عبدالعزيز جاسم
انقضت جولات الدوري الممتاز بابتسامات وأفراح ملأت أرجاء حولي بعد تحول دفة الدوري من كيفان الى خزانة القادسية، وبأحزان ودموع غطت المنطقة العاشرة بسقوط الشباب الى دوري الدرجة الأولى وانحسار أضواء الممتاز عنه. هذا الموسم اختار الدرع ان يكون مكسوا بحلية صفراء بلون الذهب حيكت بأقدام لاعبي الأصفر بشعار «صنع في القادسية»، وكيف لا والقادسية يضم اغلب عناصر المنتخب الوطني. ومع هذا لم يخل ختام الممتاز من تقلبات في المراكز فلم يكف الأصفر ان خطف اللقب من الكويت بل جرده من المركز الثاني وأهداه على طبق من ذهب الى كاظمة بعد ان تعادل مع الأبيض 2-2 بهدف قاتل للبحريني «رينغو»، كما ان البرتقالي لم يفوت الفرصة وحقق فوزا صعبا على النصر 1-0 الا ان حال بقية الفرق لم يتغير بعد ان رضي السالمية والعربي بمركزيهما رابعا وخامسا وتعادلا مع الشباب والتضامن 1-1.
الأصفر من أولها بطل
منذ بداية الدوري لم يبتعد القادسية عن فرق الصدارة حتى انه لم يسقط من عرش الصدارة منذ الجولة الثالثة الا في القسم الثالث ولكن بفارق الأهداف وكان الأصفر الأفضل في البداية وكانت انطلاقته جيدة ولكنه بعد مشاركة معظم لاعبيه في «خليجي19» في عمان عاد كأنه فريق آخر ليخسر النقاط الواحدة تلو الأخرى. واثر ذلك قدم الجهازان الفني والإداري استقالتيهما قبل انطلاق القسم الثالث ولكن الادارة جددت الثقة بالجهاز الفني ليسقط الأصفر مرة أخرى ولكن هذه المرة بسبب الغيابات والاصابات وتمكن من النجاة بعد فوزه على كاظمة 3-1 بيد انه لم يعرف كيف يتفوق على العربي في المباراة التي تلتها وخسرها 0-3 وظن الجميع ان الدوري قد انتهى بالنسبة للأصفر الا انه اراد ان يثبت للجميع انه الأحق باللقب بعد تصدره لأكثر من 14 جولة ليعود ويحقق فوزين على السالمية والنصر كانا كافيين للفوز باللقب بعد سقوط منافسيه الكويت وكاظمة في شباك التعادل او الخسارة.
البرتقالي «ماعرفناله»
ظهر كاظمة بحالة غريبة فمرة نجده أفضل فريق في الدوري وأخرى نجده الأسوأ وربما يعود السبب في البداية الى المدرب البرازيلي روبيرتينيو الذي كلما غضب من فريقه يغير في التشكيلة من مباراة الى اخرى كما انه لم يعتمد على المحترفين باستثناء العماني فوزي بشير حيث كان العمانيون يونس المشيفري وسعيد الشون وهاشم صالح اصدقاء دائمين لدكة البدلاء على الرغم من ان جميعهم لاعبو منتخب ولكن يحسب لكاظمة انه منذ بداية الدوري لم يفارق رباعي الصدارة وظل ينافس حتى الجولة قبل الأخيرة التي سقط فيها بخسارته من التضامن لذلك كان من المعقول جدا ان يحرز المركز الثاني.
الأبيض بداية ونهاية كارثية
عانى الكويت كثيرا من بدايته المتعثرة التي بدأ بها الدوري والتي وضعته في المركز السادس بعد المستوى السيئ الذي ظهر به المدرب المقال الصربي ايڤانوڤيتش بعد الجولة التاسعة ولكن الأبيض عاد وبقوة ليثبت ان روح البطل وحامل اللقب 3 مرات متتالية لم تمت وذلك للخبرة التي ظهر بها المدرب الجديد الفرنسي لوران بانيد فقد حقق الكويت 8 انتصارت متتالية كانت كفيلة باهدائه الصدارة ولكن في كرة القدم لا يمكن ان نرى فريقا يمشي على خط سير واحد دون ان تواجهه العثرات، ولم يعرف لاعبو الابيض ان القدر سيخبئ لهم نهاية حزينة مثل بداية الدوري بعد ان فقد 11 نقطة في آخر 4 مباريات بخسارته من كاظمة والسالمية وتعادله مع العربي والقادسية ليصبح ثالثا.
