لا نختلف كثيرا على ان مواجهات الدور الاول، لم تكن بالمستوى العالي الذي كان مأمولا، بل كان هناك استياء شديد من الرياضيين المتابعين لهذه المباريات لافتقارها الى المستوى العالي المميز، وقلة الاهداف، والفرص الضائعة والفتور والادوار الدفاعية حتى للمهاجمين، لكن مواجهات الدور الثاني والادوار التي تليها حتما ستكون مختلفة وذلك لاسباب عديدة انها مواجهات الدخول او الخروج من الباب الضيق او الواسع جدا.
دور الـ 16 بدا انه مميز من ناحية ظهور التكتيك العالي المستوى للفرق، والانضباط التكتيكي ودور اللاعبين المميزين داخل الملعب وخبرة المدربين وفكرهم العالي ومايخفونه من مفاجآت لخصومهم. وقدمت المانيا نموذجا مميزا لفنون التكتيك والمهارات وبرزت مواجهات البرازيل مع تشيلي واسبانيا مع البرتغال. ونتناول البرازيل وتشيلي بإسهاب حيث لا يختلف الجميع على ان البرازيل تستقطب المناصرين بقيادة المدرب كارلوس دونغا، رغم اختلافه مع الكثيرين على اختيار تشكيلته لعدم ضمه الكسندر باتو ورونالدينيو وادريانو معتمدا على اسلوب الاداء الجماعي.
تغيرت البرازيل كثيرا عما كانت عليه من منح المتعة فقط والاعتماد على مهارات اللاعبين الفردية بصورة كبيرة وهي حلول مفيدة جدا، وابرز هؤلاء مايكون وكاكا وروبينيو ولويس فابيانو، كما يعتمد دونغا على تأمين وسط الملعب باكثر من لاعب، جيلبيرتو سيلفا وفيليبي ميلو لتغطية الخط الدفاعي بصورة فعالة، حتى اننا لانشاهد السحر البرازيلي السابق بل نرى حاليا اداء جماعيا مدروسا بعناية، يحسب له الجماعية والسهولة في الاداء مع التحوط للهجمات المرتدة السريعة التي تربك خط دفاع الخصوم وتجعل التسجيل سهلا.
اما تشيلي فتمتاز باداء قوي مع الصرامة والالتزام التكتيكي بصورة كبيرة والجماعية، وهو فريق صبور على الفوز ولا يجازف كثيرا، اعتمد على المرتدة السريعة المتقنة بتعاون كبير بين اللاعبين، وخسر المنتخب التشيلي امام اسبانيا 1-2، بعد ان قدم شوطا اول جيدا او بداية مباراة قوية.حيث تملك تشيلي فريقا جيدا ومدربا ممتازا هو الارجنتيني مارسيلو بييلسا.فايهما افضل الجماعية ام الفردية والنجومية؟ الاجابة تميل الى الاداء الجماعي...واسألوا ميسي.
صالح العصفور