أحمد حسين
مازالت اذهان جماهير كرة القدم مليئة باللحظات المثيرة في عالم الساحرة المستديرة، ما بين لحظات الفرح التي ينعم بها المشجعون واوقات الحزن التي يصابون بها ، فكل منهم يبقي في ذاكرته جزءًا لا يمكن ان يمحى مما يطلق عليها "اللحظات المجنونة " في المباريات التي يتابعها . وفي هذه الزاوية نحاول نحن في «الانباء» ان نعيد معكم شريط الذكريات للمباريات الخالدة في اذهان الجماهير سواء كانت محلية للاندية او منتخبنا الوطني او كانت مباريات عالمية .
بعدما نجح منتخبنا الوطني لكرة القدم في التأهل للدور ربع النهائي في اولمبياد موسكو 1980 بعد الفوز على نيجيريا (3 ـ 1) والتعادل مع كولومبيا (1 ـ 1) وتشيكوسلوفاكيا (0 ـ 0) وصعد كثاني المجموعة ليواجه الازرق منتخب الاتحاد السوفييتي صاحب الارض مساء يوم 27 يوليو 1980 في مباراة كان نجمها الاول الحارس الامين احمد الطرابلسي والمرعب جاسم يعقوب والملك فيصل الدخيل، ورغم خسارة الازرق 1 ـ 2 الا انه حقق سمعة طيبة وشعبية كبيرة للكرة الخليجية والعربية في المحافل الاولمبية والدولية حيث تأهل للدور ربع النهائي في اول دورة اولمبية يشارك فيها وهو شرف وانجاز كبير لم يسبق ان حققته اي دولة عربية وقتذاك. بدأت المباراة بأداء سريع من الفريقين، وظهر من البداية أن الازرق يتحرك بصورة جيدة ويلجأ اتلى التمريرات الارضية السهلة في حين بدأ المنتخب السوفييتي المباراة مهزوزا وتمريراته غير سليمة، وظهرت خطورة السوفييت بعد 15 دقيقة وشكل خطورة على دفاعنا، وفي الدقيقة 30 من الشوط الاول ومن هجمة للفريق السوفييتي أحدثت دربكة امام مرمى الطرابلسي لم يستطع خلالها دفاعنا من ابعاد الكرة لتتهيأ امام الروسي فايدرو الذي سددها ارضية دخلت في الزاوية اليمنى مسجلا الهدف الاول. ولم يتأثر الازرق بهذا الهدف وواصل محاولاته وسحب نعيم الكرة من وسط الملعب ومر من الظهير واقترب من خط جزاء الفريق السوفييتي وسدد كرة قوية علت العارضة ثم تبعه فتحي كميل وهرب من الرقابة وتحرك وأحدث الرعب في دفاع روسيا ومرر لحمد بوحمد الذي مررها بدوره لفيصل الدخيل وكاد يسدد في المرمى ولكنه كان في موقف تسلل، وكاد المنتخب السوفييتي ان يضيف الهدف الثاني قبل نهاية الشوط الاول الا ان الطرابلسي العظيم امسك الكرة بثبات وانقذ الازرق لينتهي الشوط الاول بتقدم السوفييت 1 ـ 0. وفي الشوط الثاني بدأ الفريق الروسي مهاجما وانقذ الطرابلسي اكثر من هجمة خطيرة حتى جاءت الدقيقة 53 عندما قام الفريق الروسي بعدة تمريرات أرضية داخل منطقة جزاء الازرق بطريقة «هات وخذ» بسرعة لينفرد يوري بالطرابلسي ويضع الكرة في مرمانا مسجلا هدف روسيا الثاني. بعدها خرج وليد الجاسم ولعب سامي الحشاش في وسط الدفاع ولعب محبوب جمعة في مركز الظهير الايسر لتتغير طريقة اداء الازرق وتأخذ الطابع الهجومي، وفي الدقيقة 59 يحتسب الحكم ضربة حرة لصالح الازرق في الناحية اليمنى رفعها نعيم سعد امام مرمى روسيا من فوق رأس الظهير الايمن ليستقبلها جاسم يعقوب الذي تلقاها على صدره بمهارة وسددها مباشرة بيسراه في المرمى لتهتز شباك حارس مرمى روسيا داساييف مسجلا هدف الازرق الوحيد. وكان لفارق اللياقة البدنية عامل في محافظة الفريق السوفييتي على تقدمه 2 ـ 1 رغم محاولة محبوب جمعة والدخيل ويعقوب تحقيق التعادل لتنتهي المباراة بفوز الاتحاد السوفييتي 2 ـ 1 وتأهله للدور نصف النهائي وخروج منتخبنا الوطني بشرف من اولمبياد موسكو.