القاهرة ـ سامي عبد الفتاح و وكالات
يسعى المنتخب المصري حامل اللقب الى تأكيد فوزه الكبير على نيجيريا 3-1 وبلوغ الدور ربع النهائي عندما يلاقي موزمبيق اليوم في بنغيلا في الجولة الثانية من المجموعة الثالثة.في المقابل، تأمل نيجيريا في تعويض سقوطها المذل أمام الفراعنة عندما تواجه بنين اليوم أيضا.
وتتجه أنظار كل المصريين في التاسعة والنصف من مساء اليوم بالتوقيت المحلي صوب ستاد «داغراشا» بمدينة بانغيلا الانغولية، لمتابعة المواجهة المرتقبة التي سيخوضها الفراعنة أمام موزمبيق وهو اللقاء الذي يسعى خلاله الفراعنة لتأكيد الصدارة والتأهل للدور ربع النهائي تمهيدا لاستكمال مشوار الاحتفاظ باللقب الأفريقي للمرة الثالثة على التوالي.
وقد وضع الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة حسن شحاتة في أولويات خطته للمباراة بشكل عام ان يخوض اللقاء بطريقة هجومية مع التأمين والحذر الدفاعي والضغط على الفريق المنافس منذ الوهلة الاولى عند انقطاع الكرة، وهذا الفكر تحديدا كان المحور الأساسي بتدريبات المنتخب الأخيرة في بانغيلا والتي سبقت المباراة بأيام. كما اتفق شحاتة ومعاونوه بالجهاز الفني على وضع أكثر من خطة لهذه المباراة، خاصة انها تعتبر من المباريات الفاصلة، ولكن لن يفصح شحاتة كعادته عن أي معالم لهذه الخطط، وقد اطمأن الجهاز الفني على مستوى جميع اللاعبين خلال التدريبات التي أجراها الفريق في انغولا.. وكان شحاتة قد اجتمع باللاعبين قبل المران الختامي الذي أجراه الفريق بالأمس وشدد عليهم بعدم الانسياق وراء النغمة التي تؤكد ضعف المستوى الفني عند الفريق المنافس، ووصفه بأنه منتخب هزيل لا يمتلك مقومات الفوز أو تقديم أي شيء يذكر أمام الفراعنة، مؤكدا لهم ان كرة القدم لعبة بطبيعتها تعمر بالمفاجآت، مستشهدا بالفوز الأخير الذي حققه منتخب الغابون الخارج الحسابات على الكاميرون المرشح للفوز بالبطولة، وبالطبع لم ينس شحاتة الاستدلال بفوز مالاوي على الجزائر بثلاثية نظيفة، وشدد شحاتة أيضا على لاعبيه بضرورة غلق ملف الجولة الاولى التي خاضها الفريق أمام نيجيريا والتي انتهت بفوز الفراعنة «3/1»، مؤكدا للجميع ان المنتخب المصري جاء الى انغولا من اجل الفوز باللقب والاحتفاظ بلقب بطل القارة السمراء، وليس من اجل التمثيل المشرف، وان الفريق الذي يلعب من اجل اللقب يجب عليه ان يخوض جميع لقاءاته سواء كانت قوية أو ضعيفة على الفوز فقط، ولا شيء سوى الفوز، لذلك يجب ان يضع الجميع في حساباتهم ان منتخب موزمبيق ليس سهلا، كما طالب شحاتة لاعبيه بضرورة التركيز في اللقاء وعدم التفكير في الفوز بنتيجة كبيرة، وانما عليهم فقط التركيز في تحقيق الفوز اولا، وترك أمر الزيادة التهديفية الى ما بعد تحقيق الفوز والاطمئنان عليه، نظرا لعدم الحاجة الى تلك الزيادة بقدر الحاجة الى تحقيق الفوز بالمباراة.
وفي نهاية محاضرته شدد شحاتة على لاعبيه بضرورة استغلال كل الفرص التهديفية التي ستتاح لهم باللقاء، مؤكدا لهم ان التفريط في أي نقطة من نقاط اللقاء سيكون معناه الوحيد هو الخروج من الحالة المعنوية المرتفعة التي وصل اليها الجميع حاليا، والعودة الى دوامة العقد النفسية التي ستؤدي حتما الى الخروج من المنافسة والتنازل عن اللقب للمنتخبات الأخرى المشاركة في البطولة، وسيتعرض الشعب المصري لصدمة كيرة وجديدة في هذا الجيل الذهبي.
