بقلم: عيسى القدومي
الحمد لله الذي حفظ لنا ديننا، وحفظ على مر الزمان طائفة ستبقى ظاهرة على الحق منصورة بنصر الله، حتى يأت أمر الله وهي كذلك، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى الذي علق القلوب بحب المسجد الأقصى وأرض المسرى.
1ـ نحن على يقين بأن فلسطين وبلاد الشام مقام الطائفة المنصورة لقوله صلى الله عليه وسلم «لاتزال طائفة من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من كذبهم، ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» (متفق عليه). وفي رواية أخرى صحيحة: «لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال». ومن المعلوم أن عيسى ابن مريم عليه السلام يدرك المسيح الدجال بباب لد في فلسطين فيقتله.
2ـ ونحن على يقين بأن المستقبل لأهل المسجد الأقصى الذي جاء ذكره في كتاب ربنا (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) وقيل فيه لو لم تكن له فضيلة إلا هذه الآية لكانت كافية، وبجميع البركات وافية، لأنه إذا بورك حوله، فالبركة فيه مضاعفة. ومن بركته أن فُضل على غيره من المساجد سوى المسجد الحرام ومسجد الرسول، فالمسجد الأقصى وما حوله مما يحيط به من بلاد كلها مباركة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله «والبركة تتناول البركة في الدين، والبركة في الدنيا وكلاهما معلوم لا ريب فيه».
3ـ ونحن على يقين بأنه لا خير في المسلمين إذا فسد أهل فلسطين والشام، فعن معاوية رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا فسد أهل الشام، فلا خير فيكم، لاتزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة». (رواه الإمام أحمد وصححه الألباني)، فنفى الخيرية عن الأمة عند فساد أهل الأرض المقدسة، فلابد من الإيمان والعمل الصالح والجهاد في سبيله، فما أجمل اجتماع قداسة المكان مع قداسة العمل.
4ـ ونحن على يقين بان الأرض المقدسة، الأرض المباركة، أرض الرباط والجهاد، هي محل الطائفة المنصورة من عباده، أهل الحديث والعلم بالآثار، ومن تبعهم بإحسان واقتدى بمنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم عقيدة ومنهجا وسلوكا وتربية.
5ـ ونحن على يقين بأن العودة إلى الإسلام هو الطريق لإنقاذ فلسطين والمسجد الأقصى السليب، وبتمسكنا بالإسلام ترجع إلينا إن شاء الله مقدساتنا التي اغتصبت في بيت المقدس، وديارنا السليبة في جميع أنحاء الأرض، ويتحقق لنا شرط التمكين والنصر قال تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) وتكون بهذا العاقبة للمتقين والنصر للمؤمنين.
6ـ ونحن على يقين بأن المستقبل للمسلمين في فلسطين بمدنها وبساتينها وبحارها وسهولها وجبالها ووديانها.. هذا ليس شعارا نرفعه لنتكئ على الأمل والرجاء.. بل هو منهج وعقيدة، نؤمن يقينا، بأن أرض فلسطين ستعود.. ولن يطول الانتظار إن رجعنا وتمسكنا بأسباب عزنا ونصرنا، مهما أدلهمت الظلمات، وتكالب الأعداء، وتداعت الأمم، وتحالف المخذلون، سيبزغ نور الفجر من جديد بإذنه تعالى.
7ـ ونحن على يقين بأن الظلم سيزول كمازال ظلم الجبابرة على مر العصور.. فالمستقبل للإسلام في أرض فلسطين.. وعد من الله.. ووعده حق.. وسيعم فيها دين الحق والهدى الذي تحمله الفرقة الناجية المبرورة.. وتذب عنه الطائفة المنصورة.
8ـ ونحن على يقين ان دولة العدوان ستزول أسرع مما نتوقع، إن تمسكنا بديننا وثوابتنا ووحدنا صفوفنا، فكيانهم لن يدوم.. وظلمهم سيزول، وسيبزغ نور جديد يعيد لأرض المقدسات وأرض المسرى مكانها ومكانتها بإذن الله تعالى.
9ـ ونحن على يقين بما وعدنا ربنا تبارك وتعالى إن يظهر دينه الذي أنزله على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم على الدين كله، وهذا يدل على أنه سيبطل كيد الكافرين الذين يريدون إطفاء نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، قال تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نورة ولو كره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)، ومعنى إظهاره على الدين كله إظهاره على كل الأديان.
10ـ ونحن على يقين بما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم عن أمجاد آتية للمسلمين في فترات قادمة، ومنها خروج الخليفة العادل المهدي في آخر الزمان، وخلافته العادلة حيث تعود للمسلمين عزتهم ومكانتهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» رواه الترمذي وقال: «هذا حديث حسن صحيح».