- أكد أن أمراء وعلماء الكويت الأولين كانوا على عقيدة السلف وتوافق تام مع دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب
- ثناء أكابر علماء الكويت على ابن تيمية وطباعة الشيخ مبارك بن صباح لأحد كتبه يبرهنان على مكانته عند أهل الكويت
يقول مؤرخ الكويت ورائد الصحافة الكويتية الشيخ عبدالعزيز الرشيد: إن كل من تجنب التفرق والاختلاف، وأراد أن يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه والسلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين فالقذيفة الشيطانية في أيدي الجاهلين معدة له ألا وهي وهابي»، فهل نحتاج بعد هذه الشهادة الموثقة إلى مزيد كلام للتأكيد على أن عقيدة أهل الكويت عقيدة سلفية توارثوها من علمائهم كأمثال الطبطبائي وال فارس والدحيان والرشيد والقناعي والدعيج والسند وابن جراح وغيرهم؟ هذا ما أوضحه الداعية د.دغش العجمي بالأدلة القاطعة والنصوص التاريخية، ودونها في كتابه الذي جاء بعنوان «أمراء وعلماء من الكويت على عقيدة السلف». وحول مكانة شيخ الإسلام ابن تيمية أشار العجمي إلى أن الناظر في تاريخ الكويت وفي مؤلفات علمائها يجد منهم ومن أمرائها الإجلال والتقدير لابن تيمية، فقد سعى الشيخ مبارك بن صباح لطبع أحد كتب ابن تيمية، وابنه ناصر كان يرى أن ابن تيمية «شيخ الإسلام وإمام الأنام وحامي حرمة الدين»، وكان ابن دحيان والرشيد ومحمد الدعيج يقولون عنه «شيخ الإسلام» ويقول الشيخ عبدالوهاب الفارس عنه «مثل ابن تيمية في العلماء كالبدر في نجوم السماء»، «الأنباء» التقت العجمي لتحاوره عن محتوى كتابه وحقيقة السلفية وعلاقة أهل الكويت حكاما وعلماء بدعوة شيخ الإسلام المجدد الإمام محمد بن عبدالوهاب، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
ما أهمية الموضوع وما سبب اختياركم له؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد، تكمن أهمية الموضوع في أن العقيدة هي الأساس والقاعدة والباقي كالفروع لها، وهي الفيصل بين أهل السنة وغيرهم من الفرق، ولذلك أحببت أن أكتب فيما يخص عقيدة أمراء وعلماء الكويت، وكان المحرك لي هو عدم وجود أي مؤلف حول هذه القضية فألفت هذا الكتاب وسميته «أمراء وعلماء من الكويت على عقيدة السلف».
فطرة أهل الكويت
هل العقيدة السلفية أو المذهب السلفي طارئ على شعب الكويت؟ وما حقيقة من يقول ان السلفيين ليس لهم أثر سوى من 30 أو 40 سنة فقط؟
السلفية هي الفطرة التي جبل عليها أهل الكويت منذ القدم، فعلماؤها وحكامها كانوا على هذه العقيدة على تفاوت بينهم، كما بيناه بالأدلة في الكتاب، والطارئ ما سوى ذلك من العقائد والأحزاب.
ما حقيقة وجود الصوفية أو الأشعرية ضمن عقيدة الشعب الكويتي؟
لا وجود للتصوف أو التمعشر في عقيدة أهل الكويت، فالعلماء كلهم كانوا على عقيدة أهل السنة العقيدة السلفية الصافية، ولم يوجد إلا شخص واحد كان مخالفا لعلماء الكويت وشاذا عنهم ولم يكن له أي أثر، وقد منع علماء الكويت في وقت الشيخ مبارك بن صباح أحد الصوفية الوافدين من التدريس في المدارس والمساجد لأنه صوفي حماية للمجتمع من خطره.
وئام مع دعوة التوحيد
كيف كانت علاقة أمراء وعلماء الكويت بدعوة الإمام محمد عبدالوهاب؟
كانوا على توافق ووئام، لأن دعوة الإمام محمد كانت دعوة الفطرة السليمة والشرع الصحيح، ولذلك كان الشيخ عبدالله بن صباح والشيخ عبد الجليل الطبطبائي، وهما من معاصريه، كانوا على ما كان عليه، وقد ذكرت في الكتاب رسالة الشيخ محمد بن عبدالوهاب للشيخ عبدالله بن صباح، وكلام الطبطبائي في ثنائه على دعوة الإمام ومناصرته لها، وكان الشيخ سالم المبارك تقول عنه الوثائق البريطانية إنه «كان وهابيا كأي وهابي من عامة نجد»، وكان علماء الكويت كذلك محبين لهذه الدعوة مناصرين لها ولهم في ذلك كلمات كثيرة جدا يطول المقام بإيرادها، ويمكن الرجوع إليها في الكتاب من صفحة (83) إلى (106).
