دمشق ـ هدى العبود
زاوية نسلط الضوء فيها على نقاط التحول في حياة نجوم الساحة الفنية والغنائية وحتى الاعلامية والتي بسببها وصلوا الى ما هم عليه الآن من شهرة لدى الجماهير المحلية والخليجية والعربية.
لعلّ من النادر ان يجمع فنان ما مواهب شتى في شخصية، كما هو حال فناننا النجم بسام كوسا، فهو رسام ونحات وفنان تشكيلي وكاتب قصص قصيرة ومقالات فنية وثقافية وهو فوق ذلك اسم لامع في الدراما العربية والرقم الصعب بين الممثلين المحترفين. قدم خلال مسيرته الفنية الكثير من الأدوار المتميزة والمتنوعة والصعبة في آن واحد، فمن شخصية التاجر الحلبي الجشع في مسلسل «سيرة آل الجلالي» ومدمن المخدرات في «عصر الجنون» والأب المكسور في «أحلام كبيرة» والمخرز في «ليالي الصالحية» وغيرها من أدوار كثيرة جسدها بنفس وأسلوب جديد في الأداء وأدوات التعبير التي يتقنها جيدا مكنته من أن يجعل منها شخصيات حياتية واقعية من لحم ودم ومركبة فيها مزيج من الخير والصدق والكذب معا. وحول الدور الفني الذي شكل له نقطة تحول زادت من شهرته الفنية على الصعيدين المحلي والعربي قال بسام كوسا لـ «الأنباء»: في الحقيقة شكل دور «الإدعشري» الذي جسدته في مسلسل «باب الحارة» بجزأيه الأول والثاني انعطافة كبيرة وقوية كبيرة في مسيرتي الفنية جعل جمهور المشاهدين يتعاطف معي أو مع شخصية «الإدعشري» على الرغم مما يمثله من حالة سلبية على مجتمعه والمقربين منه بفضل الصدق والعفوية التي تعاملت بها مع هذا الدور الذي يجسد شخصية نشال شرير يعلن توبته بصدق ولكن حيث تسنح له الفرصة للعودة الى ماضيه لا يتوانى لحظة في عمل ذلك، وأنا اعتقد انني وفقت في أداء شخصية «الإدعشري» لدرجة جعلتني أبتعد عن القاعدة المعهودة بمن يؤدون الشخصيات الشريرة حيث يجردونها من إنسانيتها ويجعلونها تلحق الأذى والضرر بالآخرين، أما أنا فحاولت تقديم نموذج للشرير الواقعي العزيز في آن والذليل في آن آخر، الماكر والمخدوع، ووظفت ذلك دراميا بتصعيد الإثارة وصولا بالشخصية الى ذروتها ومن تعاطف الجمهور معها، الصغير والكبير وكنت في نظرهم البطل الأوحد في مسلسل «باب الحارة» ولا أبالغ إذا قلت ان معظم الناس عندما يروني في مكان ما ينادوني مباشرة بـ «الإدعشري» ويثنون علي ويسلمون بحرارة ويقولون لي: «لقد أحببناك بهذا الدور الشرير الذي قدمته بحرفية عالية ولم تجعلنا نكرهك من خلاله». وفي العموم شخصية «الإدعشري» ستظل راسخة في أذهان المشاهدين لسنوات طويلة وهي من الشخصيات الجميلة التي حفرت اسمي ونقشته في قلوب الناس، وآمل أن أوفي بتجسيد شخصيات أخرى مشابهة لا تقل أهمية عنها. جدير بالذكر ان الفنان «بسام كوسا» من مواليد مدينة حلب ومتزوج وله ولدان ثائر ووجد، ومن أبرز أعماله التلفزيونية نذكر له «الخوالي»، «الزير سالم»، «ليل الخائفين»، «الفصول الأربعة»، «الانتظار»، «أحلام كبيرة»، «خلف القضبان»، «صدى الروح»، «الواهمون»، «أحقاد خفية»، «الحوت»، «سحابة صيف»، «بقعة ضوء»، «أهل الغرام»، «العار»، «كوم الحجر»، ومسلسلات اخرى كثيرة، وقد نال العديد من الجوائز على أدواره السينمائية والتلفزيونية في مهرجانات محلية وعربية.