وارنر يؤكد أن بلاتر هو من قام برشوة اتحادات الكونكاكاف
الصيني جانغ جي لونغ سيصبح رئيساً للاتحاد الآسيوي بالوكالة طوال فترة التحقيق مع بن همامقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جوزيف بلاتر ان كأس العالم 2022 ستقام بقطر، نافيا ما أثير عن وجود مخالفات في الملف القطري لاستضافة المونديال، قائلا: لم نتسلم أي أدلة عن أي مخالفات ضد أي مسؤول في «فيفا»، وبطولة 2022 لن تتأثر أبدا. وأكد بلاتر ان «فيفا» لن يقوم بإجراء أي تحقيق بشأن الملف القطري لعدم وجود أدلة بهذا الشأن وذلك على الرغم من الادعاءات التي ساقتها صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، وقيام لجنة تحقيق بريطانية برلمانية بالتحقيق في القضية.
وقال في مؤتمر صحافي عقده امس في زيوريخ «كانت اللجنة التنفيذية سعيدة بتلقي اداعاءات لورد تريسمان. بيد انه تبين لنا عدم وجود خيوط لفتح التحقيق بهذا الصدد».
واضاف بلاتر «كما ان اللجنة التنفيذية سعيدة ايضا لأنها لم تتلق اي اثباتات من صحيفة صنداي تايمز بشأن أعضاء آخرين في اللجنة التنفيذية. الملف القطري فارغ من اي تهمة، ولن يتم المساس بكأس العالم 2022.
واعتبر ان الفضائح الاخيرة التي شهدها «فيفا» ألحقت أذى كبيرا بهذه المؤسسة وشوهت سمعتها رافضا ان يصف الأمر بالأزمة. مضيفا ان انسحاب بن همام من السباق الرئاسي لا يعني انه يجب علينا تأجيل عملية الانتخاب. ونفى تعرض «فيفا» لأزمة لكنه اعترف بوجود مشكلات محددة سيقوم الاتحاد بحلها داخليا رافضا أي اتهامات له بالتورط في دفع رشى أو انه على دراية بأي من تلك المحاولات. ورفض بلاتر الإجابة عن سؤال يتعلق بما روجه عضو اللجنة التنفيذية الموقوف مؤقتا جاك وارنر بوجود مراسلات بينهما حول محاولات رشى، مشيرا الى ان السكرتير العام للاتحاد يمكن ان يجيب عن هذا السؤال.
وأكد انه لن يعلق على قرار لجنة القيم التابعة للاتحاد بشأن تعليق عضوية عضوي اللجنة التنفيذية للاتحاد محمد بن همام وجاك وارنر بصفة مؤقتة لحين البت في الاتهامات الموجهة اليهما بالضلوع في رشى.
من جانبها نفت لجنة ملف قطر 2022 أي ادعاءات تتعلق بفوزها بشرف تنظيم كأس العالم 2022.
وأصدرت اللجنة بيانا رسميا مقتضبا جاء فيه «ننفي نفيا قاطعا القيام بأي شيء خاطئ فيما يتعلق بملف كأس العالم 2022». وأضافت «نطالب فيفا وبشكل عاجل بتوضيحات حول تصريحات الأمين العام للاتحاد الدولي في هذا الصدد». وختم البيان «نحن في صدد اتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة».
وكان رئيس اتحاد الكونكاكاف جاك وارنر كشف رسالة وجهها اليه أمين عام فيفا جيروم فالكه تتعلق بانتخابات رئاسة فيفا بين الرئيس الحالي جوزيف بلاتر والقطري محمد بن همام وتضمنت اتهام فالكه لقطر بشراء كأس العالم 2022.
من جهته نفى فالكه، في بيان له امس، أنه قال إن قطر «اشترت» حق استضافة كأس العالم 2022، مشيرا الى ان القدرات المالية للدولة الخليجية ساعدتها على حشد التأييد لعرضها.
وقال مشيرا الى رسالة بالبريد الالكتروني ارسلها الى جاك وارنر نائب رئيس «فيفا» واستخدم فيها عبارة «اشترت» كأس العالم «ما اردت أن اقوله عندما اشرت الى نهائيات كأس العالم 2022 في هذه الرسالة الالكترونية هو أن العرض الفائز استخدم قوته المالية لحشد الدعم». واضاف فالكه «كانت قطر مرشحة تملك ميزانية مهمة جدا واستخدمتها للترويج بقوة لعرضها في جميع انحاء العالم بكفاءة عالية جدا»، وتابع «لم اكن احاول او اعتزم الاشارة الى اي شراء للاصوات أو سلوك مماثل غير اخلاقي». ومضى قائلا «اود أيضا توضيح انه، وكما قلت بالأمس، لا يوجد تحقيق يجريه الفيفا بشأن اختيار البلد المضيف لكأس العالم 2022».
