عبدالله العنزي
مازالت اذهان جماهير كرة القدم مليئة باللحظات المثيرة في عالم الساحرة المستديرة، ما بين لحظات الفرح التي ينعم بها المشجعون واوقات الحزن التي يصابون بها ، فكل منهم يبقي في ذاكرته جزءًا لا يمكن ان يمحى مما يطلق عليها "اللحظات المجنونة " في المباريات التي يتابعها . وفي هذه الزاوية نحاول نحن في «الانباء» ان نعيد معكم شريط الذكريات للمباريات الخالدة في اذهان الجماهير سواء كانت محلية للاندية او منتخبنا الوطني او كانت مباريات عالمية .
كانت تلك الأمسية في أبطال أوروبا مختلفة بكل شيء عن مثيلاتها في النهائيات الأوروبية بدءا من مكان إقامتها في تركيا مرورا في الأحداث التي جرت خلالها، فقبل بداية المباراة كان كل شيء على الورق يرجح كفة ميلان الايطالي على ليفربول الانجليزي والأسباب كانت عديدة، ولم تشذ الصورة عما توقعها الجميع، فها هو الفريق الايطالي يهاجم بقوة على مرمى حارس «الريدز» الپولندي ييرزي دوديك ليسجل قائده الفذ باولو مالديني هدف التقدم في الدقيقة الاولى من عمر المباراة. ومن دون اي فاعلية تذكر حاول «الريدز» تعديل الكفة ولكن صلابة الدفاع الايطالي جعلت من هجماتهم تتكسر سريعا قبل الوصول الى مرمى الحارس البرازيلي ديدا، فانتظر الهجوم الايطالي الى ان تهدأ الأمور ليسجل له الهداف الأرجنتيني هرنان كريسبو الهدف الثاني من كرة رأسية (39)، ولم يستفق لاعبو ليفربول ومدربهم الاسباني رافائيل بينتيز بعد من صدمة الهدف الثاني حتى عاد كريسبو مرة اخرى ليدك شباك دوديك بهدف ثالث من تسديدة خارج منطقة الجزاء (44)، ليظن الجميع حينها ان ميلان في طريقه الى مجد أوروبي جديد.
بين شوطي المباراة لن يقبل اي مدرب في العالم ان يحل محل بينيتز، فما الذي يمكنه صنعه مع فريق مفكك تلقت شباكه 3 أهدف في الشوط الأول، حتى ان لاعبي ميلان قاموا بالاحتفال داخل غرف تبديل الملابس.
دخل لاعبو الفريقين أرضية الملعب وبدأ العد العكسي لإحراز «الروسونيري» للقب ولخيبة أمل انجليزية، وهاهو جيرارد يظهر بعد 9 دقائق من بداية الشوط ليسجل هدف ليفربول الاول برأسه، هدفا ظنه الجميع لحفظ ماء الوجه (54)، دقيقتان بعدها كانت كافية جدا ليبث الرائع التشيكي فلاديمير سميتشر الرعب في الايطاليين بتسجيله الهدف الثاني من تسديدة قوية (56)، ليظهر من بعد الهدف الوجه القبيح للفريق الايطالي وسط تشتت تكتيكي في وسط الملعب والدفاع فكانت لحظتها الفرصة مواتية لتشافي الونسو بتسجيله هدف التعادل بعد 6 دقائق فقط (60)، ليستمر التعادل بين الفريقين الى نهاية وقت المباراة الأصلي ويحتكم الفريقان الى الأشواط الإضافية التي لم تضف اي جديد، فكانت للعملاق الانجليزي ليفربول كلمة الحسم في ركلات الترجيح التي أعطته لقبه الخامس في البطولة الأوروبية الأعرق، فيما بدت علامات الذهول واضحة على محيا لاعبي ميلان وبالأخص القائد باولو مالديني وهو يتذكر انه قبل ساعة من الآن ما قاله لكريسبو وهو يحييه بعد هدفه الثالث «لا احد يستطيع اخذ الكأس منا».