يعج الدوري الإسباني باللاعبين الأجانب وخاصة القادمين من بلدان أميركا الجنوبية بفضل العلاقة التاريخية التي تربط إسبانيا بهذه البلدان.
ويعتبر نادي برشلونة من الأندية التي تفضل التسوق في الدوريات الأميركية، حيث دائما ما يجد ضالته هناك بفضل توافر المواهب لجميع الخطوط والذين ساهموا في إثراء خزائن البلوغرانا ببطولات وألقاب بفضل موهبتهم وبفضل سرعتهم في التأقلم مع الأجواء السائدة في الدوري وفي النادي فضلا عن اسعارهم المتوازنة.
صحيفة «سبورت» المقربة من البارسا اعدت تقريرا تناولت تحطيم النادي الكتالوني رقما قياسيا جديدا في الاعتماد على لاعبي أميركا اللاتينية في العشرين سنة الأخيرة حيث رصدت كل الأسماء التي لعبت للنادي منذ موسم 1992 ـ 1993.
وتؤكد الصحيفة ان الفريق لم يكن يضم في صفوفه أي لاعب من اميركا الجنوبية خلال الموسم 1992-1993 وفي الموسم التالي تعاقد النادي مع المهاجم البرازيلي الشهير روماريو من نادي ايندهوفن الهولندي وبقي وحيدا من هذه المنطقة في الموسم الموالي 1994 ـ 1995، وفي الموسم 1995 ـ 1996 خلت تشكيلة الفريق من أي لاعب اميركي جنوبي.
وفي موسم 1996 ـ 1997 ومع بداية تطبيق قانون بوسمان في الدوريات الأوروبية وارتفاع عدد اللاعبين الاجانب في الأندية الأوروبية ارتفع عدد القادمين من أميركا خاصة أن اكتسابهم الجنسية الإسبانية أو احدى الجنسيات الأوروبية يعدون لاعبين محليين لذلك اصبح البارسا يضم في صفوفه ثلاثة عناصر اميركية، حيث يتعلق الأمر بكل من رونالدو الذي استقدمه من ايندهوفن ومواطنه جيوفاني والمهاجم الارجنتيني خوان انطونيو بيتزي وبفضل هذا الثلاثي حقق الفريق لقب كأس الملك ووصافة الدوري المحلي وكأس أبطال كؤوس أوروبا الأولى والوحيدة في تاريخه.
وفي الموسم الذي تلاه أصبح الفريق يضم أربعة لاعبين فبعدما غادره رونالدو إلى انتر ميلان الإيطالي وبقي جيوفاني وبيتزي وانضم إليهما البرازيليان ريفالدو من ديبورتيفو لاكورونيا وسوني اندرسون من موناكو، وبفضل هذا الرباعي نجح الفريق في استعادة عرش الليغا من غريمه ريال مدريد.
وفي الموسم 1998 ـ 1999 غادر بيتزي وبقي الآخرون لينضم إليهم لاحقا الأرجنتيني بيليغريني وهو الموسم الذي احتفظ فيه الفريق بلقب الليغا تحت أمرة المدرب الهولندي لويس فان غال.
وفي الموسم الأول للألفية الثالثة 1999-2000 والموسم الذي تلاه بقي ريفالدو اللاعب الوحيد من اميركا الجنوبية مقيما في الكامب نو.
وفي 2001 و2002 شهد البارسا تواجدا مكثفا للوافدين من بلاد كريستوفر كولومبوس بعدما اصبح عددهم ستة لاعبين، وهم البرازيليون ريفالدو وموتا وروشانباك وجيوفاني ومن الأرجنتين الحارس روبيرتو بونانو ومواطنه المهاجم خافيير سافيولا.
وفي الموسم التالي 2002 ـ 2003 ارتفع عددهم إلى سبعة هم بونانو وسافيولا وجيوفاني وروشانباك وموتا وانضم إليهم الأرجنتيني رومان ريكيلمي ومواطنه خوان بابلو سورين وغادره ريفالدو إلى ميلان الإيطالي، إلا أن البلوغرانا لم يفز في هذا الموسم بأي لقب محلي أو قاري وترك المبادرة للريال وفالنسيا الذي توج بالليغا مرتين.