السماوي «ما قصر»
كانت بداية السالمية رائعة على يد الروماني ميهاي ولكن مع توالي الاحداث بتغيير مجلس الادارة ورحيل ميهاي والمحترفين البلغاريين نيكولوف وبرونوزوف والبحريني محمد حسين الذي جاء بدلا منه مواطنه حسين بابا ظهرت بعض المشاكل من بعض اللاعبين الذين هاجمتهم الادارة الجديدة بقسوة وكذلك اصابة واعتذار ابرز لاعبيه وعلى رأسهم بشار عبدالله فلم يكن متاحا للمدرب الحالي صالح زكريا الا ان يعيد الحياة لبعض اللاعبين مثل ناصر العثمان وعبدالعزيز العمار ويدعمهم بعدد كبير من الشباب ويحسب له البقاء صامدا في وجه الظروف والحصول على المركز الرابع.
الأخضر حالته حالة
بدأ العربي الجولات الأولى من الدوري بداية فاترة حتى ان جماهيره أصابها اليأس من ان فريقها سيحصل على اللقب بعد جفاء دام 7 سنوات وما زاد الطين بله سقوطه المتكرر من متذيل الترتيب الشباب 3 مرات بخسارتين وتعادل كانت احدها تاريخية 4-1 حتى انه لم يحاول او يقاتل للحصول على مركز متقدم واكتفى فقط بان يوقف فرق الصدارة، ولكن ذلك لا يسمن ولا يغني من جوع، حتى ان الأخضر لم يصل لفرق الصدارة في اي مرحلة من مراحل الدوري.
العنابي كفى ووفى
لم يكن اشد المتفائلين في النصر يتوقع هذا المستوى الرائع الذي ظهر به العنابي فقد ضرب بقوة في بداية الدوري بعد ان ألحق هزيمة مرة بحامل اللقب 4-2 وكان يمشي بثبات لكنه تعرض لصدمة باعتذار المدرب علي الشمري بسبب الوعكة الصحية ليتسلم المهمة مسير العدواني الذي بدأ جيدا لكنه تعثر في نهاية القسم الثاني وبداية الثالث ليعود علي الشمري مرة اخرى ويحقق الانتصارات لكنه لم يغير شيئا في مركزه حيث بقي سادسا على مدار اكثر من جولة.
التضامن عدلها بالآخر
كان التضامن الأسوأ في بداية الدوري ولم يجمع الا 4 نقاط مع المدرب السابق راشد بديح لتسند المهمة الى ماهر الشمري الذي لم يكن موفقا ايضا وقاد الفريق من خسارة الى أخرى، لكن مع تعاقد الادارة مع المدرب الروماني مالدوفان صحح الأوضاع بالفريق وتمكن من اقتناص النقاط سواء بالتعادل او بالفوز وبالتالي كان له الفضل الأكبر في تثبيت اقدام الفريق بالدوري، كما ان تألق بعض اللاعبين في الجولات الأخيرة مثل حمد أمان والعماني محمد مبارك عاد في النهاية بالفائدة على الفريق ككل.
الشباب سقط بحسرة
رغم انه لم يجمع اكثر من 13 نقطة طوال 21 مباراة التي لعبها الا انه قدم في اغلب مبارياته اداء جيدا بفضل تواجد عدد كبير من لاعبي الخبرة الذين تعاقد معهم الفريق من باقي الأندية المحلية، كما ان المحترف البرازيلي توبانغو كانت له بصمة في كل مباراة الا ان الفريق كانت النقاط تنزف منه ولم يفطن الا اخيرا، كما كانت للمدرب الصربي غوران الذي رحل لتدريب الأزرق بصمة في قيادة الفريق، ولكن في النهاية يجب سقوط احد الفرق وكان الاختيار هو الشباب.