ومن المنتظر ان يخوض منتخب مصر لقاء اليوم بنفس تشكيل مباراته السابقة أمام نيجيريا باستثناء بعض التعديلات الطفيفة في طريقة اللعب وبعض المراكز بالفريق.. فلا خلاف على عصام الحضري في حراسة المرمى ومن أمامه الثلاثي هاني سعيد ووائل جمعة ومحمود فتح الله، بينما قد يدفع شحاتة في هذا اللقاء باحمد المحمدي كظهير ايمن منذ البداية على ان يلعب أحمد فتحي كلاعب ارتكاز الى جوار حسني عبد ربه أو حسام غالي مع احمد حسن، أما الجهة اليسري فهي بلا شك من نصيب سيد معوض.. وفي الهجوم الثنائي المتألق عماد متعب ومحمد زيدان، وبلاشك سيكون للوافد الدولي الجديد محمد ناجي (جدو) دورا في المباراة، الا ان شحاتة مازال يعتقد ان الاحتفاظ به كورقة رابحة على دكة البدلاء بجانب محمود عبد الرازق (شيكابالا) واحمد عيد عبد الملك واحمد رؤوف وسيد حمدي أفضل من الدفع بأي منهم من بداية اللقاءات.. وبهذا يتضح ان المدير الفني للفراعنة سيخوض المباراة بطريقة «3/5/2» تتحول الى «3/4/1/2» في حالة السيطرة على مجريات الامور داخل الملعب وتعزيز الهجوم المكثف على الفريق المنافس.
في المقابل اكد مدرب المنتخب الموزمبيقي مارت نوي انه جاهز لمواجهة بطل أفريقيا في ثانية مواجهات فريقه بالبطولة الأفريقية، مشيرا الى انه كان ينتظر تلك المواجهة طويلا، واعد لها الحسابات الفنية الخاصة بها، مؤكدا ان فريقه قادر على تقديم عرض قوي أمام الفراعنة، موضحا انه وضع خطة محكمة ستجعل فريقه المسيطر الوحيد على مجريات المباراة، ويعتمد مارت نوي على مجموعة كبيرة من اللاعبين المتميزين والذين يمتلكون فنيات ومهارات عالية وخبرة لا بأس بها بالمنافسات الأفريقية، ويأتى في مقدمتهم حارس المرمى رافائيل كابانجو المحترف بنادي الترسانة المصري، وجونيور سيماو المحترف بنادي باناثيانكوس اليوناني وميكسير المحترف بنادي سبورتنج لشبونة البرتغالي وبايتو المحترف بسيون السويسري وزين الدين جونيور وكارلوس جونسالفيس وميرو لوبو ومحمد حاجي وتيكوتيكو وزي لويس ودانيتي باراكو وجينتو بيلا.
عودة النسور
وفي المباراة الثانية، تدرك نيجيريا، احد الممثلين الستة للقارة السمراء في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، ان اي تعثر سيبخر امالها في التاهل الى الدور الثاني وخصوصا مدربها شعيبو امودو الذي بات مستقبله مع النسور الممتازة على كف عفريت ورهين نتيجة مباراة اليوم أمام بنين.ووجه الاتحاد النيجيري إنذارا اخيرا لامودو وطالبه بضرورة تحقيق الفوز على بنين أو ترك منصبه الى مساعده دانيال اموكاتشي لمواصلة المشوار مع المنتخب حتى نهاية البطولة. وعلى الرغم من قيادته نيجيريا الى النهائيات العالمية فان امودو واجه انتقادات كثيرة بخصوص خططه التكتيكية واختياراته للتشكيلة وجاءت الخسارة المذلة أمام مصر لتشعل فتيل الانتقادات وتطالب بالاستعجال في إقالته.
وكان امودو قاد نيجيريا الى مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا، بيد ان فشله في تأهيل منتخب بلاده الى المباراة النهائية للكأس القارية في مالي أطاح برأسه وترك مكانه الى اديبوي اونيغبيندي الذي تسلم المهمة في العرس العالمي. واعلن كبار المسؤولين عن الرياضة النيجيرية انهم توصلوا الى اتفاق مع مدرب موزمبيق الهولندي نوي لتسلم مهمة تدريب المنتخب النيجيري بعد كأس الأمم الأفريقية بيد ان الاتحاد النيجيري للعبة اكد ثقته في مدربه المحلي امودو.
وتبدو حظوظ نيجيريا كبيرة للتغلب على بنين، وقال قائدها جوزيف يوبو «جميع المباريات صعبة وتحديدا مواجهة بنين لانها تاتي عقب خسارتنا المؤلمة أمام مصر. نحن مستاؤون من الخسارة ونعرف جيدا ضرورة الرد بسرعة لتفادي الخروج المبكر من البطولة. لا يوجد اي احد سعيد بالنتيجة التي حققناها أمام مصر ونحن مصممون على رد الاعتبار أمام بنين».
