القاهرة ـ سامى عبد الفتاح
طغت مباراتا الجزائر مع مصر والكاميرون مع المغرب على باقي المباريات الجولة الثانية من المرحلة النهائية في التصفيات الافريقية المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 وكأس الأمم الافريقية 2010 بأنغولا. واستأنفت التصفيات الافريقية نشاطها أمس، بعد توقف استمر نحو 3 شهور.
وتأتي على قمة مباريات هذه الجولة من حيث الأهمية المواجهة العربية المثيرة بين المنتخبين الجزائري والمصري في بليدة، ضمن منافسات المجموعة الثالثة.
وتكتسي هذه المباراة بأهمية بالغة نظرا للحساسية المفرطة بين المنتخبات العربية بشكل عام، وهذين الفريقين بشكل خاص، منذ سنوات وبالتحديد منذ أن أطاح المنتخب المصري بآمال نظيره الجزائري في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا، وصعد على حسابه للنهائيات.
وضمت بعثة المنتخب المصري التي وصلت للجزائر امس الاول 30 عضوا بينهم 23 لاعبا بينما فضل رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر السفر إلى الجزائر أمس.
وكان في استقبال الوفد المصري رئيس الرابطة الجزائرية لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد مشرارة وأعضاء آخرون في الاتحاد.
وأشاد حسن شحاتة في تصريح للصحافيين في بهو مطار الجزائر الدولي بحسن الاستقبال الذي لقيه من الجزائريين وتمنى ألا تخرج المباراة عن إطارها الرياضي «الأخوي» وأن تكون «نظيفة».
وأكد شحاتة أن كل منتخب استعد لهذه المباراة حسب إمكانياته، متوقعا أن تكون المباراة صعبة للمنتخبين وأن الطرف الأفضل هو الذي سيفوز بها.
ذكريات صعبة
وعلى رغم الفارق الكبير بين نتائج الفريقين وإنجازاتهما في السنوات الأخيرة، حيث توج المنتخب المصري بلقب كأس الأمم الافريقية 2006 و2008، بينما فشل المنتخب الجزائري حتى في التأهل للبطولتين، تتسم مباراة الفريقين بالندية والحماس والرغبة في الثأر.. وقد أدى بالأمس منتخب مصر مرانه الأساسي على الملعب الذي ستقام عليه المباراة في مدينة بليدة، وأشاد شحاتة بالملعب وارضيته، مؤكدا انها ستساعد لاعبي مصر على الأداء بشكل جيد خلال اللقاء، الذي يسوده توتر واضح برغم جهود المسؤولين في الاتحادين المصري والجزائري لتهدئة الأجواء حتى تخرج المباراة بسلام، خاصة ان رئيسا الاتحادين المصري والجزائري زاهر وروراوة على علاقة صداقة قوية.. ولذلك فقد وضعت قوات الأمن الجزائرية اجراءات استثنائية لتأمين المباراة، قبلها وبعد، وحتى لا يقع المحظور بين الفريقين وجماهيرهما.
فالمنتخب الجزائري يسعى لتحقيق الفوز على نظيره المصري، من أجل الثأر لهزيمته أمام مصر في تصفيات كأس العالم 1990، وإضعاف فرصته في التأهل لكأس العالم 2010، وربما يكون الفوز فرصة جيدة للمنتخب الجزائري من أجل تعزيز موقفه في التصفيات أيضا وزيادة أمله في التأهل.
أما المنتخب المصري فيسعى هو الآخر للثأر، بعد أن خرج الفريق من كأس الأمم الافريقية 2004 بتونس على يدي المنتخب الجزائري بالهزيمة أمامه، في مباراة حاسمة بالدور الأول للبطولة.
وتبدو المباراة بين الفريقين مواجهة عربية بعقول وطنية، حيث يقود الفريقان مدربان وطنيان هما رابح سعدان في الجزائر وحسن شحاتة في مصر، ومن ثم فإن الفوز سيمنح صاحبه فخرا رائعا، بينما سيقع الخاسر تحت ضغوط شديدة.
واستعان الفريقان بأبرز نجومهما من المحترفين بالخارج واللاعبين في الدوري المحلي مثل كريم زياني وحسين عشيو في المنتخب الجزائري، وعمرو زكي ومحمد زيدان ومحمد أبو تريكة في المنتخب المصري.
واستهل المنتخبان مسيرتهما في هذه المرحلة من التصفيات بنتيجتين مخيبتين للآمال، حيث سقط المنتخب المصري في فخ التعادل 1-1 أمام ضيفه الزامبي، واكتفى المنتخب الجزائري بالتعادل السلبي مع مضيفه الرواندي، مما يعني أن الفرق الأربعة ستبدأ مباريات الجولة الثانية من نقطة الصفر، حيث أصبح رصيد كل منها نقطة واحدة فقط.
وفي ظل الحساسية والتوتر الذي يسيطر دائما على مباريات الفريقين، سيكون الفريق الأفضل في المباراة هو الأكثر التزاما وهدوءا.
الكاميرون ـ المغرب
وستكون مباراة المنتخبين الكاميروني والمغربي اليوم مواجهة بين جريحين يسعى كل منهما إلى تحقيق الفوز لاستعادة فرصته في المنافسة على بطاقة التأهل من هذه المجموعة إلى النهائيات.
ويسعى المنتخب الكاميروني، خلال مباراته في ياوندي إلى التخلص من آثار الاستقالة المفاجئة لمديره الفني الألماني أوتوفيستر الأسبوع الماضي.
وتدرك «أسود الكاميرون» صعوبة هذه الـمباراة في مواجهة أسود الأطلسي، لكنه يعتمد بشكل كبير على قدرات مهاجمه المتألق صامويل إيتو الذي أحرز مع فريقه برشلونة الإسباني ثلاثية تاريخية في الموسم المنقضي، ففاز بدوري وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا.
وفي نفس الوقت ستكون الهزيمة لأي من الفريقين ضربة قاسية لفرصته في استمراره ضمن دائرة المنافسة على التأهل للنهائيات.