خطف اللاعب الشاب توماس مولر الأضواء من الجميع بتسجيل هدفين أكد بهما فوز المنتخب الألماني على نظيره الانجليزي 1 ـ 4 في دور الستة عشر.
ولكن السعادة لم تبتعد كثيرا عن النجم الألماني المخضرم ميروسلاف كلوزه زميل مولر في بايرن ميونيخ وفي صفوف المنتخب الألماني.
وكان كلوزه هو صاحب الهدف الأول للمنتخب الألماني في المباراة ليكون الهدف الـ 50 له في المباريات الدولية التي خاضها مع الفريق، كما عادل بهذا الهدف رصيد أسطورة البرازيل بيليه من الأهداف في بطولات كأس العالم حيث سجل كل منهما 12 هدفا.
وبدأ كلوزه (32 عاما) مسيرته في بطولات كأس العالم قبل ثماني سنوات وبالتحديد من خلال مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
وسجل اللاعب 3 أهداف لفريقه في المباراة التي حقق فيها الفوز على المنتخب السعودي 8 ـ 0 بالإضافة إلى هدفين آخرين في البطولة ثم تصدر قائمة هدافي مونديال 2006 بألمانيا برصيد 5 أهداف.
ورغم سجله الرائع، طرح العديد من علامات الاستفهام بشأن مستواه قبل بداية البطولة الحالية حيث قضى كلوزه معظم فترات الموسم الماضي على مقاعد البدلاء بفريق بايرن ميونيخ، بينما خطف الكرواتي إيفيكا أوليتش والهولندي آريين روبن والشاب مولر كل الأضواء من خلال تألقهم في صفوف بايرن الذي توج بثنائية الدوري والكأس في ألمانيا.
وقبل بداية مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، اشتعل الجدل في ألمانيا بشأن أحقية كلوزه في الانضمام للمنتخب الألماني.
ولكن يواكيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني، أكد مرارا أنه مازال على ثقته في كلوزه وإمكانياته العالية.
وقال كلوزه: «ليس هناك سر كبير. من المهم للغاية أن يثق بك المدرب.. «ثقة المدرب» القوة التي تدفعني للتألق عندما يتطلب الأمر. أعرف إمكانياتي. من المهم أن تثق بنفسك».
ورغم ذلك، كان كلوزه نموذجا للمتناقضات في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا حيث سجل هدفا في المباراة الأولى للفريق التي فاز فيها 4 ـ 0 على أستراليا وطرد اللاعب في المباراة الثانية بسبب عرقلة غير ضرورية في وسط الملعب وانتهت المباراة بهزيمة فريقه 0 ـ 1 وغاب عن المباراة الثالثة للفريق بسبب الإيقاف وفاز فيها الفريق 1 ـ 0 على غانا.
ومع عودته إلى صفوف الفريق يوم الأحد الماضي من خلال المباراة أمام إنجلترا في الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة، أزعج كلوزه الدفاع الانجليزي كثيرا وترجم هذا الإزعاج إلى الهدف الأول لفريقه.
ثالث أفضل هداف
وأصبح كلوزه حاليا ثالث أفضل هداف في تاريخ المنتخب الألماني بعد جيرد مولر (68 هدفا) ويواخيم ستريتش نجم ألمانيا الشرقية (55 هدفا).
وكان الهدف الذي سجله في شباك إنجلترا هو الثاني عشر له في بطولات كأس العالم ليحتل المركز الرابع في قائمة أفضل هدافي البطولة على مدار تاريخها خلف البرازيلي رونالدو (15 هدفا) وجيرد مولر (14 هدفا) والفرنسي جوست فونتين (13 هدفا).
وقال كلوزه: «إنه أمر رائع للاعب كرة قدم أن يحقق هذا الإنجاز. ولكن من المهم أن يكون لديك فريق يساندك. لا تسجل الأهداف إذا لم تحصل على الكرة من خط الوسط أو من التمريرات».
كما بدا كلوزه متواضعا فيما يتعلق بالتغاضي عن وجوده ومنح شارة قائد الفريق إلى زميله المدافع فيليب لام الأصغر منه سنا، وذلك بسبب غياب قائد الفريق مايكل بالاك عن صفوف المنتخب الألماني في هذه البطولة للإصابة.
وقال كلوزه إن لام يؤدي مهمة رائعة، كما أشاد تماما باللاعب الشاب توماس مولر هداف الفريق في البطولة حتى الآن برصيد 3 أهداف.
وأعرب كلوزه عن سعادته بمولر وأمله في أن يستمر بهذا المستوى.
وقال كلوزه: «ستشهد الفترة المقبلة تراجع مستوى البعض ولكنني لست قلقا على توماس مولر. لم يصل بعد إلى المرحلة التي يبدأ فيها التفكير في ذلك».
ورغم بلوغه الـ 32 من عمره، يؤكد كلوزه قائلا انني «لم أنته بعد» ويرى أن بإمكانه تقديم بداية جيدة مع بايرن في بداية الموسم المقبل. ولكن سيكون الاختبار المقبل له في مواجهة المنتخب الأرجنتيني عندما يلتقي الفريقان يوم السبت المقبل في دور الـ 8 للمونديال الحالي، علما أن المنتخب الأرجنتيني يسعى للثأر من نظيره الألماني بعد الهزيمة التي مني بها أمام الفريق بضربات الترجيح 4 ـ 2 في دور الثمانية أيضا بمونديال 2006 في ألمانيا. وانتهت المباراة بينهما في المونديال الماضي بالتعادل 1 ـ 1 حيث كان الهدف الألماني بتوقيع كلوزه، تحديدا، وذلك في الوقت الأصلي للمباراة.
وقال كلوزه: «سمعنا أنهم (المنتخب الأرجنتيني) يريدون الثأر لهزيمة 2006. المنتخب الأرجنتيني أفضل على الورق ولكن الوضع كان كذلك أمام المنتخب الانجليزي. المباراة تحسم على أرض الملعب». ويتوقع كلوزه ان يكون ضمن التشكيل الأساسي في المباراة أمام الأرجنتين علما انها ستكوم المباراة الدولية رقم 100 له مع الفريق.