بمزيج بين الصاعدين والأساسيين، بدأ برشلونة جولته في الولايات المتحدة استعدادا للموسم الجديد الذي سيدافع فيه عن ثلاثيته التاريخية، بالفوز على لوس أنجيليس غالاكسي 2-1 في المباراة التي جمعت بين الفريقين على ستاد «روز بول» في باسادينا وحضرها 94 ألف متفرج وهو اضخم حشد يحضر مباراة كرة قدم في الولايات المتحدة منذ كأس العالم 1994. وسجل بيدرو رودريغيز (11) وخيفرين سواريز (67) هدفي برشلونة، في حين سجل الانجليزي ديڤيد بيكام (45) هدف لوس انجيليس غالاكسي.
وأقيمت المباراة أمام جماهير غفيرة، وشهدت المشاركة الأولى للظهير الأيسر البرازيلي ماكسويل، المنتقل مؤخرا إلى صفوف برشلونة قادما من إنتر ميلان الإيطالي.كما عاد إلى صفوف برشلونة خلال المباراة المدافع المكسيكي رافاييل ماركيز بعد إصابة طويلة والنجم الفرنسي تييري هنري، إلى جانب الدوليين العائدين من المشاركة في بطولة كأس القارات في جنوب أفريقيا.
ومع ذلك لم تكد تظهر المؤشرات الأولى لتشكيل فريق برشلونة الذي سيخوض الموسم المقبل. فالهداف السويدي الجديد زلاتان إبراهيموفيتش غائب بسبب خضوعه لجراحة في يده اليسرى، لتحرم الجماهير من رؤية الثلاثي المرعب الجديد للمدير الفني جوسيب جوارديولا، بينما زاد خليط الصاعدين بالأساسيين من اللغز الدائر حول شكل الفريق في الموسم الجديد.
في الوقت نفسه تواصلت الفعالية التهديفية للاعبين الصاعدين، حيث سجل هدفي الفريق كل من بيدرو رودريجيز وجيفرين سواريز في الدقيقتين 11 و67، وهما من نتاج فريق الناشئين الذي لعب حتى الآن دور البطولة في مباريات النادي الكاتالوني الودية. وسجل النجم الإنجليزي ديڤيد بيكام هدف غالاكسي الوحيد في الدقيقة 45 من ضربة حرة، ما سمح له بوقف صافرات الاستهجان التي عانى منها في بداية اللقاء من نحو 94 ألف متفرج حضروا المباراة في الملعب.
وأوضح غوارديولا «كان اختبارا جيدا بالنسبة لنا. لعبنا أمام فريق كبير ترك انطباعا رائعا وأجبرنا على تقديم مباراة جيدة. لقد استعدنا الإيقاع بعد الإجازات».
وعلى خلاف غالبية الأندية الاسبانية التي خاضت مباريات الاستعداد للموسم الجديد بأفضل لاعبيها، لايزال بطل الثلاثية يعتمد على نجومه الصاعدين.
وغوارديولا الذي نشأ صغيرا بين جدران برشلونة يعرف الأهمية التي تمثلها المشاركة في مباريات مثل لقاء جالاكسي بالنسبة للاعبين الصغار. ولهذا لم يهتز له جفن وهو يجري التبديلات بين الشوطين (لم يبدأ الشوط الثاني أي لاعب أساسي) ويبقي على لغزه حول «برشلونة الجديد» مستمرا.
وتفتح قلة التعاقدات الجديدة الباب أمام الاعتقاد باحتفاظ الفريق الكاتالوني بهوية لعب مشابهة للفريق الذي حقق النجاحات العام الماضي. ومع ذلك، طرح المدير الفني الشاب في وقته فكرة التجديد الدائم وهنا يكمن اللغز: فبعيدا عن الظهور اللافت للناشئين، لايزال من الصعب استخلاص ملمح جديد في طريقة لعب الفريق. وكان أداء الدوليين العائدين متأخرين من إجازاتهم محدودا فنيا وبدنيا، سواء تشافي هرنانديز أو جيرارد بيكيه حيث قدما أداء أقل بكثير من إمكاناتهما ودون محاولة لتقديم مستوى يفوق ما يتطلبه المنافس.
لكن ما يجب إبرازه في مباراة غالاكسي هو الأداء الطيب للظهير الأيسر البرازيلي ماكسويل، المنتقل مؤخرا إلى صفوف برشلونة قادما من إنتر ميلان الإيطالي، وعودة المدافع المكسيكي رافاييل ماركيز بعد إصابة طويلة في الركبة اليمنى أبعدته ثلاثة أشهر.
ورفع غوارديولا قبل المباراة شعار «علينا جميعا أن نكون فردا واحدا»، في إشارة واضحة لما حدث من اعتزامه الدفع بالصاعدين أمام منافس أقل بكثير، بدلا من الدفع بالفريق الذي سيعتمد عليه أغلب فترات الموسم الجديد.
بدأ نجوم برشلونة في الظهور مجددا، لكن الوقت لايزال مبكرا للحديث عن التشكيل قبل واحد من أكثر المواسم إثارة في تاريخ النادي الكاتالوني. فحامل الثلاثية سيخوض صراعا على ستة ألقاب في الموسم الجديد، إلا أنه لايزال مصرا على إبقاء اللغز محيطا بتشكيل غوارديولا الجديد. وانتقلت بعثة النادي الكاتالوني بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا إلى مدينة سياتل امس، حيث يخوض الفريق في الخامس من هذا الشهر مباراته الثانية في الولايات المتحدة أمام نادي سياتل ساوندرز المحلي، وهو منافس آخر متواضع لا ينتظر الكشف عن اللغز أمامه.