بلال غملوش
يترقب عشاق الكرة المستديرة الليلة النهائي الحلم بين مان يونايتد وبرشلونة، للاستمتاع بوجبة كروية دسمة تكون حسن الختام لموسم اوروبي طويل وشاق، كما انهم يترقبون بفارغ الصبر المواجهة الفريدة بين افضل موهبتين في الزمن الحالي، هما البرتغالي كريسيتانو رونالدو «ملهم الشياطين الحمر»، والارجنتيني ليونيل ميسي «ساحر البارسا»، باعتبار ان هذه المبارزة ستكشف عن هوية من سيتربع على عرش افضل لاعب في العالم لعام 2009.
ولم يكن الاسم وحده هو ما ميز رونالدو، وإنما اختلف بإصراره على الانفراد بكرته على أرض ترابية متجاهلا العمل في الزراعة التي كانت تعد أكثر ما يميز جزيرته «ماديرا». ولم يكن الاسم الذي اختاره له والده مألوفا في تلك الجزيرة البرتغالية النائية، ولكن إعجاب والده بالرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان علامة ميزته عمن حوله. وحمل رونالدو اختلافاته معه داخل الملعب ما جعل من الصعب على العين أن تخطئه، ما دفع بابرز الأندية الأوروبية للسعي خلفه قبل بلوغه 20 عاما. وكان مان يونايتد هو الفائز الاكبر، فأصبح أول برتغالي يلعب في صفوف «الشياطين الحمر».
وكان فوز رونالدو بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي للعام الثاني على التوالي دليلا على صدق التنبؤات بأنه يستطيع مقارعة أبرز نجوم هذا النادي العريق ممن ارتدوا الرقم 7. وإن كان وقتها قد بلغ عامه الـ 17 فان أداءه القوي مع سبورتينغ لشبونة وضعه تحت مجهر اكبر الأندية الأوروبية، إلا أن ناديه البرتغالي أكد أنه لن يتخلى عن نجمه الشاب. ولكن 12.24 مليون استرليني كانت كفيلة بإقناع سبورتينغ لشبونة بانتقاله إلى «الشياطين الحمر». وبات الفتي المدلل للمدرب اليكس فيرغسون الذي وصف ضم رونالدو «يعني امتلاك أخطر الأسلحة الهجومية في العالم».
وفجر رونالدو موهبته في عام 2007 وكشف عن وجهه الحقيقي ليصبح أبرز نجوم فريقه ومنقذه وقاد مان يونايتد الى لقب الدوري الانجليزي، منتزعا الآهات بسرعته وقوته وقدراته على التحكم في الكرة بقدميه وإجادته الكرات الثابتة والتسجيل بالرأس. وقدم العام الماضي موسما استثنائيا مسجلا 42 هدفا من بينها 8 اهداف في دوري ابطال اوروبا خولته الفوز بجائزة رابطة اللاعبين المحترفين للمرة الثانية على التوالي، وجائزة أفضل لاعب في العالم، وساهمت اهدافه في قيادة «الشياطين الحمر» للقب الدوري والتتويج بلقب دوري ابطال اوروبا. واستمر رونالدو في توهجه في الموسم الحالي ولعبت اهدافه الـ 26 في مختلف المسابقات، الى إبقاء «المان» رجل الدوري الانجليزي موسما ثالثا متواليا، ويطمح الليلة الى مواصلة سيطرته على القارة العجوز موسما ثانيا متتاليا، وكسب المعركة الخاصة مع ميسي.
لقد بات رونالدو يشكل محورا رئيسيا في البرنامج الانتخابي للمرشح لرئاسة ريال مدريد فلورنتينو بيريز، ولكن رونالدو المرتبط بعقد مع مان يونايتد حتى عام 2012، أعلن في ابريل الماضي أنه سعيد مع ناديه، ولن ينتقل الى النادي الملكي و«السما بيضا».