قام رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ بزيارة مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في زيوريخ، ووقع عقدا مع رئيس «فيفا» السويسري جوزيف بلاتر لإقامة تعاون وثيق بين الاتحاد الدولي من جهة، واللجنة الأولمبية الدولية واللجنة الأولمبية الأوروبية من جهة أخرى، فيما يتعلق بالقوانين المتبعة في الاتحاد الأوروبي.
وكان روغ الذي انتخب رئيسا للجنة الأولمبية الدولية في 2001، قد شارك في منافسات سباقات اليخوت في 3 دورات أولمبية أعوام 1968 و1972 و1976، كما دافع عن ألوان منتخب بلاده في رياضة الرغبي. وقبل ذلك مارس روغ المولود في مدينة جنت، كرة القدم عندما كان شابا ولايزال من أنصار اللعبة.
وبعد أن قام بتوقيع العقد تحدث روغ إلى موقع «فيفا» في مقابلة خاصة تطرق فيها إلى خصوصية الرياضة، وأهمية التعاون بين اللجنة الأولمبية الدولية و«فيفا»، كما تطرق أيضا إلى ايامه عندما مارس كرة القدم هاويا.
لقد شاركت في مسابقات اليخوت في 3 دورات أولمبية ومثلت منتخب بلادك في الرغبي، ولكن المعلومات نادرة فيما يتعلق حول اهتمامك بكرة القدم.
مثل أي شاب في العالم، بدأت ألعب كرة القدم في الشارع شأني في ذلك شأن جميع الأطفال في ذلك الوقت. ثم لعبت في المدرسة الثانوية، ولكن الامر كان غريبا بعض الشيء لأننا كنا نركل الكرة باتجاه الجدران وترتد إلينا كما في لعبة البلياردو وكان الأمر مثيرا. بعد ذلك كنت ضمن فريق جامعة جنت، حيث لعبت في مركز الظهير الأيمن. الأمر الطريف هنا أن الظهير الأيسر في فريق الجامعة، لم يكن سوى ميشال دهوغ الذي يرأس حاليا اللجنة الطبية في اللجنةالأولمبية الدولية، وهو عضو تنفيذي فيها أيضا. بعدها، بدأت أركز اهتمامي على اليخوت والرغبي، وأنا امارس كرة القدم الآن فقط في حديقة بيتي مع أحفادي.
ما أفضل ذكرياتك في كرة القدم؟
أتذكر المكسيك 1986. أنهى منتخب بلجيكا كأس العالم في المركز الرابع، وهذا يعتبر إنجازا لبلد لا يتخطى عدد سكانه 10 ملايين نسمة، وفي عام 1980 بلغنا أيضا نهائي كأس الأمم الأوروبية. للأسف المنتخب البلجيكي حاليا لم يعد في مستواه السابق، ولكن كرة القدم مرحلية، ويمكن أن تختفي عن الأضواء لفترة 5 سنوات أو 10 سنوات، ثم تعود إلى دائرة الضوء. في كلتا الحالتين لا تزال كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في بلجيكا.
هدف اجتماعي
لطالما كانت اللجنة الأولمبية الأكثر دفاعا عن خصوصية الرياضة. هل يمكن أن تشرح لنا لماذا يجب أن تتميز الرياضة عن غيرها بنظام خاص بها؟
خلافا لما يعتقده السياسيون فإن الرياضة ليست نشاطا اقتصاديا فقط. صحيح أن الرياضة تجلب الكثير من المال ولكن المال ليس الهدف. الهدف الرئيسي للرياضة هو اجتماعي فهي طريقة لتطوير صحة وتعليم الناشئين. وهذا الدور الاجتماعي يمكن أن يكون صلبا إذا كانت الرياضة تمارس بطريقة صحيحة، وإلا فإننا نسقط في وحول قوانين السوق الحرة، وحرية مرور السلع التجارية والخدمات والتغييرات المادية. بالطبع تبقى الموارد المادية مهمة في تنفيذ المشاريع، ولكن لا يجب أن تكون الهدف النهائي. إنها وسيلة فقط.
ماذا تتوقع من المادة 165 لاتفاقية لشبونة التي تفتح الباب أمام خصوصية الرياضة؟
إنها مادة مهمة جدا. تضمين المادة في اتفاقية لشبونة هو نهاية حقبة من المعاناة في مجال الرياضة: اللجنة الأولمبية الدولية، الاتحادات الوطنية واللجان الأولمبية الوطنية. أتذكر بالتحديد قيامي بزيارة برفقة بلاتر إلى موقع 10 داونينغ ستريت، حيث حاولنا إقناع رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير بخصوصية الرياضة، وشرحنا له حاجتنا إلى تشريعات خاصة للرياضة خصوصا في الاتفاقات الدولية، وهذا ما لم يحصل في السابق. والآن نريد من هذه الاتفاقات أن تعتمد رسميا.
قبل سنتين وفي مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية اليومية، صرحت بأنك تؤيد حرية حركة العمال، ولكن مع تحديد بعض الشروط. هل يمكن أن تشرح لنا رأيك في هذا الموضوع؟
تملك الرياضة خصوصية فيما يتعلق بهويتها وما لها من تأثير اقتصادي. إذا قام أحد الأندية بضم عدد ضخم من اللاعبين الأجانب فهناك خطر على تطور مستوى الناشئين المحليين وبالتالي لن يحصل هؤلاء على فرصتهم في الفريق الأول، ويكونوا أقل إقبالا على ممارسة الرياضة. وبالتالي يجب أن نقوم بحماية مصالح هؤلاء لكي يتمكنوا في المستقبل من الحصول على فرصتهم في النادي الذي يتدربون في صفوفه.
هناك محادثات حاليا حول مسابقة كرة القدم ضمن الدورات الأولمبية. كيف ترى مكانة كرة القدم في الألعاب الأولمبية؟
تلعب كرة القدم دورا مهما في الألعاب الأولمبية وهي لعبة شعبية جدا. نعتقد بأن مستوى المنتخبات المشاركة يجب أن يكون عاليا قدر الإمكان. نحن راضون تماما على النظام الحالي المتبع في الألعاب الأولمبية حيث يشارك في المنتخبات لاعبون تحت 23 سنة مع السماح لثلاثة لاعبين كحد اقصى تخطوا هذا العمر في المشاركة أيضا ضمن منتخباتهم الأولمبية. وقد أثبت هذا النظام نجاحه حتى الآن. لهذا السبب أعتقد أننا في حاجة إلى تغييره تدريجيا وبسرعة بطيئة.
هل تعتقد أن التعاون مثمر بين «فيفا» واللجنة الأولمبية الدولية؟
نتعاون بشكل وثيق مع «فيفا» في مجالات عدة سواء كان الأمر يتعلق بالرياضة أو فيما يتعلق بما هو بين الرياضة والسياسة.
تعمل اللجنة الأولمبية مع «فيفا» على مبدأ خصوصية الرياضة وحماية الاتحادات الوطنية واللجان الأولمبية من أي تدخل حكومي لا يتماشى مع قيمنا.