وتخوض نيجيريا المباراة في غياب لاعب وسط فولام الإنجليزي ديكسون اتوهو الذي تعرض الى اصابة في ركبته أمام مصر، في حين سيعود مهاجم فولفسبورغ الالماني اوبافيمي مارتينز اليوم الى بنغيلا بعدما سافر الاربعاء الى لندن للمثول أمام المحكمة في دعوى بخصوص خلاف مع وكيل أعماله.
والتقى المنتخبان النيجيري والبنيني 4 مرات حتى الآن في المسابقات الرسمية وكان الفوز حليف نيجيريا بينها مرتان في نهائيات كأس الأمم الأفريقية (2-1 في صفاقس عام 2004، و2-0 في سيكوندي عام 2008)، ومرتان في تصفيات كأس أمم أفريقيا 1992 (1-0 في كوتونو و3-0 في لاغوس). وأكد نجم بنين مهاجم متز الفرنسي رزاق اوموتويوسي الذي ولد في لاغوس، ان هدفه هو «التسجيل في مرمى نيجيريا وقيادة بنين الى فوزها الأول في تاريخ مشاركتها في العرس القاري».
أنغولا تنعش آمالها ببلوغ ربع النهائي بالفوز على مالاوي
انعشت انغولا المضيفة امالها بتكرار انجازها في النسخة الاخيرة عندما بلغت الدور ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخها، وذلك بفوزها على مالاوي 2-0 اول من امس على ملعب 11 نوفمبر في لواندا وامام نحو 50 الف متفرج يتقدمهم الرئيس الانغولي جوزيه ادواردو دوس سانتوس في ختام الجولة الثانية من منافسات المجموعة الاولى. وسجل فلافيو امادو (48) ومانوشو (53) الهدفين. وكانت الجزائر تغلبت على مالي 1-0 ضمن المجموعة ذاتها.
وفرضت انغولا المنطق بفوزها على مالاوي وتفادت فخ الاخيرة التي كانت فجرت مفاجأة من العيار الثقيل بفوزها الساحق على الجزائر 3-0 في المباراة الافتتاحية. وواصلت انغولا عروضها الهجومية الرائعة وضغطت طيلة مجريات المباراة وسجلت هدفين رائعين وحافظت على نظافة شباكها عكس مباراتها الاولى امام مالي عندما تقدمت برباعية نظيفة قبل ان تستقبل شباكها 4 اهداف في 16 دقيقة فقط. وانتزعت انغولا صدارة المجموعة برصيد 4 نقاط وباتت بحاجة الى التعادل فقط في مباراتها الاخيرة في الدور الاول امام الجزائر الاثنين المقبل لبلوغ الدور ربع النهائي، في حين تراجعت مالاوي الى المركز الثاني بعدما تجمد رصيدها عند 3 نقاط بفارق الاهداف امام الجزائر. وقد يكفي مالاوي التعادل امام مالي لبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخها شرط تعادل انغولا مع الجزائر. وهو الفوز الثالث لانغولا على مالاوي في 6 مباريات جمعت بينهما حتى الان مقابل خسارتين وتعادل واحد.
واجرى مدرب انغولا البرتغالي مانويل جوزيه تبديلا واحدا بسبب اصابة اديريتو ديدي كارفاليو واشرك مكانه كامبوس دجالما، وحذا حذوه مدرب مالاوي كيناه فيري باشراكه فيكتور نييرندا مكان راسل موافوليروا.
وضغطت انغولا منذ البداية على مالاوي وكادت تفتتح التسجيل في الدقيقة السابعة عندما مرر فلافيو امادو كرة عرضية الى مانوتشو المتوغل داخل المنطقة فسددها على الطائر تصدى لها الحارس المالاوي سواديك سانودي على دفعتين.واضطر جوزيه الى تبديل جيلبرتو الذي تعرض الى الاصابة واشرك الكسندر جاموانا مكانه (35).وكادت مالاوي تفاجئ انغولا بهدف رائع اثر هجمة منسقة قادها المدافع الايسر موزيس تشافولا الذي توغل من الجهة اليسرى ومرر كرة عرضية تابعها بيتر وادابوا بكعب قدمه من مسافة قريبة بيد ان الحارس كارلوش فرنانديش تصدى لها ببراعة (41).
وتابعت انغولا ضغطها في الشوط الثاني ونجحت في افتتاح التسجيل عندما مرر دجالما كرة عرضية تابعها فلافيو برأسه على يسار الحارس سانودي (48). وهو الهدف الثالث لفلافيو في البطولة بعد ثنائية في مرمى مالي في المباراة الاولى فانفرد بصدارة لائحة الهدافين بفارق هدف واحد امام لاعب وسط مالي سيدو كيتا.
