تابع مهاجم برشلونة الجديد دافيد فيا تألقه وقاد منتخب بلاده اسبانيا بطل اوروبا الى الدور نصف النهائي بتسجيله هدف الفوز في مرمى پاراغواي 1-صفر على ملعب «ايليس بارك» في جوهانسبرغ في الدور ربع النهائي.
وسجل فيا هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 83 رافعا رصيده الى 5 أهداف في النسخة الحالية منفردا بصدارة لائحة الهدافين و8 في النهائيات والـ 43 مع المنتخب ليصبح على بعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم راوول غونزاليز.
وكان فيا قاد اسبانيا الى ربع النهائي بتسجيله هدف الفوز في مرمى البرتغال، علما بانه سجل 5 أهداف من الستة التي وقعها منتخب بلاده في العرس العالمي في القارة السمراء.وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها منتخب «لا فوريا روخا» الدور نصف النهائي منذ 1950 (كان يعتمد حينها نظام المجموعة في دور الأربعة الاخير) عندما تعادل مع الاوروغواي (2-2) وخسر أمام السويد (1-3) وتلقى هزيمة ثقيلة امام البرازيل (1-6.)
وتلتقي اسبانيا في الدور نصف النهائي الأربعاء المقبل في دوربن مع المانيا التي سحقت الارجنتين برباعية نظيفة، وحصل اللاعب الاسباني أندريس إنييستا من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على جائزة رجل المباراة (أفضل لاعب). وقدم إنييستا عرضا جيدا خلال المباراة وكان له دور بارز في هدف الفوز الذي سجله دافيد فيا.
وبرغم فوز المنتخب الأسباني، لم يقتنع حارس المرمى إيكر كاسياس بأداء فريقه في هذه المباراة.
وقال كاسياس «لم نلعب بشكل جيد، لم تسنح لنا الكثير من الفرص، وساندنا الحظ في الهدف بعض الشيء نحو تحقيق الفوز».
وأشاد كاسياس بالمنتخب الألماني الذي يلتقي مع منتخب بلاده في الدور قبل النهائي «لديهم فريق رائع، ربما الأفضل في كأس العالم، لقد أسقطوا بعض الفرق الكبرى المتمثلة في إنجلترا والأرجنتين، بنتيجة 1-4 و4-0، أتوقع مباراة كبيرة».
من جهته قال فيسنتي دل بوسكي المدير الفني لأسبانيا إنه لا يخشى ألمانيا، التي سحقت الأرجنتين بأربعة أهداف نظيفة.
وأوضح دل بوسكي «لا يوجد سبب للخوف من ألمانيا، لدينا فريق حقيقي، يبذل اللاعبون أقصى ما بوسعهم».
تعافي بويول
أكد دل بوسكي أن كارلوس بويول لا يعيش خطر الغياب أمام ألمانيا يوم الأربعاء المقبل في ديربان برغم استبداله.وكشف دل بوسكي، لقد تم استبدال بويول قبل ست دقائق من المباراة بعد أن اشتكى من عدم وضوح الرؤية لديه.وأوضح دل بوسكي «لقد فقد الرؤية للحظات ولكنه شعر بتحسن بعد جلوسه على مقاعد البدلاء لذا اعتقد أنه لن يواجه أي مشكلة في اللحاق بالمباراة المقبلة».
وأكد جيراردو مارتينو المدير الفني لمنتخب پاراغواي أنه يتوقع اعتذارا من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد إلغاء هدف صحيح سجله فريقه خلال الهزيمة أمام أسبانيا.
وسجل نيلسون فالديز هدفا لپاراغواي في الدقيقة 41 في المباراة ولكن حامل الراية الهندوراسي كارلوس باسترانا رفع رايته محتسبا تسللا خاطئا.
وقال مارتينو في إشارة إلى اعتذار السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا للمكسيك وإنجلترا بعد أن سقطا ضحايا للقرارات الخاطئة للحكام في دور الستة عشر «سنشعر بتحسن إذا اعتذر الفيفا وكل شيء سيصبح على مايرام».وأضاف «سأقول شكرا لفيفا للاعتذار لنا».
وأكد مارتينو الذي شعر بخيبة أمل رغم قيادته پاراغواي إلى دور الثمانية للمونديال للمرة الأولى في تاريخها «لم نكن محظوظين، لم تكن ليلتنا».
وقال «صناعة التاريخ كانت تعتمد على محاولة البقاء هناك في الأسبوع الأخر من كأس العالم.. ولكن بدلا من ذلك صعدت اسبانيا إلى المربع الذهبي، أعتقد أننا كان بإمكاننا أن نكون هناك أيضا».
