أقامت قطر أهم احتفال في تاريخها بعد حصولها على شرف استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 اثر وصول أعضاء الوفد المكلف بالملف، حيث جرى استقبال شعبي حافل، وضم الوفد رئيس لجنة ملف قطر 2022 الشيخ محمد بن حمد آل ثاني وأعضاء اللجنة إلى الدوحة قادمين من زيوريخ.
وباتت قطر أول دولة عربية وشرق أوسطية تحظى بهذا الشرف بعد ان تفوقت على الولايات المتحدة بواقع 14 صوتا مقابل 8 أصوات.
ورئيس اللجنة هو نجل أمير قطر، والذي لفت الأنظار قبل 4 أعوام حين أضاء على صهوة جواده شعلة دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة «اسياد الدوحة 2006».
وأعلنت أكثر من شركة قطرية توفير حافلات لنقل الجماهير القطرية ومرافقة فريق لجنة الملف لدى عودته والقيام بمسيرات فرح على كورنيش الدوحة، ومن المتوقع ان تقل حافلة مفتوحة أفراد اللجنة كما يحصل مع المنتخبات التي تفوز بكأس العالم وتعود إلى بلدانها للاحتفال باللقب.
وعمت الاحتفالات شوارع قطر أمس حيث احتشد آلاف من القطريين والمقيمين لمتابعة مجريات التصويت على شاشات عملاقة، وشهد شارع الكورنيش الرئيسي مسيرات سيارة استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل.
وخرجت الصحف القطرية تهلل لليوم التاريخي، فكتبت «الراية» عن لسان أمير قطر »قطر ستشرف كل العرب»، مضيفة انه «يوم تاريخي لبلادنا بالفوز باستضافة كأس العالم 2022»، وكتبت في عنوان آخر «المونديال في قطر بكل عز وفخر».
أما «الشرق» فعنونت «الأمير: انجاز المونديال لكافة الدول العربية وفريق الشيخ محمد بن حمد بذل جهدا كبيرا»، مضيفة «قطر تفوقت على أميركا بـ 14 صوتا مقابل 8 أصوات في الدور النهائي»، في حين عنونت الوطن «فرحة القطريين.. فرحة لكل العرب».
وفاقت الوصف فرحة أمير قطر وزوجته ورئيس لجنة الملف وسائر أعضاء اللجنة في القاعة التي أعلن فيها رئيس الـ «فيفا» السويسري جوزيف بلاتر نتيجة التصويت في زيوريخ.
أسباب النجاح
وتكمن أسباب كثيرة وراء انجاز قطر وفوزها باستضافة مونديال 2022، لكن يبقى أهمها اهتمام قل نظيره لأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، والقدرة الاقتصادية الهائلة لهذه الدولة الصغيرة الغنية بالغاز والنفط، وأيضا تراكم الخبرات بعد تنظيم العشرات من الدورات الرياضية النوعية في العقدين الماضيين.
وابهر ملف قطر الجميع لما تضمنه من عناصر شملت جميع التفاصيل من ناحية المواصلات والبنية التحتية واستخدام التقنيات الفنية لتبريد الملاعب، والتخلي عن 170 ألف كرسي في مختلف الملاعب التي تستضيف المباريات بعد انتهاء البطولة ومنحها إلى البلدان النامية.
والملاعب التي تضمنها الملف صديقة للبيئة بفضل استخدام التكنولوجيا المتطورة التي جعلت نسبة الانبعاث الكربوني صفرا، وهذه الملاعب لا تبتعد عن بعضها البعض سوى ساعة واحدة وهو ما يسهل تنقل الجماهير التي ستحضر كأس العالم وإمكان حضورها لمباراتين في يوم واحد.