وأضاف مانوتشو الهدف الثاني مستغلا خطأ القائد والمدافع بيتر مبوندا في ابعاد الكرة فخطفها منه وتوغل داخل المنطقة منفردا بالحارس سانودي قبل ان يسددها بيسراه قوية داخل الشباك (53). وهو الهدف الثاني لمانوتشو بعد الاول في مرمى مالي. وتلقت انغولا ضربة موجعة بإصابة هدافها فلافيو بشد عضلي في فخذه الايمن فترك مكانه لمانويل بدرو مانتوراس (63). وواصلت انغولا سيطرتها وكادت تعزز غلتها في اكثر من مناسبة عبر تسديدات قوية لمانتوراس (70) ومانوتشو (75).
فلافيو: سنهزم الجزائر رغم أن التعادل يكفينا
أكد مهاجم أنغولا أمادو فلافيو أن فريقه يسعى للفوز على الجزائر في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولى، على الرغم من أن التعادل يكفي لتأهل فريق الظبيان السوداء إلى الدور التالي. وقال فلافيو: «التعادل مع الجزائر يكفينا لضمان التأهل، لكننا سنسعى للفوز، كما فعلنا في مباراة اليوم».
وأوضح هداف البطولة حتى الآن برصيد 3 أهداف أنه لم يتم معاينة الإصابة التي تعرض لها خلال المباراة، لكن مشاركته في مباراة الجزائر مؤكدة. وتعرض فلافيو لإصابة في الدقيقة 63 خرج على إثرها مستبدلا باللاعب بيدرو مانويل توريس (مانتوراس).
جوزيه: حققنا الأهم وينتظرنا المهم
أكد مدرب أنغولا البرتغالي مانويل جوزيه ان فريقه حقق الأهم بالفوز على مالاوي 2 ـ 0، مشيرا الى ان «المهم ينتظرنا في المباراة الاخيرة أمام الجزائر». وقال جوزيه في مؤتمر صحافي عقب المباراة «حققنا الأهم بالفوز على مالاوي لأننا عوضنا سقوطنا في فخ التعادل أمام مالي 4 ـ 4 في الجولة الاولى، لكن المهم ينتظرنا أمام الجزائر لأننا نسعى الى الفوز والتأهل الى ربع النهائي وضمان صدارة المجموعة للبقاء في لواندا حيث نحظى بمساندة 50 ألف متفرج، مع احترامي للمنتخب الجزائري الذي يملك فريقا قويا نجح في الفوز على مالي التي تعادلنا معها». وأوضح جوزيه «حققنا فوزا سهلا على مالاوي التي لم تقلقنا طيلة المباراة، لكننا دفعنا الثمن غاليا لان صفوفنا تعرضت لإصابات كثيرة» في إشارة الى فلافيو وزويلا وجيلبرتو، مضيفا «اذا أردت ان تحرز اللقب فعليك المخاطرة وهو ما قمنا به، أتمنى ان يتعافى اللاعبون للمشاركة في المباراة الحاسمة أمام الجزائر».
سعدان: التغلب على مالي أبلغ رد على منتقدينا
أكد المدير الفني للمنتخب الجزائري رابح سعدان أن الفوز على مالي بهدف نظيف يمثل أحسن رد على كل الانتقادات التي طالت الفريق قبل وبعد انطلاق البطولة، وقال سعدان ان منتخب بلاده أدى مباراة جيدة وكان أفضل من منافسه من كل النواحي خاصة في الشوط الثاني «في المرحلة الثانية من المباراة كنا أفضل بكثير من منافسنا من الناحية البدنية وهو أحسن رد على أولئك الذين انتقدونا بسبب اختيارنا جنوب فرنسا لإجراء المعسكر الإعدادي الذي سبق انطلاق البطولة».
منصوري: الفوز أكد أننا فريق قوي
أكد قائد المنتخب الجزائري يزيد منصوري أن الفوز على مالي هو تأكيد على أن الجزائريين لديهم فريق محترم وقوي تمكن بسرعة من محو الخسارة المفاجئة من مالاوي في المباراة الأولى. وأوضح منصوري في تصريحات بعد نهاية المباراة أن المباراة أمام مالي أظهرت الوجه الحقيقي للمنتخب الجزائري الذي كان حاضرا تكتيكيا وفنيا وبدنيا وان الخسارة من مالاوي أصبحت جزءا من الماضي. وعن المباراة المقبلة أمام انغولا يوم الاثنين المقبل في ختام الجولة الأولى من مباريات المجموعة الأول قال منصوري انه وزملاءه سيخوضونها بكل جدية وقوة من اجل الفوز بها، مضيفا انه إذا تحقق التعادل فالأمر لن يكون سيئا، وركز منصوري على ضرورة استرجاع اللاعبين لإمكانياتهم البدنية.