أدلى رئيس اتحاد الكرة ورئيس اتحاد العاب غرب آسيا الشيخ طلال الفهد بدلوه مهنئا ومشيدا باستضافة قطر لمونديال 2022 وقال: ادخلت قطر، الدولة الصغيرة في المساحة الكبيرة برجالاتها، العرب في عصر من التحديات في السنوات القليلة الماضية، فمنذ تولي صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (حفظه الله) سدة الحكم والقفزات العملاقة تتوالى، مثل دورة الألعاب الآسيوية «الدوحة 2006»، وبطولات عالمية اخرى في العديد من الالعاب، ثم جاء فوزها بشرف تنظيم كأس العالم 2022 ترجمة لإرادة أمة بأكملها (الأمة الإسلامية والعربية) عانت في العصر الحديث من ويلات الاستعمار والأزمات السياسية والفقر والإرهاب، حتى أصبحت الصورة النمطية لمنطقة الشرق الأوسط في مخيلة الشعوب الأخرى لا تتعدى: «الصحراء.الجمل.الإرهاب.التعصب».
اليوم وبفضل سياسة «ابو مشعل»، اصبحت المعجزة حقيقة ملموسة، وسيتحدث ابناء المنطقة من اليوم حتى موعد افتتاح البطولة عن القيم الكبيرة والمعاني السامية التي ادخلها القطريون في قلوب ابناء المنطقة العربية، باستضافة حدث استثنائي، كان الغرب يستكثرون مجرد مشاركتنا فيه حتى وقت قريب.
استضافة المونديال كان حلم امة، ولذلك السبب حبس القطريون والعرب والمسلمون الانفاس قبل لحظات قليلة من الإعلان الرسمي، وجاء الخبر السار راسما الابتسامة على كل محيّا، وان مثل هذا الانجاز جدير بالاحترام والتقدير والإعجاب، ومن شانه ان يسهم بشكل او بآخر في تحسين صورة المنطقة العربية، والتأكيد على ان منطقة عرفت بحضارات وديانات أضاءت للإنسانية طريقها على مر العصور، ليست عاجزة عن تنظيم حدث رياضي بمستوى كأس العالم 2022.
هذه الطفرة في المنشآت والبنى التحتية التي شهدتها قطر في السنوات القليلة الماضية، تلازمت مع برامج مكثفة ركزت على عنصر التنمية البشرية، وهو ما يفسر وجود قيادات رياضية واقتصادية واعلامية وسياسية شابة في الدوحة، تكاد تحطم الارقام القياسية العالمية من حيث معدل اعمارهم. ولن يكون العام 2022 ببعيد كما يتخيل البعض، فشباب اليوم سيكونون قادة الغد، ونحن على يقين بان الاشقاء في قطر يدركون ذلك، كما انهم يدركون ان قدرات كل شباب المنطقة وخاصة في منطقة الخليج العربي هي رهن اشارتهم.
علينا ان ندرك ان كأس العالم لن تكون حصرا على قطر وحدها، فدول المنطقة ستكون مناخا لجميع المنتخبات المشاركة وجماهيرها ورعاتها، وستعم الفائدة على الجميع، ويكفي ان نتخيل ان البرازيل ربما ستعسكر في دمشق، والارجنتين في الكويت، والمانيا في المنامة، وفرنسا في مسقط، وإنجلترا في ابوظبي.. ربما نشاهد البرتغال وهولندا في بغداد.. تخيلوا تلك الاجواء التي تسبق انطلاق مونديال 2022، وقتئذ ستعرفون قدر الخدمة الجليلة التي قدمتها قطر لهذه المنطقة.
ولعل ما ميز العرض القطري، تلك الخدمات الاستثنائية التي تعهد بها الملف، مثل بناء ملاعب في شتى انحاء العالم «بعد المونديال»، وهو امر يؤكد صدق نوايا وعزيمة هذه الدولة في خلق ابعاد جديدة للاستضافة تتعدى جوانب تنظيم مجموعة من المباريات على مدار 30 يوما وبعدها ينتهي كل شيء.. فـ «مونديال 2022» بالنسبة للقطريين ليس مجرد استعراض للعضلات والقدرات، وانما «مشاركة انسانية» تسهم في نشر اللعبة وتطويرها في الدول العاجزة عن القيام باعباء كهذه، وهذه قيمة لا تقدر بثمن في عالم يسير نحو الغاء الحدود والفوارق تحت عنوان «العولمة».
ونقولها بكل صدق: فوز «هَل العَليا» انتصار لنا جميعا.