دموع كاردوزو تشابه جيان
انهمر مزيد من الدموع بشكل موحش في كأس العالم عندما سار مهاجم پاراغواي أوسكار كاردوزو على نفس درب المهاجم الغاني أسامواه جيان وأهدر ضربة جزاء في المباراة أمام اسبانيا وظهرت علامات الذهول على كاردوزو مهاجم بنفيكا في نهاية المباراة، لمعرفته بأن ضربة الجزاء التي أهدرها في الشوط الثاني ربما كانت ستغير نهاية مصير بلاده في رحلة كأس العالم. ومثلما فعل جيان كان بإمكان كاردوزو أن يسجل إنجازا تاريخيا في عالم الساحرة المستديرة لبلاده، التي لم يسبق وأن صعدت إلى دور الثمانية فما بالك بالمربع الذهبي.
وعلى ملعب سوكر سيتي يوم الجمعة الماضي، أهدر جيان، الذي سجل هدفين من ركلتي جزاء في هذا المونديال، ضربة جزاء في الثانية الأخيرة من الوقت الإضافي للمباراة أمام أوروغواي، ليقتل حلم غانا في العبور إلى المربع الذهبي.
واكتفى كاردوزو بمشاهدة ديفيد فيا يخطف هدف الفوز لاسبانيا قبل 7 دقائق على النهاية محرزا خامس أهدافه في البطولة، وعندما أطلق الحكم كارلوس باتريس من غواتيمالا صافرة نهاية المباراة انهمرت دموع كاردوزو ( 27 عاما).
وحاول زملاؤه احتواءه أثناء سيره شاردا في منتصف الملعب، بعد أن خلع قميصه فوق رأسه ووضعه في فمه.
صحف پاراغواي فخورة
افتخرت صحف پاراغواي بأداء منتخب بلادها واعتبرت ان «پاراغواي فارقت الحياة وهي واقفة» متحسرة على الهدف الذي ألغاه الحكم لمهاجمها نلسون فالديز.
وكتبت صحيفة «أ ب ث» اليومية في موقعها على شبكة الانترنت: «قلوبنا كانت كالصخر. خسرت الپاراغواي أمام اسبانيا بأصغر الفوارق وأقصيت من المونديال. حرمت «ألبيروخا» من هدف صحيح (لنلسون فالديز في الدقيقة 40) وضاعت ركلة جزاء لأوسكار كاردوزو. قدمت پاراغواي كل شيء وتوفيت وهي واقفة».
وسألت صحيفة «أولتيما أورا»: «هــــل ســرقوا لنا الهدف؟ تم الغاؤه عن طريق الخطأ». وقدرت الصحيفة ان: «قلب پاراغواي منقسم: لم يستحقوا الخسارة، لكنهم أبطال».
شلالات فرح بإسبانيا وحزن في پاراغواي
تفجرت مشاعر الفرحة في اسبانيا بعد إطلاق الحكم صافرة النهاية، واحتفلت الدولة بأكملها بحقيقة أن المنتخب الاسباني تأهل أخيرا إلى المربع الذهبي للمونديال، للمرة الأولى في التاريخ.
وذكرت محطة «كادينا كوب» الإذاعية «لقد تخطينا أخيرا لعنة دور الثمانية». وشاهد ما لا يقل عن 20 مليون مواطن اسباني، نحو نصف العدد الإجمالي للسكان، المباراة المتوترة أمام پاراغواي عبر شاشات التلفاز، وفضل أغلبهم متابعة الملحمة الكروية في تجمعات من البشر في حفلات في الأماكن المفتوحة على شرف المونديال.
فيما أكدت صديقته ماريا انخيليس، أن أفضل لاعبي اسبانيا كان الحارس إيكر كاسياس لتصديه لضربة جزاء، وديفيد فيا لتسجيله هدفا.
وتزامنت الفرحة الاسبانية الطاغية مع مشاعر خيبة الأمل بالنسبة لجالية پاراغواي في إسبانيا.
وهناك عدد قليل من المطاعم الپاراغوانية في مدريد، وأقام كل منها حفلا لمشاهدة المباراة المنتظرة في كأس العالم.
وفي أحد هذه المطاعم قال النادل الپاراغوياني الفونسو الذي يعيش في أسبانيا منذ 12 عاما، «أولادنا بذلوا قصارى جهدهم، لقد صارعوا على كل كرة، ليس بإمكاننا أن نطلب منهم ما هو أكثر».
وعد الرئيس لم يتحقق
لن يضطر رئيس پاراغواي، فيرناندو لوغو للقفز داخل حمام السباحة ورأسه إلى أسفل كما وعد حال تأهل منتخب بلاده للدور نصف النهائي.
وربما يتعين على لوغو الآن إخراج ملابسه من حقيبة السفر التي أعدها للسفر إلى جنوب أفريقيا حال صعود منتخب بلاده.
وكان الحماس شديدا لدرجة أن رئيس پاراغواي كان يحضر المناسبات الرسمية مرتديا فانلة المنتخب.
وتغيـــر الوضـــــع تماما حيث سيطر الحزن والدموع على الكثير من سكان پاراغواي البالغ عددهم 6.4 ملايين نسمة.