنوات عن اللقب بفوزه على النصر 3-1 وليقبل هدية السالمية والتضامن اللذين اسقطا مطارديه المباشرين الكويت وكاظمة بنفس النتيجة 1-0 وليخبر الاصفر الجميع بان ختام الدوري قد انتهى منذ هذه الجولة وان الجولة الاخيرة اصبحت تحصيل حاصل وعلى باقــي الفــرق التفكير في المركزين الثاني والثالث لان الاول الذي كتب عليــه ممنــوع الاقتراب او اللمس محجوز للملكي واذا كانت افراح الاصفر قد غمرت ستاد صباح السالم فان دموع الحزن للشباب قد ملأت ستاد الصداقة والسلام بعد تعادله مع العربي 1-1 ومعرفته ان منافسه على السقوط التضامن قد حقق الفوز على كاظمة وانهى كل احلامه واسقطه الى دوري المظاليم كما اعلنت الجولة ان حامل اللقب لـ3 مرات متتالية قد ضاعت آماله بالحصول على لقب رابع ومعادلة رقم العربي بالحصول على اللقب لـ4 مرات متتالية كما ضاع منه معادلة رقم القادسية بعدد الفوز بلقب الدوري.
الأصفر كله «زين»
لم يتوقع اشد المتفائلين من عشاق القادسية ان يسير السيناريو بهذه الطريقة وكأنه قصة من روائع الاديب نجيب محفوظ يكون ختامها مفاجئا للجميع فعندما تمكن الاصفر من الفوز على النصر لم يخطر على البال ان يخسر منافسوه على اللقب بغرابة لتنتهي قصة الدوري بنهاية فرحة للملكي وتراجيدية لباقي الفرق ولم يكن الاصفر الطرف الافضل في الشوط الاول ووضع جماهير الاصفر اياديهم على قلوبهم رغم تقدمهم بهدف خلف السلامة بسبب المستوى المتواضع وتراجع اللاعبين الى منطقتهم للدفاع عن الهدف ومن خطأ رينغو بلمسه للكرة بيده تعادل النصر بأقدام كاريكا من ركلة جزاء عبرت عن حال القادسية في هذا الشوط ولكن مع بداية الشوط الثاني تغير حال الاصفر 100 درجة وظهر بأنه فريق من عالم آخر وضغط كثيرا ولاحت له عدة فرص بسبب تحرك المطوع ورينغو من الاطراف ومن خلفهم مساعد ندا ولكن الهدف لم يأت ورغم كل ذلك حافظ الاصفر على هدوئه لتأتي الضربة التي كان ينتظرها بعد طرد افضل لاعبي النصر طلال نايف ولم ينتظر الاصفر كثيرا ليسجل رينغو هدف التقدم من رأسية رائعة وبعدها بقليل يأتي هدف الامان من صالح الشيخ بتسديدة كعادة اهدافه وبعد هذا الهدف لم يرغب القادسية في التقدم بل ظل منتظرا نتائج باقي الفرق والتي جاءته في الوقت الاضافي لتعم الفرحة ارجاء الملعب في لقطة غريبة عبرت عن حال اشتياق لاعبي القادسية للفوز باللقب.
بطل ياالأبيض
رغم خسارة اللقب وضياعه في الامتار الاخيرة الا ان المسافة الماراثونية التي قطعها الكويت بسرعة كبيرة للوصول الى الصدارة كانت السبب في تراجعه في الجولات الـ3 الاخيرة فعندما يكون فريق في المركز السادس مع نهاية الجولة الـ9 ويعود من الصفر ويصل الى الصدارة ويخطفها يجب ان نرفع له القبعة بما قدم حتى هذه اللحظة وربما كانت الاصابات والايقافات وراء خسارة 8 نقاط في 3 جولات ابتداء من اصابة اسماعيل العجمي وايقاف فرج لهيب لم تحمل مباراة السالمية اخبارا سارة حيث تعرض عجب الى اصابة استبدل على اثرها في بداية المباراة كما ان وليد علي اكمل المباراة يكابر على الألم لكنها لم تسعفه في آخر 20 دقيقة ليستبدل على اثرها ولم يقصر لاعبو الابيض في اداء المباراة الا ان تكتل واستبسال لاعبي السالمية امام مرماهم حال دون تسجيلهم للاهداف ولكن يحسب على الحارس خالد الفضلي خروجه من المرمى وباقي 5 دقائق من الوقت الاضافي ليتسبب في خروج الكويت من المنافسة على اللقب بعد ان دخل الهدف في مرماه الخالي ليضيع احلام الابيض في الدقائق الـ5 الاخيرة ومعها احلام المنافسة على لقب الدوري.
