حامد العمران
عذرا يا وطني.. نحن لا نستحقك.. بالفعــل لا نستحق ان ندافع عن ألوان علمك.. لا نستحق ان نضع اسمك على صدرنا.. لا نستحق ان نقاتل ونواجه منافسنا من اجل تحقيق انتصار يساهم في رفع اسمك وعلمك الى هامات السحب.
ياوطني سنعيش على الذكريات التي كانت ترفع الرأس وكنا نفخر ونتفاخر بها ولن يكون لنا حاضر ولا مستقبل وسنعيش على ماض جميل كان ابطاله جاسم يعقوب وفتحي كميل وعبدالعزيز العنبري وعبدالله البلوشي واحمد الطرابلسي وزملاءهم الذين تأهلوا الى كأس العالم لكرة القدم في اسبانيا عام 1982، وكان يصدح بأسمائهم شيخ المعلقين خالد الحربان.
سنعيش يا وطني على أمجاد «أزرق اليد» الذي تأهل الى كأس العالم سبع مرات، وكان لاعبو اليد آنذاك جنودا سلاحهم حب الوطن وشعارهم رفع رايته للأعلى لذلك حققوا الانتصار تلو الاخر، ومن منا لا يعرف ابناء عبدالقدوس والحجرف وأبناء انس وعبدالله جاسم وخالد ماجد عبدالرزاق البلوشي وابناء صيوان وعبدالله حسين وجميع زملائهم الذين كانت لهم اليد الطولى على اسيا.
وأيضا سنتذكر بطولات لاعبي الطائرة فيصل الجزاف وفوزي المعتوق وإياد الصايغ ومحمد عبدالرزاق وطلال الطويل هؤلاء العمالقة الذين رفعوا علم الكويت في الكثير من المحافل الدولية ولا نستطيع ان ننسى ابطال الرماية فهيد الديحاني وعبدالله طرقي الرشيدي وكانت كل تصويبة بسلاحهم على الاطباق تنثر الفرح بالسماء وتنزله انتصارات كحبات المطر.
يا وطني لا نستطيع ان ننسى ابطال ألعاب القوى خالد خليفة ونجم مطلق وخالد حسين ومحمد الزنكوي ووليد البخيت، فهؤلاء كانت رؤوسهم دائما مرفوعة ونظراتهم تتطلع الى الاعلى لمشاهدة علم الكويت وهو يرتفع مع عزف السلام الوطني.
يا وطني، كانت الدموع تنهمر اخلاصا وحبا ووفاء عندما نشاهد الانجازات الرياضية وكانت الدموع تشكل امواجا تحمل فوقها مراكب الانتصارات الى شواطئ الانجازات فقد كانت رياضتنا يضرب بها الامثال وكانت الشخصيات الرياضية تنبع بالحكمة واضعة مصلحة الكويت نصب اعينها نعم مصلحة الكويت فقط وليس المصالح الشخصية.
يا وطني، بالتأكيد تتذكر الشهيد فهد الاحمد الذي ضحى بدمه لأجلك وكان همه الوحيد رفع اسم الكويت وتتذكر لاعب السلة الدولي الشهيد قشيعان المطيري الذي روى تراب الارض بدمه.
يا وطني، أين رجالات الرياضة الحكماء امثال عبدالمحسن الفارس وعبدالعزيز المخلد وعلي ثنيان الغانم واحمد عبدالصمد ويوسف الشاهين.
يا وطني، ما زادنا حزنا على حزن فقداننا لعميد رؤساء الاندية الشيخ خالد اليوسف الذي كان شاهدا على اهم انجازات رياضتنا، نعم يا وطني لم يبق لنا سوى الذكريات الجميلة لأننا في الوقت الراهن لن نستطيع ان نحقق لك يا وطني ما يتمناه كل مخلص ووفي لتراب ارضك لأننا لا نستطيع ان نشارك في المحافل الدولية بسبب الصراعات والمصالح الشخصية عند البعض التي طغت على حبك يا وطني.
عذرا يا وطني، لا يمكننا ان نرى علم الكويت يرتفع فوق الساريات الدولية لأننا أجبرنا على المشاركة المحلية فقط، لقد قتلوا فينا الطموح وطمسوا التحدي وجعلونا بلا هدف وبات الرياضيون كالورود الذابلة التي تنتظر قطرة من الامل تعود بها رياضتنا الى التحدي ولكن على ما يبدو ان قطرات الأمل لن تصل الى الورود لان شدة حرارة المصالح الشخصية قد تبخر قطرات الأمل قبل ان تصل الى الورود التي بالتأكيد ستذبل ويذبل معها كل شيء جميل.
لذلك يا وطني، لابد ان نقول لك اننا لا نستحقك لأننا لم نحافظ عليك ولم نحافظ على اسمك لا نستحقك يا وطني لأنك انت الذي صنعت الاسماء وانت الذي اعطيتنا كل ما نريده وجعلت من اسمائنا شيئا كبيرا ولكن للاسف كان رد الجميل لك بإيقافك عن المشاركات الخارجية لذلك نقول لك عذرا يا وطني نحن لا نستحقك...عذرا يا وطني نحن لا نعرف معنى الوفاء...عذرا يا وطني.