عبدالله العنزي
مازالت اذهان جماهير كرة القدم مليئة باللحظات المثيرة في عالم الساحرة المستديرة، ما بين لحظات الفرح التي ينعم بها المشجعون واوقات الحزن التي يصابون بها ، فكل منهم يبقي في ذاكرته جزءًا لا يمكن ان يمحى مما يطلق عليها "اللحظات المجنونة " في المباريات التي يتابعها . وفي هذه الزاوية نحاول نحن في «الانباء» ان نعيد معكم شريط الذكريات للمباريات الخالدة في اذهان الجماهير سواء كانت محلية للاندية او منتخبنا الوطني او كانت مباريات عالمية .
مازالت تلك الأمسية في نهائي كأس الأمير عالقة بالأذهان، فما حدث يومها لم يكن عاديا على الإطلاق، فكأس الأمير ذهبت للمرة الاولى منذ انطلاقها الى المنطقة العاشرة، فزينت خزائن نادي الفحيحيل بعدما نجح لاعبو الفريق في كتابة اسمائهم بأحرف من ذهب وهم يخطفون الكأس من كاظمة في المباراة النهائية ليتحول الحلم في إحراز البطولة الى حقيقة.
وقبل بداية المباراة كانت كل التوقعات تصب لصالح البرتقالي بخطف اللقب، فالفريق كان قد توج قبل ايام ببطولة الدوري، فكان هذا الأمر بمنزلة الورقة الرابحة التي لعب بها الفحيحيل كونهم ادوا المباراة من دون ضغوطات كبيرة، خصوصا انهم يعرفون الخصم جيدا بعد ان التقوا به في المباراة الاولى بالبطولة وانتهت بالتعادل 2-2.
كاظمة بدأ المباراة بقوة بغية إنهاء الأمور مبكرا الا انه اصطدم بتنظيم دفاعي جيد من الفحيحيل بقيادة سعد ربيع مما افشل كل المحاولات الكظماوية لافتتاح التسجيل، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كان للاعب الفحيحيل الشاب عبدالعزيز الهاجري (20 سنة في ذلك الوقت) رأي آخر عندما افتتح التسجيل لفريقه من تسديدة قوية سكنت في شباك البرتقالي (36)، لينتهي الشوط الاول بتقدم الفحيحيل بهدف نظيف.
وفي الشوط الثاني رمى لاعبو كاظمة بكل ثقلهم على مرمى حارس الفحيحيل جمال محمد وذلك لإدراك التعادل، الا ان محاولاتهم باءت بالفشل، بعد ان اظهر مدرب الفحيحيل التشيكي يان بيفارنيك حنكة تكتيكية كبيرة في طريقة اللعب خصوصا في الجانب الدفاعي التي عجز لاعبو كاظمة عن فك شفرتها، وظهرت حنكة بيفارنيك جليا في الدقيقة (77) التي شهدت تسجيل لاعب وسط الفحيحيل امير سراج للهدف الثاني بعد هجمة مرتدة سريعة، حول من خلالها سراج احوال البرتقالي السيئة الى اسوأ، ولم يكن الأمر بحاجة إلا لرصاصة الرحمة التي أطلقها مهاجم الفحيحيل حمد حربي من تسديدة صاروخية عانقت شباك كاظمة في الدقيقة (86)، ليطلق بعدها الحكم الانجليزي ليستر شابتر صافرة النهاية معلنا إحراز الفحيحيل كأس الأمير للمرة الاولى في تاريخه.
الحدث : نهائي كأس الأمير بين الفحيحيل وكاظمة
الزمان : 28 مايو 1986
المكان : ستاد صباح السالم بالنادي العربي
النتيجة: 3 ـ 0 للفحيحيل