بلغت هولندا الدور نصف النهائي للمرة الاولى منذ 12 عاما عندما قلبت تخلفها امام البرازيل الى فوز 2-1 أمس على ملعب «نيسلون مانديلا باي» في بورت اليزابيث ضمن الدور ربع النهائي.
وتدين هولندا بفوزها الى لاعب وسط انتر ميلان الايطالي ويسلي سنايدر الذي كان وراء الهدفين: الاول عندما مرر كرة عرضية تابعها فيليبو ميلو بالخطأ في مرماه (53)، والثاني من كرة رأسية من مسافة قريبة (68)، بعدما كانت البرازيل سباقة الى التهديف عبر روبينيو في الدقيقة العاشرة.
وثأرت هولندا لخسارتها امام البرازيل في دور الاربعة لمونديال 1998 عندما سقطت بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي، وردت الصاع صاعين للبرازيل التي اخرجتها من ربع نهائي مونديال 1994 عندما فاز «سيليساو» ايضا 3-2 في طريقه للفوز باللقب على حساب ايطاليا.
وهو الفوز الثاني لهولندا على البرازيل في العرس العالمي بعد الاول في الدور الثاني لمونديال 1974، كما انه الفوز الخامس على التوالي للمنتخب الهولندي في البطولة، وبات الطريق ممهدا امامه بشكل كبير نحو المباراة النهائية الثالثة في تاريخه بعد عامي 1974 و1978، لان خصمه في الدور المقبل الاوروغواي او غانا اللتان تلتقيان مساء على ملعب «سوكر سيتي» في جوهانسبورغ. ويقام الدور نصف النهائي الثلاثاء المقبل في كيب تاون.
وحافظت هولندا على سجلها الخالي من الهزائم للمباراة الرابعة والعشرين على التوالي (رقم قياسي محلي)، بدأتها بالفوز على مقدونيا في 10 سبتمبر 2008، علما بان هزيمتها الاخيرة تعود الى 6 سبتمبر 2008 عندما خسرت امام استراليا 1-2، وقد حقق رجال المدرب بيرت فان مارفييك 19 فوزا في هذه السلسلة مقابل 5 تعادلات. وعوضت هولندا خيبة امل مشاركتها في مونديال 2006 ومواجهتها الدموية مع البرتغال، واخفاق كأس اوروبا 2008.
وكان المنتخب البرازيلي حامل الرقم القياسي في عدد الالقاب في المونديال (5) في طريقه الى حجز بطاقته الى دور الاربعة عندما تقدم بهدف روبينيو في الشوط الاول وسنحت امامه فرص عدة لتعزيز الغلة لكنه فشل في ترجمتها فدفع الثمن في الشوط الثاني امام الاصرار الكبير للمنتخب البرتقالي في العودة في نتيجة المباراة حيث نجح في مسعاه وعقد مهمة «سيليساو» بعد طرد فيليبو ميلو في الدقيقة 68 حيث لم ينفع ضغط رجال كارلوس دونغا لتفادي الخروج المبكر على غرار النسخة الاخيرة في المانيا عندما ودع المنتخب البرازيلي من الدور ربع النهائي على يد فرنسا 0-1. وهي المرة الرابعة التي تفشل فيها البرازيل في بلوغ دور الاربعة بعد اعوام 1954و1986 و2006.
وشهدت بداية المباراة صراعا قويا بين لاعبي المنتخبين وكثرت التدخلات القوية من الطرفين فغابت المحاولات الهجومية على الرغم من الاندفاع الهولندي نحو الهجوم، لكن البرازيليين كانوا اخطر في الهجمات المرتدة فافتتحوا التسجيل مبكرا عبر روبينيو، لكنه الغي بداعي التسلل قبل ان ينجح في المرة الثانية وبعد دقيقتين فقط من هز الشباك مستغلا سوء تمركز المدافعين الهولنديين.وكان بإمكان البرازيل تعزيز الغلة في اكثر من محاولة فيما حصلت هولندا على فرصتين فقط دون ان تتمكن من ادراك التعادل.واندفعت هولندا بقوة في الشوط الثاني واستغلت توتر اعصاب البرازيليين لاقتناص هدفين مع بطاقة حمراء ونجحت في الحفاظ على تقدمها حتى النهاية.
ومنح روبينيو التقدم للبرازيل عندما تلقى كرة من دانيال الفيش بيد ان الحكم الغاه بداعي التسلل (8). ونجح روبينيو في هز الشباك بعد دقيقتين مستغلا كرة بينية من فيليبيو ميلو من منتصف الملعب فتابعها بيمناه من حافة المنطقة داخل مرمى الحارس مارتن ستيكيلينبرغ (10) مسجلا هدفه الثاني في البطولة.ونجحت هولندا في ادراك التعادل عندما مرر سنايدر كرة عرضية من الجهة اليسرى اخطأ الحارس جوليو سيزار في ابعادها بعد مضايقة من زميله ميلو الذي تابعها برأسه داخل المرمى (53).وتقدمت هولندا للمرة الاولى من ركلة ركنية حرة لعبها روبن باتجاه كاوت الذي هيأها لسنايدر فتابعها من مسافة قريبة داخل المرمى (68). وهو الهدف الثالث لسنايدر في البطولة. وتلقت البرازيل ضربة موجعة بطرد ميلو اثر اعتدائه على روبن بدون كرة (73).