ونفى فالكه أيضا أنه اثر على لجنة القيم وقال «هذا غير صحيح على الاطلاق».
من جانب آخر صرح المدير العام السابق للاتحاد الآسيوي بيتر فيليبان أن الصيني جانغ جي لونغ سيصبح الرئيس الجديد بالوكالة للاتحاد طوال فترة التحقيق مع بن همام.
وارنر يهاجم بلاتر وفالكه
الى ذلك، هاجم رئيس اتحاد الكونكاكاف الترينيدادي جاك وارنر الذي اوقفته لجنة الاخلاق شهرا حتى استكمال التحقيق في قضية غش اتهم بها، رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر وامين عام «فيفا» جيروم فالكه.
وجاء في بيان رسمي وزعه وارنر «اولا اريد ان انفي انني قمت بأي تصريح خلال اجتماعات اتحادات الكونكاكاف التي جرت في بورت اوف سباين (ترينيداد وتوباغو) فيما يتعلق بهدايا قدمت من بن همام الى هذه الاتحادات».
واضاف «من جهة اخرى وخلال مؤتمر الكونكاكاف الذي عقد في ميامي في 3 ابريل قام بلاتر بتقديم هدية قيمتها مليون دولار الى الاتحادات للتصرف بها كما تشاء».
واوضح «اثارت هذه الخطوة اعتراض رئيس الاتحاد الاوروبي ميشال بلاتيني الذي كان موجودا في ميامي وانتقد هذه الخطوة وتطرق الى الموضوع مع فالكه، مؤكدا له ان بلاتر لا يحق له التصرف بهذا الامر من دون العودة الى اللجنة المالية، لكن الاخير قال لبلاتيني سنقوم بتأمين المبلغ لبلاتر». واوضح وارنر ان بلاتر قام ايضا بمنح هدايا على شاكلة «حواسيب وعوارض فيديو» الى جميع اتحادات الكونكاكاف في العاشر من مايو وهو التاريخ الذي صادف اجتماع الكونكاكاف مع بن همام.
واعرب عن شكه في سير التحقيق الذي اجرته لجنة الاخلاق وقال «سئلت خلال الاستماع عما اذا كان تنظيم اجتماع ضم عدة اتحادات من الكونكاكاف عملا مسموحا به، فكان جوابي بان بلاتر اجتمع بـ 37 اتحادا في جنوب افريقيا قبل اسبوعين من دون اعتراض احد.
على اي حال، فانها امور روتينية في الاتحاد الدولي ان تقام اجتماعات مماثلة قبل اي عملية انتخابية». وتابع «طلبت من لجنة الاخلاق اعلامي بالعقوبات المحتملة المفروضة علي قبل ساعة من اعلانها لكن احدا لم يتصل بي قبل ان ابلغ ذلك من قبل المؤتمر الصحافي». وكشف «لقد تقدمت بتقريرين الى لجنة الاخلاق التي لم تزودني بنسخ عن التهم الموجهة الي قبل جلسة الاستماع، قبل ان تتلو علي التهم خلال الجلسة، كما ان التقريرين اللذين قدمتهما لم يتم ترجمتهما الى احد اعضاء اللجنة وهو من الاوروغواي ولا يجيد اللغة الانجليزية، فكيف يمكن له ان يحكم؟».
وتابع «القرارات التي اتخذت بحقي وبحق بن همام جائرة وظالمة وتؤكد انحياز التحقيق». واضاف وارنر في البيان «يوم 18 الجاري شعرت بأن المعركة السياسية بين بلاتر وبن همام خرجت عن السيطرة فارسلت كتابا الى امين عام «فيفا» جيروم فالكه وقلت له ان نتيجة الانتخابات قد تشهد انقساما في العالم العربي لا نستطيع تداركه، واريد ان اطلب من بن همام الانسحاب من السباق».
وتابع وارنر كاشفا عن الرسالة التي رد بها فالكه على كتابه وجاء فيها حرفيا «بالنسبة الى محمد بن همام، لا ادري لماذا ترشح لخوض الانتخابات.