وفي 2003-2004 واصل الفريق مع الرئيس الجديد خوان لابورتا والمدرب الهولندي فرانك رايكارد الاعتماد على السوق الأميركية الجنوبية وضم في تشكيلته أربعة أسماء ابرزهم البرازيلي رونالدينهو القادم من باريس سان جيرمان ومعه بونانو وسافيولا وموتا.
وفي 2004 ـ 2005 اقام في النيو كامب ثمانية لاعبين اميركيين هم رونالدينيو وبيليتي وسيلفينهو وموتا وادميلسون من البرازيل، بينما تواجد كل من ليونيل ميسي ودييغو لوبيز من الأرجنتين وايضا ديكو البرازيلي الذي حصل على الجنسية البرتغالية.
وفي 2006 ـ 2007 استمر تمثيل أميركا اللاتينية على نفس العدد مع تغيير بسيط، حيث رحل الأرجنتيني دييغو لوبيز وحل محله جيفران من الأوروغواي ليخرج الفريق خالي الوفاض محليا وقاريا.
وتقلص عددهم في الموسم الأخير للمدرب ريكارد 2007 ـ 2008 إلى ستة لاعبين هم رونالدينيو وميسي وديكو وسيلفينهو واديميلسون، لينضم إلى الفريق المدافع الأرجنتيني ميليتو ومعهم استمرت مرحلة الفراغ.
وفي الموسم الأول للمدرب بيب غوارديولا 2008 ـ 2009 لعب للبارسا خماسي من أميركا الجنوبية ميسي وميليتو من الأرجنتين ودانيس الفيش وسيلفينهو من البرازيل والمدافع كاسيراس من الأوروغواي، وحقق معهم أفضل مواسم النادي بعدما حصل على سداسية تاريخية بفوزه بجميع البطولات الممكنة.
وبعدها في عام 2009 ـ 2010 تقلص العدد إلى أربعة فقط هم ميسي والفيش وميليتو والبرازيلي ماكسويل المنضم حديثا للنادي ليكتفى بالتتويج بلقب الليغا.
وفي عام 2010 ـ 2011 ارتفع عددهم إلى ستة لاعبين مجددا بعدما احتفظ الفريق بالرباعي المذكور وانتدب معهم أيضا البرازيلي ادريانو والأرجنتيني خافيير ماسكيرانو ومعهم احرز لقب الليغا ودوري أبطال أوروبا.
وفي الموسم الأخير لغوارديولا مع البارسا في موسم 2011 ـ 2012 لعب تحت ألوانه ستة لاعبين أيضا، حيث غادر الفريق المدافع الارجنتيني ميليتو وتم التعاقد مع المهاجم التشيلي الكسيس سانشيز، واستمر هذا العدد وبنفس الأسماء في الموسم الموالي 2012 ـ 2013 مع المدرب الراحل تيتو فيلانوفا حيث احرز الفريق لقب الليغا.
وفي الموسم الماضي 2013 ـ 2014 تحت قيادة مدرب من أميركا اللاتينية هو الارجنتيني تاتا مارتينو الأول من هذه القارة بعد مواطنه سيزار مينوتي بقي العدد ستة مع تعديل طفيف برحيل البرازيلي ماكسويل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي واستقدام مواطنه نجم سانتوس نيمار دا سيلفا.
وشهد الموسم الحالي 2014 ـ 2015 مع المدرب الجديد الإسباني لويس انريكي تحطيم الرقم القياسي للعدد اللاعبين من أميركا اللاتينية في برشلونة بوجود تسعة لاعبين، حيث بقي كل من ميسي والفيش وادريانو وماسكيرانو ونيمار، كما عاد من الإعارة البرازيلي رافينيا وانضم إليهم المهاجم الأورواغواني لويس سواريز والحارس التشيلي كلاوديو برافو والمدافع البرازيلي دوغلاس من سان باولو.