لكن لماذا يلمز السلفيون بالوهابية؟
لمز علماء الكويت بالوهابية نسبة للإمام محمد بن عبدالوهاب مع أنه لا يدعو إلى هذا الاسم وإنما إلى عقيدة أهل السنة، وقد كان حنبليا في الفروع، وقد لمز علماء الكويت منذ عقود كثيرة بهذه الكلمة، فهذا الشيخ عبدالله بن خلف الدحيان في رسالة له يوصي ابن اخته الشيخ أحمد الخميس بأن يصبر على عباد القبور إذا نبزوه بالوهابي والشيخ عبدالعزيز الرشيد مؤرخ الكويت يقول «والحقيقة أن كل من تجنب التفرق والاختلاف وأراد أن يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه والسلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين فالقذيفة الشيطانية في أيدي الجاهلين معدة له ألا وهي وهابي» وليس بعد هذا الكلام كلام.
ابن تيمية
ما موقف علماء الكويت من ابن تيمية؟
الناظر في تاريخ الكويت وفي مؤلفات علماء الكويت يجد من العلماء والأمراء الإجلال لابن تيمية، فقد سعى الشيخ مبارك بن صباح لطبع أحد كتب ابن تيمية، وابنه ناصر كان يرى أن ابن تيمية «شيخ الإسلام وإمام الأنام وحامي حرمة الدين»، وكان ابن دحيان والرشيد ومحمد الدعيج يقولون عنه «شيخ الإسلام» ويقول الشيخ عبدالوهاب الفارس عنه «مثل ابن تيمية في العلماء كالبدر في نجوم السماء».
هل هناك حوادث تثبت حبهم لابن تيمية؟
نعم هناك الكثير، منها أن الشيخ عبدالعزيز الرشيد رد على رجل كان في الكويت من أهل العراق وكان يتكلم في ابن تيمية ويطعن في كتابه «منهاج السنة النبوية» فقام الرشيد بالرد عليه في مجلته «التوحيد» ومجلة «الكويت والعراقي»، ورد على آخر اسمه محمد زاهد الكوثري ردا بليغا دافع فيه عن ابن تيمية وفيه قال الرشيد: «جئت في وقت غير ملائم لنشر أضاليلك والاغترار بأباطيلك وقد أصبح شيخ الإسلام ابن تيمية فيه لا يذكر إلا بكل تجلة واحترام، وكادت كلمة الكل تتفق على أنه هو عالم الإسلام الفذ وسيفه البتار الذي يقطع به عنق كل مبتدع ضال، وهذا قليل في حق رجل كانت مؤلفاته الغالية هي النبراس الذي سار على ضوئه معلمو هذا العصر في هد كل بدعة ألصقت بالدين، وحل كل إشكال وجه إليه وإلى تعاليمه المقدسة».
كيف كان موقف أمراء وعلماء الكويت من أشكال القبورية والصوفية؟
أهل الكويت على عقيدة المسلمين الموحدين في أنه لا يدعى إلا الله ولا يستغاث إلا به، ولذلك لا توجد عندهم قبور ولا مشاهد ولا مساجد مبنية على القبور، والقبور موجودة تزار الزيارة الشرعية بالدعاء للميت بالرحمة ونحو ذلك، أما دعاء أصحابها فهذا مما يتنزه عنه أهل الكويت أمراء وعلماء ومواطنون.
مَن مِن علماء الكويت البارزين الذين ينتسبون إلى السلفية من الأقدمين إجمالا؟
في العموم كلهم يتشرف بهذه النسبة التي تعني النسبة للرعيل الأول المبارك كأمثال الطبطبائي وآل فارس والدحيان والرشيد والقناعي والدعيج والسند وابن جراح وغيرهم.
لابد في حديثنا عن السلفية أن تعرفها لنا، فما هي السلفية؟
السلفية هي الطريقة التي تسير على ما كان عليه الرعيل الأول من القرون المباركة ومن يقتدون بهم في تلقي العلم وطريقة فهمه وطبيعة الدعوة إليه، وليست السلفية حزبا من الأحزاب وإنما كل من انتسب للحق وسار على طريق الصحابة والتابعين في فهم الدين فهو سلفي، إذن السلفية ليست حزبا حادثا ولا تنظيما مبتدعا وإنما امتداد للرعيل الأول في منهجهم وعقيدتهم.
ما المصادر التي اعتمدتها في كتابك؟
الحقيقة المصادر شحيحة لم يتيسر لي الوقوف عليها إلا بعد بحث طويل جدا، فهي بين مخطوطات ومجلات قديمة جدا وكتب لها طبعات قديمة ونحو ذلك، وقد زرت بعض المراكز المهتمة بالبحوث الكويتية واقتنيت بعض المجلات القديمة وزرت مراكز للمخطوطات للاطلاع على الكتب التي نسخها بعض علماء الكويت، عدا الزيارات الشخصية لبعض المكتبات الخاصة.