هل فعلا يدرك ان لديه الحظوظ او انها طريقة لأنه لم يعد يرغب في بقاء جوزيف بلاتر. اما انه يعتقد بانه يستطيع شراء «فيفا» كما اشترى كأس العالم.
بن همام يستأنف قرار إيقافه ويعتبره غير عادل
قرر رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام استئناف قرار وقفه عن العمل الرياضي، حسب بيان رسمي صادر عن مكتبه الإعلامي أمس. وجاء في البيان «يرفض محمد بن همام القرار الصادر من قبل لجنة الأخلاق وهو يطالب بشكل عاجل بالنظر في الاستئناف يوم الثلاثاء (اليوم) والعودة عن قرار وقفه مؤقتا قبل مؤتمر الاتحاد الدولي المقرر غدا الأربعاء».
واضاف البيان «هناك العديد من الأسئلة الأخرى: ما هي النقاشات التي تمت بين مختلف اعضاء لجنة الأخلاق وكيف توصلت هذه اللجنة الى قراراتها؟ هناك العديد من الأسئلة الأخرى التي يجب الاجابة عنها واعتماد اكبر قدر من الشفافية».
وقال بن همام «الطريقة التي تمت بها الاجراءات لا تمت بصلة الى مبادئ العدالة.
لقد تمت معاقبتي قبل ان توجه التهمة اليّ. لدي شعور بأن نتائج التحقيق تم الاتفاق عليها قبل بداية جلسة الاستماع وكان الأمر واضحا جدا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد مساء الأحد حيث اظهر امين عام فيفا جيروم فالكه تحيزه الفاضح».
واضاف بن همام «هذا الأمر ليس مقبولا على الإطلاق لأنه من المفترض ان تكون لجنة الأخلاق هيئة مستقلة وبالتالي أتوقع ان تخضع التحقيقات المقبلة للتأثير والتلاعب». وأكد بن همام ان قرار لجنة الاخلاق التابعة للاتحاد الدولي القاضي بوقفه بشكل مؤقت غير عادل وغير مفهوم.
ورأى بن همام انه من الصعوبة بمكان ان يفهم كيف انه على الرغم من عدم اتهامه بأي شيء يتم توقيفه. وقال بيان صادر عن مكتب بن همام الاعلامي «لقد تم استدعائي للمثول امام لجنة الاخلاق لوجود اثباتات قوية ضدي بحسب وجهة نظر امين عام الاتحاد الدولي، بيد ان لجنة الاخلاق لم تجد الاثباتات كافية لتوجيه التهمة الي، وكان حريا باللجنة ان تمنحني حسن النية، لكنها في المقابل قررت وقفي عن ممارسة جميع النشاطات الرياضية».
واضاف «كان لدي شعور ان لجنة الاخلاق هي لجنة مستقلة تماما، لكن خلال المؤتمر الصحافي الذي شاهدناه، بدا واضحا ان الامين العام هو الذي يؤثر على قرارات هذه اللجنة».
واضاف البيان «قام امين عام «فيفا» جيروم فالكه بالتعليق على قرارات لجنة الاخلاق وقدم براهين جديدة ضد محمد بن همام.
«الأولمبية الدولية» تتحاشى الفساد
في الــوقت الــذي تعصف فيه فضحية الرشوة بالاتحــاد الــدولي لــكرة القدم، وقبل انتخاب رئيسه المقبل، يبقى رئيس اللجنة الاولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ هادئا قبل اختيار المدينة المنظمة لاولمبياد عام 2018، وعيا منه بأنه قام بكل ما هو ضروري لتجنب المحاولات المشبوهة لاغراء أعضاء لجنته.
وقال روغ بمرارة بعد ما لاحظ بـ «حزن» ما يجري في اروقة الاتحاد الدولي «لا يمكننا على الاطلاق الجزم بأن هذا الامر لن يحصل ابدا، لقد عملنا كل ما بوسعنا لتجنب مثل هذه التصرفات»، مضيفا «لقد عشنا المأساة، مأساة اختيار مدينة سولت لايك سيتي.
كنت ضمن لجنة التحقيق وشاهدنا اشياء لم تعجبنا ابدا»، متطرقا بذلك الى اكبر فضيحة رشوة في تاريخ الالعاب الاولمبية التي ادت في النهاية الى استبعاد عشرات الاعضاء الذين تمت رشوتهم من قبل المسؤولين عن ملف ترشيح المدينة الاميركية للحصول على شرف تنظيم دورة الالعاب الاولمبية الشتوية عام 2002.