من مقومات نجاح مسابقة الدوري العام «الاحترافية» المهنية والفنية والإدارية، فلا يمكن ان تتفوق في عملك إن لم تتقن واجباتك، لا أعني ان نكون كحال الاتحاد الانجليزي في دقة مواعيده وانضباط جداوله، فنحن مازلنا هواة ومحو أمية في عالم الاحتراف الشاسع، ولكن من غير المعقول، بل من المستحيل، ان ننهض بحال دورينا وفرقنا تلعب على ملاعب غير صالحة للعب، اسألوا اللاعبين عن أرضيات الملاعب التي تعوق من إظهار إمكانياتهم، ثم تعالوا نتساءل: ما تكلفة إصلاح أرضيات الملاعب في كل أنديتنا؟ لا شيء، فإذا كانت الهيئة العامة للشباب والرياضة التي تنادي دائما بأنها المسؤولة عن الأندية وعلى هذا الأساس أقدمت على حل 10 أندية، لا تستطيع حل هذه المشكلة، فالأولى بنا أن نتجه صوب الاتحاد الآسيوي لمساعدتنا ومعاملتنا معاملة الدول الفقيرة لزرع ملاعبنا وإصلاحها، ونقول حقيقة للفرق المتنافسة «كثر الله خيركم» على ما تقدمونه حتى الآن. والأمر الآخر الذي من شأنه إثراء المسابقة ونجاحها هو الاستقرار على جدول «محبوك» لا تلمسه أيادي التغيير بين فترة وأخرى، ونلاحظ كثرة التعديل وتداخل المسابقات وتغيير مواعيد المباريات، ما يصيب الفرق بالإرباك والانزعاج، وإذا أردنا أن ننهض بالمستوى الفني لدورينا فعلينا ان نستقدم محترفين على مستوى عال من الإجادة، لا كما يحدث الآن من تعاقدات مع لاعبين كأنهم يمارسون الكرة لأول مرة، انظروا الى محترفي العربي والسالمية وكاظمة، قبل ان يطلب المدرب ايلي بلاتشي الاستغناء عنهم وتعويضهم بآخرين، نعم لدينا القدرة على إنجاح مسابقاتنا والنهوض بكرتنا، فنحن نملك المادة التي تساهم في تحقيق النجاح، لكن لا نعرف أبدا كيف نتصرف بها، لدينا إداريون ولاعبون وإعلاميون على درجة عالية من الكفاءة، لكنهم مكبلون بقيود المحسوبية والبيروقراطية، لدينا جماهير مولعة بالرياضة تملأ ملاعبنا القديمة في حين نرى ملاعب رائعة في قطر الشقيقة تخلو من الجماهير.
لي رأي في بطولة كأس أمم افريقيا، حتما لن يعجب الكثيرين وهو انها بطولة تتفوق فيها العضلات على العقل، مثلما يقول عادل إمام لسعيد صالح في مدرسة المشاغبين أنا «المخ» وانت العضلات، ولا أراني أتابع مبارياتها بشغف سوى المباريات التي يكون طرفها مصر او الجزائر او تونس او المغرب الغائبة، فحتى منتخبات الكاميرون وساحل العاج وغانا ومالي لا أراها تلعب الكرة الصحيحة «المنقاة» من الشوائب، أضف الى ان نجوم هذه الفرق يفضلون فرقهم العالمية مثل تشلسي وبرشلونة واشبيلية وإنتر ميلان على حساب منتخباتهم، ثم أكثر ما يبعث على الاستغراب الى حد الإضحاك أخطاء حراس المرمى، ويبدو ان حارس المرمى الذي لا يهدي هدفا للخصم يخشى ان يصفوه بالرجل البخيل!