وصفت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية الدولية المتخصصة في الشؤون الدولية مدينة ڤانكوڤر الكندية بأنها تتمتع بأفضل نوعية للحياة مقارنة بأي مدينة في العالم، وقامت هذه المجلة بتصنيف المدن حول العالم وفقا لمعايير معينة مثل مدى استتباب الأمن وتوافر وسائل الترفيه ومستوى الأنشطة الثقافية وسهولة وسائل المواصلات.
وحصلت هذه المدينة الميناء على 98 من النقاط الـ 100 التي حددتها دراسة المجلة، ولكن بغض النظر عن الدرجات التي حصلت عليها ڤانكوڤر فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي يجعل منها مدينة ممتازة؟ وكيف يفكر السكان المحليون في مدينتهم التي ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير المقبل؟
ويقول مانفريد شولرمان وهو ألماني يقيم في كندا مقتبسا من قول مأثور إنك تستطيع في منطقة ڤانكوڤر الكبرى أن تذهب للتزلج على الجليد في الصباح وأن تمارس هواية الإبحار في مركب بالشراع ومع ذلك يمكنك أن تعود في الوقت المناسب لتستمتع بحياة الليل.
وإلى جانب التزلج على الجليد والإبحار تشمل الأنشطة الترفيهية الأخرى التي تلقى إقبالا ممارسة رياضة الغولف وقيادة الدراجات على الجبال والتزلج على الماء وتسلق الجبال والتجديف وركوب الزوارق الطويلة وصيد الأسماك بالصنارة والغطس، وبفضل موقع ڤانكوڤر بين نهر فريزر ومضيق جورجيا الذي يربطها بالمحيط الهادي فإن هذه المدينة من الصعب التفوق عليها فيما يتعلق بالنشطة الترفيهية التي تقام في الهواء الطلق. وجاء شولرمان إلى كندا في الستينيات من القرن الماضي وأصبح رئيسا لشركة تنظم جولات يومية، ومن بين الأنشطة التي تعرضها شركته مشاهدة الحيتان والمشي وسط غابات المحمية الواقعة على الساحل وجولات في الحي الصيني.
طبيعة خلابة
ويتوجه شولرمان إلى متنزه ستانلي الذي يقع في شبه جزيرة بين الخليج الإنجليزي ومضيق بوراد، ويتكون المتنزه من 400 هكتار من الأراضي ويعد من أكبر المتنزهات في أميركا الشمالية.
ويقود طريق دائري يبلغ طوله تسعة كيلومترات راكبي الدراجات وهواة التزلج والسير على الأقدام على طول الساحل مارين بكتل صخرية للشواطئ على طول الطريق، وساعد الطقس الدافئ على اجتذاب عدد من الأشخاص الذين يريدون أن يستمتعوا بأشعة الشمس، وهم يرقدون على الرمال الرمادية اللون وينظرون صوب البحر من خلال نظاراتهم الشمسية الراقية النوع والغامقة اللون ويستندون إلى جذوع الأشجار التي غسلتها الأمواج، ومع ذلك فليس هناك ما يغري أي أحد بالنزول إلى البحر للاستحمام نظرا لبرودة الماء الشديدة.
وتعطي كمية الأشجار في المتنزه انطباعا عما كان عليه الحال الذي جذب المستوطنين للقدوم إلى هذه المنطقة منذ 150 عاما إلى جانب الذهب وجلود الحيوانات، وتصل قمم الأشجار الباسقة إلى عنان السماء مثل صواريخ خشبية، وتشمل أشجار الصنوبر التي يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 50 أو 60 مترا والتي يمكن أن يصل حجم قطرها إلى خمسة أمتار، وشجرة الشوكران التي يصل ارتفاعها إلى 70 مترا وشجرة تنوب دوجلاس التي تعد الأكبر في العالم حيث يبلغ ارتفاعها 133 مترا.
ڤانكوڤر ليست فردوسا
وليست مدينة ڤانكوڤر فردوسا كاملا لمشجعي الألعاب الرياضية ولا يبدي العديد من السكان المحليين تحمسا بالنسبة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية، ويعرب داريل زيمرمان وهو عازف ساكسفون يقوم بالعزف للمشجعين في الملاعب عن اعتقاده بأنه تم تضخيم الدعاية لهذه الدورة ولكنه يؤكد أن الغالبية من السكان يعتقدون أن الألعاب الشتوية شيء طيب لأنهم ببساطة يحبون الرياضة وأنها ستكون فرصة لتقديم ڤانكوڤر للعالم. ولدى ڤانكوڤر مشكلات اجتماعية مثل الأشخاص الذين يعيشون بلا مأوى، كما أن المدينة تعد مركزا لتجارة المخدرات غير المشروعة، وتلجأ العصابات من حين لآخر إلى تسوية حساباتها عن طريق استخدام الأسلحة النارية. وهناك مصدر آخر للنقاش وهو القرية الأوليمبية بسبب تضخم ميزانية إنشاء مباني إقامة المشاركين في الدورة، ويعتقد السكان أن نجاح الألعاب الشتوية مرهون بقضية رئيسية بالنسبة لهم وهي أن يفوز فريقهم بالمباراة النهائية لهوكي الانزلاق على فريق الولايات المتحدة، بالاضافة الى التحدي الكبير بين متصدر الترتيب الدولي لهوكي الجليد روسيا والصراع مع فنلندا وكندا البلد المستضيف للدورة للظفر بالميدالية الذهبية.