الصوم مع أهل البلد
أعيش في أميركا فهل يجب أن أصوم مع أهل الكويت، وما حكم اقتراض مبلغ من المال عن طريق البنوك الربوية من أجل شراء بيت في أميركا، وهل يجوز لنا تأدية صلاة الجمعة في صالة ألعاب ملحقة بالمسجد؟ وهل يجب أداء ركعتين تحية للمسجد؟
الأصل أن يكون لكم جماعة وأمير تلتزمون بتوجيهه وحكمه في القضايا الشرعية العبادية، وأنتم في أميركا في أي ولاية منها هي بلدكم تصومون على رؤية الهلال فإن غم عليكم أكملتم العدة أو تصوموا برؤية أقرب بلدة لكم، فإن لم يكن جماعة وأمير، فتصوموا مع صوم أغلبكم، أو أقرب بلدة لكم بعد التحري والاجتهاد في الرؤية، ولا أرى ان يصوم كل واحد مع وطنه الأصلي لبعده ولما فيه من تفرق الكلمة، واختلافكم في الأعياد، وهذا ما لا ينبغي، وخصوصا العيد يلزمكم الفطر فيه مع جماعة البلدة إذا اعلنوا الفطر، ولا يجوز أن يكون لكل جماعة عيدها، وعلى كل حال فالصوم صحيح لجميعكم، وينبغي ان تبذلوا جهودا غير عادية لحل هذه الاشكالات في أعز مظهر وأعظم شعيرة، وهو الوحدة والاتفاق في بدء الصوم والفطر، ويطرح ذلك الموضوع في ندوات فقهية يحضرها المختصون الشرعيون.
ويحرم قطعا أخذك هذا القرض من البنوك الربوية وهو قرض ربوي ينالك منه الحرب من الله ورسوله ولن تفلح في الدنيا ولا في الآخرة، فهذا الربا نزلت فيه أشد آية في كتاب الله، (فأذنوا بحرب من الله ورسوله) ولا يعتبر شراء البيت ضرورة تبيح الربا، وكيف لو كنت في بلدك، فكيف في بلد أنت فيه وافد للدراسة، ومرتحل عنه، وذلك في الاستئجار مندوحة وسعة، ولو كلفك من المال الكثير.
أما صلاتكم في صالة ألعاب، وهي صلاة الجمعة فيفهم من السؤال ان الصالة تابعة للمسجد وهو صغير، فإن كان كذلك فالركعتان مطلوبتان، وإن كانت صلاتكم في الصالة فقط دون التحاقها بمسجد فهي مسجدكم ومصلاكم كما لو كنتم في خيام أو غيرها، فمن السنة أن تصلوا ركعتين تحية هذا المكان وهو المسجد بالنسبة لكم.
التيمم للضرورة
شاب أصيب في حادث مروري مروع وجروحه كثيرة وقد توفي، فهل يجوز أن نيممه بدل غسله، لأن في غسله سيلان الدم؟
إذا أمكن أن يغسل رغم جروحه فيغسل، وإن سال الدم لأنه يسيل بالماء أو من دونه ثم يقف، فإن خشي تقطع أوصاله لاهترائها فيجوز أن يُيمم، وهذا قد يكون في حالة الاحتراق، ويندر في حوادث المرور.
حكم الإفطار في المسجد
جماعة في المسجد اعتادوا صيام أول كل خميس من الشهر العربي، وسؤالهم عن مدى شرعية الإفطار في المسجد بإحضار أصناف كثيرة من الرز والمرق وغيره، هل هذا جائز؟
يجوز أن يحضروا ما شاءوا من طعام لإفطارهم على أن يحافظوا على نظافة المسجد، من بقايا الطعام، ومن رائحة كريهة كالثوم والبصل، فقد صح عن عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي، قال: «كنا نأكل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الخبز واللحم» (ابن ماجة 2/1097 باسناد حسن).
وهذا مذهب الشافعية، وكره ذلك الحنفية، وكذا المالكية في مسجد الحاضرة، أما مسجد البادية فيجوز بلا كراهة، ومنع الحنابلة الأكل في المسجد، والحجة مع الشافعية للرواية المذكورة، وأما الأكل في المسجد بالنسبة للمعتكف فالكل يجيزه بل استحبه المالكية.
الزكاة لغير المسلم
شاب مسلم مقتدر وميسور الحال ووالده متوفى، ولكن جده موجود وهو فقير وغير مسلم، فهل يجوز أن يدفع له مساعدة من أمواله، وإذا كان الجد مسلما هل يجوز أن يدفع له زكاة أمواله؟
جمهور الفقهاء ـ عدا المالكية ـ يرون وجوب ـ وليس جواز ـ نفقة الجد الفقير على حفيده الغني، سواء كان الجد من جهة الأب أو الأم، ولو كان غير مسلم لقوله تعالى: (وصاحبهما في الدنيا معروفا) لقمان:15.
ولا شك ان من المعروف القيام بسد حاجة الأب والجد بمنزلته، بل ذهب الجمهور ـ عدا المالكية ـ الى أبعد من وجوب النفقة المحتاج اليها في المأكل والمشرب الى وجوب اعفاف الجد بتزويجه لأنه من حاجاته المهمة كالنفقة بل تجب عندهم نفقة زوجته ايضا.