ناصر العنزي
جاء في اللغة ان اسم بشار معناه البشوش، الطلق المحيا، المفرح بالبشرى، وبشار من الفعل بشر (على وزن فعال) وهي صيغة مبالغة تعني: كثير التبشير والتبليغ للبشرى، وتتناقل كتب التاريخ اسم بشار بن برد (96 ـ 168 هـ) شاعرا هجاء، فاحشا في شعره، شديد السخرية ومات تحت سياط الخليفة العباسي المهدي بعدما اتهم في آخر حياته بالزندقة.
ولكن بشارنا الذي تعرفه الجماهير هو ايضا شاعر «كرة» يتقن القوافي ويحكم الاوزان، يهجو خصومه على طريقة جرير، ويقتحم حصونهم بسهام الفرزدق، ولد مرتين مرة في احد ايام شهر اكتوبر 1977 وكتب الطبيب مباشرة في شهادة ميلاده «لاعب» والثانية في احد ايام اكتوبر ايضا 1996 عندما سجل هدف السبق للكويت في المباراة الختامية امام قطر في كأس الخليج (13) وهو ابن التاسعة عشرة قبل ان يسجل حمد الصالح الهدف الثاني لتعود الجماهير من مسقط حاملة الكأس بيد «وبشارتهم» الجديدة بيد اخرى.
هو بشارنا جميعا وليس بشار السالمية وحده ومن ينكر اهدافه فهو جاحد، ومن ينكر مهارته كمن يقول ان السكر ملح والملح سكر، هو بشارنا الذي نحبه وان اختلفنا معه في بعض الاحيان، هو بشارنا الذي طالما انتقدناه عند الخطأ وامتدحناه عند الصواب، هو بشار كل بيت فلا يصح ان نعامل الاذكياء والمبدعين كمعاملة الاغبياء والمتكاسلين.
بشار آخر من تبقى من عناقيد الكرز وآخر من تبقى من رائحة القهوة الزكية في مرحلة التسعينيات، يذكرنا بكأسي الخليج 96 و98 ويذكرنا بأولمبياد سيدني 2000، يذكرنا بمانشيتات الشيخ أحمد الفهد الرياضي المتمرس، يذكرنا بالمدرب الجدلي ميلان ماتشالا، يذكرنا بوبران والهويدي وفواز وسكين والدوخي وبنيان واسامة والفضلي ودبشة والصقر والحسيني، يذكرنا بزملاء المهنة المتخصصين في الكرة بمهنية واطلاع.
عندما تقول وليد فيجب عليك ان تكمل وليد علي حتى يعرفه الجالسون واذا قلت نواف فقل حارس القادسية نواف الخالدي اما اذا قلت بشار فيكفيك.
بشار في السالمية، في الكويت، في القادسية، في الهلال، في العين، في ام صلال فلن يغير من نجوميته وتاريخه شيئا.