البرتقالي ضيعها من البداية
كان كاظمة الفريق الاقرب الى حسم اللقب بسبب ما تبقى له من مباريات في الجولات الـ3 الاخيرة وهي مع ثلاثي المؤخرة ولكنه سقط باختبار الشباب في الجولة قبل الماضية بالتعادل سلبا وسقط بالامس امام التضامن بالخسارة 0-1 وربما يفقد المركز الثالث لصالح السالمية في حال خسارته امام النصر في الجولة الاخيرة وفوز السالمية على الشباب واضاع البرتقالي فرصة المنافسة على اللقب بأيدي لاعبيه بعد ان اضاع فيصل العدواني ركلة الجزاء في بداية المباراة والتي تسبب فيها وربما كانت كفيلة لإبقائه بالمنافسة حتى الجولة الاخيرة ولم يكن لاعبو كاظمة في يوم سعدهم وضاعف المتاعب عليهم هدف التنزاني داني لتأتي رصاصة الرحمة من نيران صديقة بطرد لاعبهم عبدالله دشتي وعلى لاعبي كاظمة نسيان لقب الدوري للوصول الى المركز الثاني الذي من المحتمل ان يرضي قليلا من طموح جماهيرهم التي كانت تمني النفس بالفوز بالدوري منذ عام 1996.
السماوي فاجأ الجميع
فاجأ السالمية الجميع بالمستوى الكبير الذي قدمه أمام الكويت بالرغم من النقص الكبير في صفوفه وقاتل لاعبوه كثيرا خصوصا في الدفاع الذي تحمل عبء المباراة على كاهله مع حارس المرمى بسبب الضغط الكبير من هجوم الابيض وتمكنوا من القفز الى المركز الرابع واعينهم تتجه الى المركز الثالث وعانى المدرب صالح زكريا كثيرا من غياب الاساسيين في آخر المباريات ووصف هذه الغيابات بالتي لم تحدث في تاريخ اي ناد حتى انه كان يضطر الى اشراك لاعبين شباب في كل مباراة لتعديل اوضاع الفريق وربما لو كان الفريق مكتمل الصفوف لكانت له كلمة اخرى في الدوري.
الأخضر «شاب» مع الشباب
لم يختلف اخضر اليوم عن الامس فهو دائما يبدع امام الكبار ويسقطهم مثل فوزه على القادسية وتعادله مع الكويت ولكنه لم يفك العقدة الشبابية هذا الموسم بعد ان خسر منه ذهابا وايابا وتعادل معه في هذه الجولة 1-1 وربما يكون الاخضر اكثر الفرق سعادة بسقوط الشباب لانه ازاح آخر فرق المنطقة العاشرة عن دربه والذين دائما يمثلون له العقدة ولم يتبق منهم اي فريق بالدوري الممتاز ولم يقدم الاخضر مستواه المعهود بل كان يتناقل الكرة في منتصف الملعب كثيرا حتى جاء الفرج بأقدام محمد جراغ قبل النهاية بـ5 دقائق لكن برازيلي الشباب توبانغو رفض الا ان يترك اثرا في قلوب العرباوية وجماهيره بان تعادل معهم من ركلة حرة متقنة في الوقت بدل الضائع.
العنابي وطرد نايف
قاتل لاعبو النصر كثيرا من اجل الخروج فائزين بمباراة القادسية او بالتعادل على اقل تقدير ولكن لم يستفد لاعبو النصر من تواضع مستوى الاصفر في الشوط الاول وخرجوا متعادلين 1-1 وفي الثاني دافعوا كثيرا من اجل الحفاظ على التعادل واتضح ذلك من خلال اصرار المدرب علي الشمري على اللعب بمهاجم واحد وهو كاريكا ولكن طرد طلال نايف اثر كثيرا على مستوى الفريق الذي لم يصمد طويلا وتلقى هدفين كانا كفيلين بخروجه خاسرا.
التضامن «أمان»
تمكن التضامن من الحصول على بطاقة البقاء والأمان بيده ولم ينتظر هدايا الفرق الاخرى وربما تكون هذه العودة القوية للتضامن لسببين وهما مزيجان من الروح القتالية والفكر الجديد للمدرب الروماني مالدوفان كما ان التعاقد مع العماني محمد مبارك في منتصف الموسم كان له اثر كبير في تحسن خط الهجوم بفضل تحركاته الايجابية ويملك التضامن عناصر شابة جيدة سيكون لها دور في المستقبل بقيادة الفريق الى المنافسة مثل حمد امان وعبدالله مشيلح ووليد صالح.
الشباب «طاح واقف»
على الرغم من سقوطه الى دوري المظاليم الا ان الشباب «طاح واقف» بسبب وقوفه ندا قويا لجميع الفرق والتي لم يخسر منها الا بفارق هدف او هدفين بل «نشف ريجهم» وكان سببا مباشرا في عدم منافسة العربي على الدوري بعد ان خطف منه 7 نقاط ولكن على الفريق ترتيب الاوراق مرة اخرى للمنافسة على باقي البطولات وربما سيعودون بسهولة الى دوري الاضواء اذا حافظوا على لاعبيهم المحليين ومحترفيهم خصوصا البرازيلي انطونيو توبانغو الذي يعد من افضل محترفي الدوري.